الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد العزيز المرزوقي: إبداعات السجناء تنطلق من خلف القضبان نحو العالمية

عبد العزيز المرزوقي: إبداعات السجناء تنطلق من خلف القضبان نحو العالمية
26 يناير 2010 22:13
لا تخمد المواهب وتستكين خلف القضبان في المؤسسات العقابية الإصلاحية، بل تتفجر طاقات البعض لتنسج من خيوط العتمة إبداعات، فتتحرر مواهبهم في نتاجات ولوحات فنية تحتاج من يخرجها من وراء القضبان لتحلق في سماء النجاح، وتعرف طريق العالمية. من هذا المنطلق أسس عبدالعزيز المرزوقي رئيس مجلس إدارة موقع «دبي مون» موقعا إلكترونيا في شبكة الإنترنت تعرض منتجات السجناء لتعرف طريقها نحو الترويج، وتشهد إقبالا كبيرا، وهي منتجات ذات قيمة إنسانية عالية.. كما مضى في مشروعه الإنساني الاجتماعي هذا خطوات أخرى. انفرد عبدالعزيز المرزوقي مؤسس الموقع الإلكتروني وصاحب مشروع منتجات نزلاء السجون في إمارة دبي؛ بتقديم فكرته الرائدة التي تهدف إلى تشجيع السجناء ومساندتهم، فحققت خلال وقت قصير النجاح المأمول منها، خاصة وأن عصرنا يشهد ثورة إلكترونية تتيح للإنسان أن يصل بمنتجه وإبداعه إلى كل العالم. نواة الفكرة حول ظروف إنشاء هذا الموقع يقول المرزوقي: «في الأساس كانت نواة فكرة إنشاء الموقع الإلكتروني لمنتجات السجناء لدى اللواء خميس مطر المزينة نائب القائد العام لشرطة دبي، حيث طلب مني إنشاء المشروع عبر الإنترنت، وبحكم إدارتي وعملي في الموقع الإلكتروني، وبحكم خبرتي في مجال التسويق والتجارة الإلكترونية، أنشأت المشروع وسوقت للمنتجات عبر الإنترنت، وقمت بإدراج موقع السجناء تحت مظلة موقع «دبي مون» وذلك لما يحققه الموقع من شهرة ونجاح، وبذا يتعرف العالم على نتاج السجناء وتحقق منتجاتهم مداخيل كبيرة كذلك، خاصة مع توفير الدعاية الواسعة له». قبيل إنشاء المشروع قام المرزوقي بدراسة وافية تضمن انطلاقة ونتائج جيدة في آن معا، يقول في ذلك: «أردت اختبار مدى تقبل المجتمع المحلي ومعظم الناس للمشروع، ومدى قابلية التعامل والإقبال عليه، وبذلك أخذت الخطوة الأولى وبعد ذلك قمنا بإخراج المشروع إلى النور - بداية- على صعيد دبي، وبعد تلمس خطوات النجاح ننوي تطوير المشروع ليصبح على صعيد الإمارات كلها، فالموقع يضم منتجات السجناء في شرطة دبي فقط». يضيف: «قمت سابقا بالاتصال مدير المؤسسات العقابية للرجال في شرطة دبي، بعد إطلاق الموقع، واستفسرت عن كيفية تزويدنا بمنتجات النزلاء وكان خير معين، ووفر لي صور المنتجات التي جاوز عددها 35 منتجا، ويزيد الطلب على هذه الإبداعات يوميا، وهذا الإقبال والتعاطف الكبير يعتبر مقياس النجاح لهذا المشروع الهادف». قدرات جبارة يعمل المشروع من خلال الموقع على تغيير نظرة المجتمع للسجناء، خاصة أن النظرة العامة سلبية تجاههم، يوضح المرزوقي: «من خلال هذه المنتجات التي تعبر عن قدرات جبارة ومواهب خلاقة لدى السجناء، يُدهَش الزائر بهذه القدرات والخبرات، فالمنتجات تعطي نظرة مغايرة عن السجين، بحيث تنقل صورة واضحة وجيدة عن نزيل المؤسسة العقابية الإصلاحية، وتكشف أنه مبدع وربما يكون أفضل من غيره من الطلقاء، ومن يشاهد المنتجات لا يحسبها منتجة من خلف القضبان، فهي تتسم بالتميز والقدرة