الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البلاك بيري» يؤخر إنجاز المعاملات ويلتهم أوقات فراغ القطريين

«البلاك بيري» يؤخر إنجاز المعاملات ويلتهم أوقات فراغ القطريين
26 يناير 2010 22:15
يستغل بعض الشباب التقنية الحديثة بأمور سلبية، ولا يستفيدون من الخواص التي تميزها في أعمالهم، وكأنها صنعت للتسلية وليس للعمل، وهذا الأمر ينطبق على جوال «البلاك بيري» الذي بات الكثير من الشباب القطري يستخدمونه، وانتقلت عدوى اقتنائه وكأنه نوع من الموضة، وانشغلوا به عن أعمالهم، وحياتهم اليومية، والمراجع لأي جهة لإنهاء معاملته يتفاجأ بأن الموظفين لا وقت لديهم للرد عليه. وينتقد بعض الشباب من لا يستخدم البلاك بيري بأنه رجعي، ولا يجاري العصر، ويتهافت الشباب والبنات على استخدامه بحثا عن الصداقات وقضاء أوقات الفراغ. محادثة وتعارف يقول محمد خال :«كل أصدقائي أصبحوا يستخدمون البلاك بيري ولم يعد أحد لا يمتلك هذا الجهاز الذي انتشر بين أوساط المجتمع بسرعة رهيبة لما فيه من مزايا وخصائص جاذبة ، كفتح المجال للتواصل المجاني عن طريق المحادثة الخاصة والدخول إلى شبكة الإنترنت، علاوة على أنه يستخدم في الأعمال، وإرسال الرسائل الإلكترونية، وسعره معقول أيضا. وأضاف إنه وسيلة جيدة للتواصل لكن الشباب استغلوه للتعارف، وحولوه من مخلص للأعمال إلى وسيلة لاصطياد الفرائس وهذا ما يجعلهم ينشغلون به عن أعمالهم وحياتهم اليومية. ويؤكد خال أن «المشكلة ليست في التقنية، بل في العقول والفكر الذي ينشأ عليه الشباب لدرجة أنهم لم يعودوا يشعرون بحياتهم وبمن حولهم ويقضون أغلب أوقاتهم في الضغط على الأحرف إما لكتابة الرسائل أو إرسالها أو مشاهدة ما يستقبلونه ممن معهم على قائمة المتصلين والأصدقاء». الانشغال بالجوال من جهته، يقول عبد الله الحميدي:»الشباب وجدوا فيه ضالتهم وكأنه جهاز حاسب آلي متنقل فربما البعض منهم لا تكون عندهم في قاعات الجامعة أو العمل أجهزة كمبيوتر فيدخلون عن طريقه ويتواصلون من خلاله، ويهملون دروسهم وأعمالهم. والمراجعون للدوائر الرسمية ينتظرون أوقاتا طويلة حتى ينتهي الموظف من إنهاء محادثاته ومراسلاته فتتأخر المعاملات. وتقل إنتاجية الموظفين، ولا يجد المراجعون إلا الانتظار، وفي قلوبهم حسرة على الوضع الحاصل»، مشيرا إلى أنه يمقت من يستخدم هذا النوع من الهواتف. ويرى الحميدي أن من يستخدمه بكثرة يعاني من مشاكل نفسية، موضحا أنه «استنتج ذلك ممن يشاهدهم في العمل والمجالس التي لم تعد أمكنة لتجمع الأصدقاء والأقارب، بل تحولت إلى تجمعات لحاملي الجوالات، وكل منهم يجلس صامتا لساعات طويلة، ويكون منشغلا عن الآخرين بهاتفه الشخصي يراسل ويستقبل الرسائل والمقاطع». إدمان الموظفين يؤكد عبد الله أحمد أن له تجربة شخصية مع هذا الاختراع، مشيرا إلى أنه راجع إحدى الدوائر الحكومية لكي ينجز معاملة له، ولم يكن يعلم أن الإدمان على جوال البلاك بيري وصل إلى هذا الحد، حيث أن الموظف يعرف أهمية الوقت لدى المراجع ، وأن المعاملة مهمة جدا ولا تستحمل التأخير ، وكل ما عليه هو تسجيلها لديه، وإعطاؤه إفادة بذلك، لكن لم يفرغ من جواله لكي يلتفت لعمله. ويطالب أحمد بأن تكون هناك إجراءات تجرم من يستخدمون الجوالات في العمل، وأن يتم توعية النشء بأن اللعب واللهو بالتقنية ليسا من صرعات الموضة تقليد أعمى يعكس عدم وجود شخصية لدى مستخدمه وتجعله يتأثر بمن حوله بأشياء غير مفيدة. ويضيف:»التقنية الحديثة تستخدم لأمور مفيدة وليس لنشر الفساد أو اللهو، وهو أصلا مخصص لنقل المعلومات، وإرسال الرسائل الفورية، والتخاطب عن بعد بين الزملاء والمسؤولين لكن لا نعرف كيف يتم توعية الناس بأنه لم يصنع للعب أو لكي يدل على رفاهية مستخدمه». فراغ فكري في ذات السياق، تقول الأخصائية الاجتماعية د. لطيفة الرميحي إن هذه الظاهرة انتشرت بسبب وجود فراغ فكري في عقول البعض، مشيرة إلى أن الانتشار السريع لاستخدامه بين أوساط المجتمع يدل على خلل اجتماعي في فهم الأمور، ومحاولة مجاراة الموضة حتى ولو لم تكن هناك حاجة إليها. وبينت الرميحي أن الطب النفسي يصنف كثرة استخدام وسائل التكنولوجيا بأنها نوع من الإدمان يحتاج إلى مساعدة للإقلاع عنه من قبل مختصين، ناصحة الشباب باستغلال أوقات الفراغ بالنشاطات التطوعية والاجتماعية والرياضة وتطوير الهوايات بدلا من تضييعها في استخدام البلاك بيري
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©