الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

.. ولكن تؤخذ الكأس غلاباً

8 يوليو 2018 20:47
انتهى الدور ربع النهائي لمونديال روسيا، وأغلقت ستارة المسرح على الرباعي المتأهل لنصف النهائي، إيذاناً ببدء الفصل ما قبل الأخير، الذي يستحوذ على مشاهدة بتأدية دور البطولة فيه منتخبات فرنسا، وبلجيكا، وإنجلترا، وكرواتيا، وهي المنتخبات التي سنعيش معها ساعة الحقيقة، بعدما عشنا أياماً من الوهم. حتى ما قبل انطلاق كأس العالم كانت كل ترشيحات الفوز باللقب تتوزع بين منتخبات ألمانيا، والبرازيل، وإسبانيا، ويأتي بعدهم المنتخب الأرجنتيني، وإن لم يحظ بحصة «الأسود الثلاثة»، وحتى مع طي صفحة الدور التمهيدي، تشبث الكثيرون بترشيحاتهم، إذ لم يتوقع أحد أن تتساقط المنتخبات التي تشع سماواتها بأكثر النجوم سطوعاً، بتلك الطريقة التي تشبه تساقط أحجار «الدومينو»، ومن له أن يصدق ألا يرى في النهائي، ولا حتى ما قبل النهائي نيمار، وميسي، وتوني كروس، وإنييستا، وكريستيانو رونالدو. وجدت نفسي وأنا أنظر إلى هذا المشهد الصادم أعود لنبش تصريحات مدربي تلك المنتخبات، لأتبين نظرتهم للأمور قبل أن يروا ما عليه الواقع اليوم، بعدما تذوقوا جميعهم مرارة الخروج المذل من الأدوار المبكرة، قياساً بالترشيحات التي كانوا غارقين فيها. المدرب البرازيلي تيتي كان جازماً بقدرته على تحقيق كأس العالم مع كتيبة «السيليساو»، ومسح عار الخسارة المذلة من ألمانيا بسباعية في مونديال 2014، وأبدى شيئاً من التواضع في تصريحاته بمنح ألمانيا وفرنسا بعض الحظوظ في المنافسة على اللقب، أما المدرب الألماني يواكيم لوف، فظهر في تصريحاته كمن ينظر لمنافسيه من برجه العاجي، حيث تجاوز الحديث عن فوز منتخب «المانشافت» باللقب، باعتباره محسوماً، إلى البحث عن المنتخب القادر على الوقوف في طريقه، بإشارته إلى أن أقوى المنافسين لهم هو الغريم البرازيلي الذي قال عنه بنفس لا يخلو من عجرفة واضحة إنه «تعافى بشكل جيد من هزيمته 7-1، وأصبح أفضل بعض الشيء». بذات النفس المتعالي تحدث مدرب إسبانيا جولين لوبيتيجي قبل إقالته، حين قال: «هناك شيئاً لا يتذكره الناس، وهو أن أتلتيكو مدريد توّج بالدوري الأوروبي، وريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، وبرشلونة بالدوري المحلي، وهذا يكفي لمعرفة قيمة لاعبينا»، وحده الأرجنتيني سامبولي من تحدث بتواضع واحترام للمنافسين، حينما أشار إلى تقدم البرازيل وفرنسا وإسبانيا في الحظوظ على فريقه، لكن ذلك لم يمنعه من حمل راية التحدي. وفي ساعة الحقيقة تبخرت كل تلك الترشيحات، وتلاشت جميع الوعود، حيث فرض منطق كرة القدم نفسه، وهو ما تعلمناه منذ كنا صغاراً، يوم كانوا يرددون على مسامعنا مقولة: «ما في كبير في الكورة»، وهي ذات الفلسفة التي أخذ منها بول سارتر مقولته الشهيرة: «في كرة القدم كل شيء معقد ما دام هناك خصم»، أو كما غنت أم كلثوم: وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©