الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نيمار..هدفان.. و5 قصات شعر.. و16 دقيقة على الأرض!

نيمار..هدفان.. و5 قصات شعر.. و16 دقيقة على الأرض!
8 يوليو 2018 00:32
محمد حامد (دبي) هدفان فقط، و5 قصات شعر مميزة تجذب الأنظار في 5 مباريات، و16 دقيقة على الأرض، هذا ما قدمه النجم البرازيلي نيمار في مونديال روسيا، وبعد أن كانت آمال عشاق السامبا تتعلق به للحصول على كأس العالم للمرة السادسة في تاريخ البرازيل، وطرق أبواب الكرة الذهبية لكسر هيمنة رونالدو وسيطرة ميسي، فإذا بالنجم البرازيلي يودع دون أن يقدم دليلاً على أنه يستحق اقتحام دائرة الكبار، بل إنه رفع من سقف جماهيريته وشعبيته إلى حدود لم يعرفها من قبل ليس بسبب الأداء الكروي، والتأثير داخل الملعب، بل لأسباب أخرى تتعلق بقدراته التمثيلية الخارقة، مما جعله يدخل المونديال باحثاً عن الكرة الذهبية، فإذا به يودعه بجائزة «الأوسكار». نيمار سقط على الأرض لمدة 16 دقيقة خلال المونديال الحالي، والمدهش في الأمر أن غالبية هذه الدقائق لم تكن سوى مبالغة في التعبير عن شعوره بالألم من تدخلات المنافسين، ولم يتردد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الانتقام من النجم البرازيلي، ليمنحوه لقب «الأوسكار» في التمثيل، وإمعاناً في السخرية من نيمار حدث ما يسبق المنافسة المفتوحة بين رواد مواقع التوصل الاجتماعي لبث بعض الصور ومقاطع الفيديو التي تحاكي سقوط نيمار وادعاء الشعور بالألم، ليتحول النجم الذي سعت البرازيل لجعله أيقونتها إلى مادة للسخرية لا الإبداع. وفي البرازيل أشارت صحيفة «جلوبو» إلى أن القميص رقم 10 يفقد بريقه، فمن المعروف أن أفضل نجوم الكرة البرازيلية على مدار تاريخها حملوا هذا القميص، بداية من بيليه الذي فاز مع البرازيل بالمونديال 3 مرات أعوام 1958، و1962، و1970، وكذلك ريفالدو المتوج باللقب عام 2002، وثاني المونديال 1998، ورونالدينيو بطل مونديال 2002، كما أن البرازيل لا زالت تفخر بنجومها أصحاب الكرة الذهبية وهم ريفالدو، ورونالدو، ورونالدينيو، وكاكا، وعلى الرغم من أن نيمار يتقدم بقوة في سباق الهداف التاريخي لمنتخب السامبا بتسجيله 57 هدفاً في 90 مباراة، فإنه لم يحقق إنجازاً جماعياً كبيراً، فقد حصل على كأس القارات فقط عام 2013. نيمار يخسر عملياً فرصة معادلة بيليه في الحصول على كأس العالم، فقد توج بها النجم الأسطوري 3 مرات، ولم يحصل نيمار على اللقب أبداً، وهو الآن يبلغ 26 عاماً، أي أنه لا يملك سوى فرصة واحدة للفوز بالمونديال حينما يكون ابن الـ 30 عاماً، وهو أمر لا يضمنه أحد في ظل التراجع اللاتيني الذي تقابله قوة وسيطرة للكرة الأوروبية ومنتخباتها، إذ يكفي أن رباعي الدور قبل النهائي للمونديال الحالي جميعهم من القارة العجوز. هازارد يتفوق على نيمار بعد خروج ميسي ورونالدو من سباق الحصول على كأس العالم، والاقتراب خطوة عملاقة من التتويج بالكرة الذهبية، اتجهت الأنظار على الفور إلى نيمار والبرازيل، فقد كانت الفرصة سانحة بقوة، كما أن الوداع المبكر لألمانيا المنافس الأكبر للبرازيل على العرش المونديالي على مدار التاريخ، وخروج إسبانيا كذلك عزز من آمال عشاق السامبا في الحصول على لقب مونديالي سادس يعودون به لتصدر المشهد الكروي العالمي، إلا أن نيمار ورفاقه فشلوا في مواصلة المسيرة، وتوقف الحلم على يد الكتيبة البلجيكية. وفي الوقت الذي كان ميسي يعاني من عدم امتلاك منتخب قوي منسجم، وكذلك رونالدو مع البرتغال، فقد كان لدى نيمار أحد أفضل منتخبات العالم، ولكنه لم يتمكن من قيادته إلى منصة التتويج مما يجعل اللوم عليه مضاعفاً مقارنة ببقية النجوم الكبار، وفي مقارنتها بين بلجيكا والبرازيل، اختصرت صحيفة «ستاداو» البرازيلية كل شيء وقالت إن الفارق الحقيقي بين السيليساو البرازيلي ومنتخب الشياطين الحمر البلجيكي هو تماماً مثل الفارق بين ما قدمه نيمار وما ظهر عليه هازارد، في إشارة إلى أن الاستعراض هو سمة أداء نيمار، بينما يتمسك هازارد والمنتخب البلجيكي بالأداء التكتيكي والقوة التي لا تخلو في نفس الوقت من المهارة، ولكنها مهارة مفيدة وإيجابية. الفخ الباريسي ما زال نيمار يدفع ثمناً باهظاً لرحيله إلى باريس سان جيرمان، فقد كانت الصفقة مثارة دهشة الملايين حول العالم، صحيح أن الجانب المالي يظل مهماً في حياة اللاعبين، إلا أن التخلي عن البارسا من أجل الانضمام لفريق في الدوري الفرنسي لم يكن بالأمر الذي يمكن استيعابه بسهولة، صحيح أن النادي الباريسي يدعم صفوفه بمجموعة كبيرة من النجوم، إلا أن ذلك لم يضمن له الحصول على دوري أبطال أوروبا أو حتى الاقتراب من عرش البطولة القارية، ومن ثم خسر نيمار فرصة الاستمرار في مطاردة البطولات الكبيرة مثل الليجا ودوري الأبطال، وهي الألقاب التي كان يضمن الحصول عليها مع النادي الكتالوني، فقد حصد 8 بطولات في 4 مواسم من بينها دوري الأبطال والدوري، بل إنه حصد ثلاثية تاريخية في 2015 رفقة البارسا. وفي الوقت الذي كان نيمار يسير بخطى تدريجية نحو عرش الكرة الذهبية بدعم من ميسي، خاصة أنه كان مرشحاً لصدارة المشهد والنجومية خلفاً للنجم الأرجنتيني، جاءت خطوة الرحيل إلى باريس على نحو مفاجئ، وفي تحليلها لذلك قالت الصحافة الكتالونية، إن نيمار كان يريد الخروج من ظل ميسي فاحترق بنار الاستعراض الفردي، وافتقاد عقلية الأداء الجماعي مع النادي الباريسي، وهو الأمر الذي عرقل مسيرته في العام الماضي. وأشارت ماركا كذلك إلى أن الموسم المنتهي هو الأسوأ في مسيرة النجم البرازيلي، فقد ضاع حلم التتويج بدوري الأبطال مع باريس سان جيرمان، وودعت البرازيل المونديال مبكراً قياساً بطموحها الكبير، وأصبح لزاماً على نيمار التفكير في مستقبله من جديد، فقد يكون الريال هو المنقذ لموهبة برازيلية كبيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©