الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«أم لوكا» تكسر جميع البروتوكولات.. و«الأمير العاشق» يغيب !

«أم لوكا» تكسر جميع البروتوكولات.. و«الأمير العاشق» يغيب !
10 يوليو 2018 12:18
محمد حامد (دبي) لماذا لا يشد الأمير ويليام الرحال إلى الأراضي الروسية للوقوف خلف منتخب الأسود الثلاثية الإنجليزي؟ ولماذا لا يظهر في المدرجات لتشجيع المنتخب كما اعتاد ؟ سؤال يردده الإنجليز عبر «السوشيال ميديا» ومقالات الكتاب بالصحف اللندنية في صيغة استنكارية رافضة للمقاطعة السياسية الإنجليزية للمونديال الروسي، خاصة أن الأمير ويليام «العاشق لمنتخب بلاده» يشغل منصب رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وبعيداً عن هذا المنصب فهو مشجع في المقام الأول منتخب بلاده، ولا يتردد أبداً في دعمه بشتى الطرق، وقد حرص على لقاء اللاعبين والجهاز الفني في معسكرهم الأخير قبل السفر للمشاركة في المونديال. الإنجليز يطالبون الأمير بالتخلي عن فكرة المقاطعة السياسية، والسفر إلى روسيا، خاصة أن الحكومة الروسية وجهت الدعوة أكثر من مرة للأميرة والعائلة الملكية، بل إن الروس حرصوا على توجيه الدعوة لرئيسة الوزراء تريزا ماي لحضور مباريات المونديال، في إطار الحرص على دعوة جميع السياسيين، الذين تشارك منتخباتهم في المونديال، وغلف الروس دعوة بفكرة تبدو قريبة للمنطق، حينما طالبوا الحكومات الغربية بفصل السياسة عن الرياضة، رداً على الأسباب التي يستند إليها الغربيون في مقاطعة المونديال، وهي تتعلق بالتوتر السياسي الكبير بين موسكو والعواصم الغربية، وعلى رأسها لندن. تريزا ماي أصرت هي وطاقمها الوزاري على مقاطعة المونديال، حتى لو بلغ المنتخب الإنجليزي المباراة النهائية، ومن الناحية البروتوكولية والسياسية فإن الأمير ويليام لا يمثل بلاده سياسياً، ومن ثم يمكنه أن يحضر المباريات في حال قرر ذلك، ولكنه يحرص وفقاً لتوجيهات العائلة الملكية على احترام سياسة المقاطعة التي تتخذها حكومة ماي، وهو الأمر الذي لا يشعر المشجعون في إنجلترا بالرضا عنه، خاصة أن التنظيم الروسي المبهر، والاستقبال الجيد، وكرم الضيافة، حظي بإعجاب لافت من الجماهير الإنجليزية التي انتقدت صحافتها وتصريحات رجال السياسة الإنجليز التي حذرتهم قبل المونديال من السفر إلى روسيا. «الأمير العاشق »، الذي يحرص على دعم المنتخب الإنجليزي فرض على نفسه الحرمان من لحظات المجد التي تعيشها إنجلترا ومنتخبها، بل إنه يتغنى مع بقية الشعب بأغنية «كرة القدم ستعود إلى موطنها»، ويغرد لدعم المنتخب عبر «السوشيال ميديا»، مما يؤشر إلى أنه كان يرغب في ظروف أفضل تتيح له السفر إلى روسيا ليكون هناك، خاصة أن المنتخب يسير بخطى جيدة في البطولة الحالية، ويحقق إنجازاً لم يحدث منذ عام 1990، بل إن الجيل الحالي أصبح مرشحاً لتكرار إنجاز 1966 والحصول على اللقب، برغم صعوبة الدورين قبل النهائي والنهائي في حال وصل إلى المباراة الختامية. وفي المقابل، وعلى العكس من حرمان «الأمير»، فإن السيدة الملقبة بـ «أم لوكا» في إشارة إلى رئيسة كرواتيا كوليندا جرابار فيتاورفيتش تتوهج في المدرجات إلى جوار قادة العالم، وترتدي قميص منتخب بلادها لتحتفل معه بالانتصارات المونديالية، بل إنها لم تتردد في النزول إلى غرفة ملابس اللاعبين عقب الفوز الصعب على روسيا في ربع النهائي، لتكسر جميع البروتوكولات، بوجودها في غرفة لا يوجد بها سوى زجاجات المياه الفارغة، والملابس الملقاة على الأرض، ولكنها على حد وصف «الجارديان» البريطانية استمتعت بهذه اللحظة وكأنها في غرف الأبناء والعائلة، وتسعى الرئيسة الشقراء التي انتشرت صورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع العالمية إلى خطف الأضواء من الجميع في المونديال، والتفوق على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي توهجت مع منتخب بلادها في النسخ المونديالية السابقة، خاصة في البرازيل. ومن الناحية السياسية، قامت رئيسة كرواتيا بإصلاحات سياسية واقتصادية كبيرة في البلاد، مما جعل البعض لا يشعرون بالرضا عن فترة حكمها، ولكنها تتألق في مدرجات المونديال الروسي، لتوجه رسالة للجميع بأن عهدها يشهد تألقاً لبلادها في المحفل الرياضي الأهم على الساحة العالمية، مما يعزز من فرص نجاحها في الانتخابات التي سوف تقام العام المقبل. ومن الجانب الاجتماعي والإنساني، فإن رئيسة كرواتيا تعتز كثيراً بنجوم المنتخب الذي يبهر العالم في النسخة المونديالية الحالية، وعلى سبيل المصادفة فإن ابنها يحمل اسم لوكا، في محاكاة للنجم الشهير لوكا مودريتش الذي يرفع اسم كرواتيا عالياً على الساحة العالمية بتألقه مع الريال، وكذلك بالدور الذي يلعبه في المونديال الحالي، فهو الذي يحمل فوق كتفيه أحلام بلاده في تحقيق الإعجاز بالفوز بالمونديال للمرة الأولى في تاريخ كرواتيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©