علي الزعابي (أبوظبي)
ترافق بطولة كأس العالم، العديد من الحكايات المثيرة في عالم المستديرة، بعض تلك الأحداث يرفض العالم تصديقها أحياناً، رغم حقيقتها، وشهد تاريخ كأس العالم في السنوات الأخيرة الكثير من الأمور التي من شأنها أن تحدد هوية تأهل منتخب أو خسارة آخر، مثل الأخطبوط بول في مونديال 2010 الذي تنبأ بنتيجة مباريات عديدة، ومن بعده الكثير من الحيوانات التي تم استخدامها من أجل نفس الغرض.
وفي أحيان أخرى شاهدنا راويات عديدة حول الملاعب التي تقف سداً منيعاً أمام أندية أو منتخبات، فلا يستطيع هذا الفريق الفوز على أرضية هذا الميدان، وتتطور المشكلة إلى عقدة نفسية تراود لاعبي هذا الفريق ويعمل الإعلام على ترويجها فيصدقها الناس.
وفي مونديال روسيا 2018 لم يختلف الحال كثيراً، بل ظهرت حيوانات كثيرة تتنبأ بالأحداث، ولكن هناك ظاهرة حدثت عدة مرات، وهي ظاهرة ملعب كازان أرينا باعتبارها الأبرز في المونديال، على اعتبار أنه مقبرة الفرسان، حيث إنه الملعب الذي استضاف 6 مباريات في كأس العالم بهذه النسخة وشهد سقوط 3 منتخبات كبيرة، كانت مرشحة لحصد لقب البطولة هي ألمانيا والأرجنتين والبرازيل وبالتالي خرجت هذه المنتخبات بأمر وفرمان من ملعب كازان. استضاف ملعب كازان 6 مباريات، المباريات الثلاث الأولى كانت في الجولة الأولى والثانية، بينما بدأت قصة سقوط وتوديع الكبار من الجولة الثالثة. وبدأت رحلة الملعب مع كأس العالم بفوز فرنسا على أستراليا بهدفين مقابل هدف بالجولة الأولى من المجموعة الثالثة، وفي المباراة الثانية فاز المنتخب الإسباني على نظيره الإيراني بهدف في الجولة الثانية من المجموعة الثانية. وفي ثالث المباريات ضرب المنتخب الكولومبي بولندا بثلاثية نظيفة في الجولة الثانية من المجموعة الثامنة، وفي الجولة الثالثة، استضاف الملعب مباراة كوريا الجنوبية أمام حامل لقب كأس العالم المنتخب الألماني ضمن المجموعة السادسة، ومن هنا بدأت حكاية المقبرة الروسية في كازان، عندما تعملق شمشون الكوري على المانشافت ونجح في تحقيق الفوز التاريخي الأول لمنتخب آسيوي على المنتخب الألماني بهدفين دون مقابل، ولم يقف الأمر عند الفوز فحسب، بل كانت الخسارة هي تذكرة خروج المنتخب الألماني من كأس العالم ومن الدور الأول تحديداً.
وفي دور الـ 16 استضاف الملعب مباراة وحيدة جمعت بين المنتخب الفرنسي ونظيرة الأرجنتيني، وبحكم الألقاب والترشيحات، فإن منتخب التانجو الأكثر ترشيحاً لنيل اللقب، لكن ظاهرة كازان لا تعرف الترشيحات وتفضل الإطاحة بالكبار، حيث تفوق المنتخب الفرنسي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة ليخرج وصيف النسخة الماضية، ليودع ميسي وزملاؤه ويواصل الديوك، واستمر كازان في تطبيق مصيدته أمام الكبار، عندما استضاف المنتخبين البرازيلي والبلجيكي في مواجهة ربع نهائي البطولة، ولم يستطع منتخب السامبا والمرشح الأبرز لحمل اللقب وأول من تأهل للمونديال في مواجهة سطوة ملعب كازان، حيث تعرض للخسارة أمام الشياطين الحمر بهدفين مقابل هدف ليودع البطولة مبكراً من ربع النهائي، وتنفست باقي المنتخبات الصعداء بعد مواجهة البرازيل وبلجيكا، خصوصاً المنتخبات الأكبر مثل فرنسا وإنجلترا لأنه بعد مباراة البرازيل وبلجيكا تلك ودع كازان كأس العالم ولن يستضيف مباريات أخرى.
عدد اليوم
