الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ضربة قاضية لـ «السيلسياو» ونهاية أحلام «الدب»

ضربة قاضية لـ «السيلسياو» ونهاية أحلام «الدب»
8 يوليو 2018 20:57
رضا سليم (دبي) تحول دور الثمانية للمونديال إلى مشاهد تاريخية قلبت أوضاع الساحرة المستديرة رأساً على عقب، ليواصل الحدث الروسي مفاجآته التي طالت أصحاب الأرض بالوداع الحزين بالخسارة أمام الكروات، فيما كانت الضربة القاضية للبرازيل المرشح الأول للفوز بالكأس بالخروج، ليفتح باب التكهنات عن بطل جديد سيرفع كأس العالم من بين 4 منتخبات تأهلت للمربع وهي فرنسا وبلجيكا وإنجلترا وكرواتيا. ولعل مع حدث من مشاهد في ربع النهائي يؤكد أن مونديال روسيا يعيد كتابة تاريخ كرة القدم من جديد، حيث هناك الكثير من المشاهد التي رافقت المباريات الأربع في ربع النهائي، والتي تحمل الكثير من المفاجآت والأرقام والإحصائيات، في الوقت الذي خطف البرتغالي رونالدو الأضواء والأحاديث في مدرجات البطولة رغم خروج منتخب بلاده، إلا أن صفقة انتقاله إلى يوفنتوس ظلت حديث الساعة. نهاية أحلام السامبا تلقى عشاق السامبا ضربة موجعة بعدما ودع منتخب البرازيل البطولة من الباب الخلفي ولم يستطع مواصلة المسيرة لأبعد من ربع النهائي، وجاء الخروج على يد بلجيكا، لتنتهي أحلام السامبا وتضيع أقرب فرصة للتتويج باللقب للمرة السادسة في تاريخهم. ولم يتوقع عشاق الكرة البرازيلية أن يكون سيناريو النهاية بهذا الشكل، خاصة الذين رشحوا نيمار ورفاقه لرفع الكأس، وكانت هناك أصداء عالمية كبيرة على هذا الوداع الحزين وتفاوتت الأسباب ما بين المدرب واللاعبين، في مقدمتها فشل تيتي مدرب التانجو في قراءة المباراة بشكل صحيح، وعدم وجود قائد في الملعب، يحرك اللاعبين، وتحميل نيمار ضغوطاً كثيرة في قيادة الفريق رغم عودته من الإصابة، ولم يقدم المستوى المأمول، ولم يساعد منتخب بلاده. وجاءت من الأسباب أيضاً كثرة الإصابات، التي تعرض لها نجوم منتخب السامبا خلال البطولة ومنهم نيمار، فريد، دوجلاس كوستا، فاجنر ودانيلو، وهو الأمر الذي تسبب في إرهاق شديد للاعبين الذين لم يتعافوا بشكل مناسب لخوض المباريات وقلة خيارات مقاعد البدلاء، وهو ما أفقد تيتي الحلول، وجميع الأسباب كانت وراء الخروج بجانب أسباب أخرى أضاعت الحلم الكبير. بكاء ودموع الروس بكت جماهير روسيا لوداع منتخب بلادها للمونديال من بوابة دور الثمانية ولم ينجح أصحاب الأرض في الذهاب بعيداً، بعدما خرجوا على يد الكروات بركلات الترجيح، ورغم أن روسيا حقق إنجازاً بالصعود إلى دور الثمانية بعد غياب طويل، فإن الحلم لم يكتمل للوصول لنصف النهائي، حيث كانت آخر مرة صعد فيها الروس للمربع الذهبي للمونديال بمنتخب الاتحاد السوفييتي السابق عام 1966 وهي المرة الوحيدة في تاريخهم، وهي نفس النسخة التي تأهل فيها المنتخب لدور الثمانية أيضاً. واستمر مسلسل ابتعاد لقب كأس العالم عن أحضان أصحاب الأرض، في سيناريو يتكرر على مدار 5 نسخ متتالية منذ تتويج فرنسا بلقب 1998 على أرضها، وحسم أصحاب الأرض، لقب المونديال 6 مرات، وهو ما بدأ مع النسخة الأولى عام 1930 بفوز أوروجواي باللقب على أرضها، وفازت إيطاليا بلقب النسخة الثانية للمونديال عام 1934، وحصل الإنجليز على لقبهم الوحيد في مونديال 1966، كما فاز منتخب ألمانيا الغربية، في أرضه بلقب نسخة 1974 وحسم منتخب الأرجنتين لقب نسخة 1978، وكان آخر تتويج لأصحاب الأرض بلقب المونديال عام 1998 لصالح فرنسا، بفوز تاريخي على البرازيل بثلاثية نظيفة. «الدون» في المدرجات خطفت صفقة انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد إلى يوفنتوس الإيطالي، الأضواء في المونديال وهي الصفقة التي بدأ الإعلان عنها مع بداية الدور ربع النهائي بعد خروج منتخب البرتغال من البطولة، ليتردد اسم رونالدو في دهاليز المونديال، وبات الحاضر الغائب، والصفقة الأهم والتي ستكون تاريخية في سوق الانتقالات الإيطالية منذ بداية القرن الجديد، وهي الصفقة التي قد تتخطى 100 مليون يورو. ويتابع العالم الصفقة الكبيرة رغم انشغالهم في المونديال، ويأتي رونالدو ليضع يوفنتوس في مكانة أعلى ويوسع الفجوة بينه وبين الأندية الإيطالية المختلفة في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى روح معنوية ونفسية أعلى ليوفنتوس على جميع المستويات، تجعله محافظاً على