ليس عدلاً!

دبي (الاتحاد) على الرغم من سيطرة أوروبا على مقاليد الكرة العالمية على المستويات كافة، سواء إدارياً أو فنياً، أو على مستوى عدد مرات الفوز بلقب المونديال، فضلاً عن تنظيم أقوى 5 دوريات في العالم، وهي الإنجليزي والإسباني والإيطالي والألماني والفرنسي، وإبهار العالم بدوري أبطال أوروبا الذي يعد الأفضل في الكرة العالمية من الناحية الفنية، إلا أن ما تم إقراره لمستقبل المونديال لم يكن منصفاً لمكانة «القارة العجوز»، فقد تقرر أن يشارك 16 منتخباً أوروبياً من أصل 48 في مونديال 2026 والذي يقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، أي أن نصيب أوروبا لا يتجاوز الثلث على الرغم من قوتها وسيطرتها على الكرة العالمية. ويبلغ عدد منتخبات «القارة العجوز» في الوقت الراهن 13 من 32 منتخباً، وهو العدد الذي كان يراه البعض كبيراً ومجحفاً بحق القارات الأخرى، إلا أن ما حدث في روسيا وعلى الرغم من أنه ليس حدثاً جديداً، إلا أن ذلك قد يدفع البعض للتفكير في أن أوروبا تستحق أكثر من 16 منتخباً في المونديال بصورته المستقبلية التي تشمل 48 منتخباً، كما أن حقائق التاريخ تؤكد أن أوروبا فازت بالمونديال 12 مرة، وبلغت قبل النهائي 56 مرة مقابل 22 لأميركا الجنوبية، ولم يبلغ هذا الدور من خارج أوروبا وأميركا الجنوبية على مدار 21 نسخة مونديالية سوى الولايات المتحدة عام 1930، وكوريا الجنوبية 2002. ويبدو أن «الفيفا» يسير في طريق جعل المونديال للمشاركة وليس للمشاهدة، وهو ما دفعه لقرار رفع العدد إلى 48 منتخباً، وسط إصرار على منح المزيد من بطاقات التأهل للنهائيات لمنتخبات ليست أوروبية بهدف تطوير كرة القدم في هذه الدولة، وجعلها تستفيد من الظهور في المونديال سواء مادياً أو كروياً، وكذلك على المستوى الجماهيري والإعلامي والمعنوي، وإن ظلت الفجوة الكبيرة بين أوروبا وبقية قارات العالم مثار قلق من إمكانية أن يكون المستوى الفني المتدني حاضراً في كأس العالم بداية من مونديال 2026.