الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دروس تاريخية

8 يوليو 2018 23:33
هذه هي مصر دائماً، أقامت أول حضارة مستقرة على الأرض منذ آلاف السنين، تبني وتعمر وترفع راية الأمان والسلام، ويظلل مسيرة البناء والتعمير قوله تعالى «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، لكنها ترفض العدوان وتتصدى للخطر وتقاتل وتلقن المعتدي دروساً لا تنتهي، تجعله يفكر ألف مرة في تكرار العدوان. وصفحات التاريخ حافلة بالدروس التي لقنها المصريون لأعدائهم، لترسم لوحة انتصار متجددة حافلة بأرواح الشهداء ودماء الأبطال، وبعد أن تنفض مصر غبار المعركة، تعود السواعد الشجاعة المخلصة فوراً إلى مهمتها الأولى، العمارة والبناء، دروس تتوالى، رصدها الشهود والخبراء منذ تصدي البطل المصري أحمس لجحافل الهكسوس، حتى المعركة المقدسة التي يقودها أبطال القوات المسلحة والشرطة «سيناء 2018»، ورغم أن هذه العملية تركز على أرض الفيروز، حيث انطلقت رسالات الأنبياء، تمتد إلى جميع الحدود البرية والبحرية، وداخل الوادي وأقصى الصعيد، فرغم أن العملية التي تحرص القوات المسلحة المصرية علي إحاطة المواطنين بأحداثها وفاعلياتها على شكل بيانات تغطي الحدث، وتطمئن الشعب العظيم على أبنائه، خير جند الأرض وأعز الرجال، فإن لها هدفاً محدداً، وهو القضاء الكامل على الإرهاب، واجتثاث جذور أهل الشر وعدم السماح لذيوله وبقاياه بالعودة أو استئناف أي نشاط مهما كان، وتأخذ هذه العملية شكل الحرب الشاملة من حيث المساحة في التأمين والنشاط في الإنجاز. ووسط هذه الملحمة المصرية العظيمة، يتنافس الجنود والضباط في شرف المساهمة في المهمة، وبذل التضحيات حتى ولو كانت بالروح، فرأينا سباقاً عظيماً بين الجنود، فهذا يطلب تمديد خدمته، وذلك يطلب استكمال مهمة شقيقه الشهيد، وأسر الشهداء والمصابين في فرح حقيقي، يطلقون الزغاريد مرتين، الأولى عند استقبالهم لجثامين الشهداء الأبطال الذين أضاء نورهم السماء.. والثانية وهم يتابعون «سيناء 2018»، عملية الثأر الكبرى لحق الشهيد. ومثلما اعتاد التاريخ، ينطلق إعمار أرض الفيروز وتتضاعف جهود البناء وقد تطهرت الأرض المقدسة من أوكار الإرهابيين، فتضع الأيادي المصرية البنية الأساسية المطلوبة للتنمية الشاملة، ونحن نعرف إلى حد كبير منابع الخير وكنوز وثروات في شبه الجزيرة التي كانت دائماً حائط الصد لغزوات واعتداءات، وشاهداً على غرباء حاولوا اقتحام أرض سيناء إلى قلعة الحضارة بأرض النيل، فتحطمت أحلامهم وانكسرت شوكة غرورهم على أيدي أبناء المحروسة، خير أجناد الأرض وحُماة الحضارة والحق والسلام. يوسف أشرف – أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©