على أسر القلوب والعقول، وتحمل قيمة إنسانية كبيرة». يسترسل المرزوقي مضيفا: «عندما فكرت بإنشاء المشروع لم تراودني أبدا فكرة الفشل بل توقعت النجاح، واليوم نحصد النتائج الطيبة، حيث أتكهن بنتائج أكثر نجاحا وتميزا في المستقبل، لذا أفتخر بما قدمت وأسعى إلى تطوير هذا المشروع الذي يحسب لصالح إمارات الدولة كلها، فالإقبال على هذه المنتجات كبير، وربما يكون هذا أول موقع يسوق لمنتجات السجناء على مستوى العالم، ونظرا لبوادر النجاح الذي عرفه المشروع فإنني أطالب وأتمنى إنشاء مشروع على صعيد الإمارات تحت سقف وزارة الداخلية، وأنا على كامل الاستعداد للسير في هذا الاتجاه والعمل بجد على إنجاح ذلك». مواهب متميزة تحركت أنامل النزلاء وتحررت أياديهم لتنتج إبداعات ومنتجات تطير من خلف القضبان وتحلق في فضاءات الإنترنت. عن هذه المنتجات يقول المرزوقي: «تعكس المنتجات مواهب خلاقة وأفكار متميزة، بحيث كل من شاهدها قدّر هذه المواهب والدقة والجمال في إنجاز المنتجات، ومنها على سبيل المثال: «المندوس المرصع بالأحجار الملونة، المندوس المصنوع من النحاس، المندوس الخشبي، وغيره من منتجات تعرض بثمن مناسب جدا، لكن لها قيمة رمزية عالية، فالغرض منها شغل أوقات السجناء بما يفيدهم ويشجعهم على المنافسة والابتكار، ومنهم من صنع دمى أو مدينة ألعاب للأطفال، وقوارب بمختلف الأحجام، ومباخر بخور، ولوحات، وأدوات منزلية وأخرى تراثية، وغيرها من المنتجات، وصورها جميعا منشورة على الموقع: WWW.d baimoon.com/d baipolice يضيف المرزوقي موضحا بعض المعلومات عن الموقع: «هو موقع تسويقي لمنتجاتهم، ويتم تحديثه شهريا أو كلما وصلتني صور جديدة عن المنتجات المتوفرة، وطريقة الشراء سهلة جدا فالموقع يحمل أرقام المتخصصين في تلقي الطلبات وهم موظفو «شرطة دبي» والفائدة ترجع لنزلاء السجون في شرطة دبي، فهم شركاء استراتيجيين في هذا المشروع، كما يعطى لكل موهوب ومبدع شهادة تقدير. فيما يبدي اللواء خميس مطر المزينة اهتماما كبيرا بالنزلاء وتطوير قدراتهم الفكرية وتحرير طاقاتهم، وهذا يحفز على العطاء والتنافس وتقديم الأفضل». بعد النجاح الذي حققه موقع إبداعات السجناء، يأمل المرزوقي أن تعمم التجربة على صعيد الإمارات وأن يضم منتجات النساء السجينات. يقول: «أفكر بمشروع جديد أطمح إليه لصالح السجناء، حيث أن طبيعة السجن في الإمارات لها خصوصيتها، فنزلاء السجن من جميع الجنسيات، وهذا ربما ما يصعّب على الأهل الزيارة، ولهذا فكرت في إنشاء غرف الزيارة عن طريق الإنترنت بحيث تتحدد ساعة في الأسبوع للتلاقي مع الأهل والحديث معهم بالصوت والصورة، وذلك من خلال غرفة مجهزة تحفظ السرية والخصوصية في آن معا، ويكون الموقع تحت مراقبة وزارة الداخلية». إضاءات - استقطب مشروع الموقع الإلكتروني الخاص بعرض منتجات السجناء؛ بعد مضي ثلاثة أشهر على إطلاقه أكثر من 55 ألف زائر. - يزور الموقع -حاليا- أكثر من 160 ألف زائر يوميا من كل أنحاء الدول العربية والغربية. - لا ينشد المشروع الربح التجاري- بحسب المرزوقي- فعلى سبيل المثال يباع المندوس من خلال الموقع بما يعادل 700 درهم فقط، فيما يبلغ ثمنه في الأسواق حوالى 3000 درهم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©