المعادلة الصعبة في الكرة الإيطالية. عودة لمربع الذهب شهد دور الثمانية الكثير من المفاجآت للمنتخبات التي تأهلت للمربع، حيث تأهل المنتخب الإنجليزي لنصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ مونديال إيطاليا 1990 بعد الفوز على السويد؛ أي أن الإنجليز يعودون بعد 28 عاماً، فيما نجح منتخب كرواتيا في العودة للمربع الذي غاب عنهم منذ 1998، أي منذ 20 عاماً، وهو ما يؤكد أن هذه الأجيال نجحت في عودة منتخبات بلادها لدائرة الأدوار النهائية في المونديال. كلاكيت رابع مرة هيمنت منتخبات أوروبا على كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي، ومع خروج البرازيل والأوروجواي من دور الثمانية لمونديال روسيا، خلت الساحة للمنتخبات الأوروبية للتنافس على اللقب. وكانت منتخبات إيطاليا وإسبانيا وألمانيا توجت باللقب في نسخ 2006 و2010 و2014 على الترتيب، فيما كان المنتخب البرازيلي هو آخر فريق من خارج القارة الأوروبية يحرز اللقب العالمي وكان هذا في نسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. درس «الشياطين الحمر» يأتي تأهل بلجيكا للمربع الذهبي للمونديال ليؤكد هذا الجيل أنه الحصان الأسود في البطولة ولم يخيب ظن الترشيحات التي وضعته للوصول إلى أبعد مدى في الحدث، وبعدما أطاح بالبرازيل المرشح الأول للقب لم يعد مستبعداً أن ينجح في مهمة إقصاء فرنسا والوصول للمباراة النهائية. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية قصة مجموعة اللاعبين الصغار الذين تنبأ الاتحاد البلجيكي بأنهم سيقودون مستقبل اللعبة للقمة العالمية، ونشر هذا الموضوع في إحدى الصحف البلجيكية عام 2002، وتحول هؤلاء الأطفال إلى نجوم يحملون اسم بلدهم ويقودونه إلى مربع الذهب في المونديال، وهو ما يثبت الفكر الذي يقود الكرة البلجيكية والتخطيط السليم، ولعل ما قدمه بلجيكا درس كبير. ركلات للمرة الرابعة تأهل منتخب كرواتيا للمربع الذهبي بالفوز على روسيا بركلات الترجيح، لم يكن التأهل الوحيد بركلات الترجيح بالمونديال حيث جاء للمرة الرابعة، فشهد دور الستة عشر 3 حالات بركلات الترجيح، حيث صعد منتخب إنجلترا على حساب كولومبيا بركلات الترجيح وأيضاً كرواتيا على حساب الدانمارك وروسيا على حساب إسبانيا، بينما كانت مواجهة كرواتيا وروسيا الوحيدة في دور الثمانية التي انتهت بركلات الترجيح. اعتزال العميد أعلن المدرب أوسكار تاباريز صاحب الـ 71 عاماً اعتزاله التدريب بعد 12 سنة قضاها مع الأوروجواي في حقبته الثانية، وجاء اعتزال تاباريز عقب خروج الأوروجواي من ربع النهائي على يد فرنسا. ويعتبر أوسكار واشنطن، مدرب منتخب الأوروجواي، الأكبر سناً في هذا المونديال، حيث كان مدرباً شاباً في أول مونديال له عام 1990 بإيطاليا عندما قاد «السيليستي» لدور الستة عشر، يليه الأرجنتيني خوسيه بيكرمان مدرب منتخب كولومبيا الذي يبلغ 68 عاماً من عمره، حيث كان مدرباً لمنتخب بلاده في مونديال 2006 بألمانيا. بيرج الأسوأ حظاً يعد ماركوس بيرج، مهاجم السويدي ونادي العين، الأسوأ حظاً في المونديال، حيث سدد في مباريات منتخب بلاده 15 مرة في اتجاه مرمى المنافسين في 5 مباريات هي رصيد السويد في نسخة روسيا، إلا أنه لم يحالفه الحظ في تسجيل أي منها في المرمى، وهو ما لم يحدث مع مهاجم في المونديال حتى الآن، وواجه بيرج تصديات الحراس وكان آخرهم بيكفورد حارس مرمى إنجلترا الذي تصدى لـ 3 تسديدات خطيرة له، ليودع بيرج الحدث العالمي ورصيده صفر من الأهداف. ويبقى الرقم القياسي في حوزة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010، حيث سدَّد 29 مرة على المرمى، دون أن يتمكن من تسجيل أي هدف. حكاية الممثل الكبير تحول نيمار نجم منتخب البرازيل إلى حكاية كبيرة في المونديال، بسبب سقوطه المستمر وادعاء الإصابة والصراخ على الحكام في كل مباريات منتخب بلاده في البطولة. وتحول نيمار إلى ممثل كبير في الملعب لدرجة جعلت أطفالاً صغاراً في بلجيكا يقلدونه في تمثيل ادعاء السقوط والإصابة، وانتشر الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يسقط الأطفال الصغار على الأرض ويدعون الإصابة عندما يصرخ عليهم مدربهم بكلمة «نيمار» إلا أن الممثل الكبير ودع المونديال في المشهد الأخير بخروج منتخب بلاده من دور الثمانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©