الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بلجيكا وفرنسا.. «الديربي الناري»!

بلجيكا وفرنسا.. «الديربي الناري»!
9 يوليو 2018 21:26
سان بطرسبورج (أ ف ب) يلتقي المنتخبان الجاران الفرنسي والبلجيكي اليوم في سان بطرسبورج في «الديربي الناري» المرتقب في الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا. ويأمل المنتخبان في مواصلة مشوارهما الرائع في البطولة الحالية، خصوصا بلجيكا بجيلها «الذهبي»، الوحيد بين رباعي نصف النهائي الذي حقق العلامة الكاملة في مونديال 2018، وأبرزها في ربع النهائي على حساب البرازيل ونجمها نيمار، عندما بخرت آمال «السيليساو» بلقب سادس، بعدما كان من أبرز المرشحين للتتويج في موسكو في 15 يوليو. من جهته، أزاح المنتخب الفرنسي الذي يخوض دور الأربعة للمرة السادسة في تاريخه، الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي من الدور ثمن النهائي، ثم أوروجواي ونجمها لويس سواريز من ربع النهائي. ويعرف المنتخبان بعضهما جيداً: فبلجيكا هي المنتخب الذي واجهته فرنسا 73 مرة منذ العام 1904، وتميل الكفة لمصلحة «الشياطين الحمر» مع 30 فوزاً، مقابل 24 خسارة و19 تعادلاً. إلا أن مواجهة اليوم ستكون الأهم في تاريخ لقاءات المنتخبين، مع سعي فرنسا لبلوغ النهائي الثالث في تاريخها، بعد أول توجت فيها بلقبها الوحيد «1998 على أرضها ضد البرازيل 3- صفر بقيادة مدربها الحالي ديدييه ديشامب»، والثاني في مونديال 2006 خسرته بركلات الترجيح أمام إيطاليا. أما بلجيكا، فكانت أفضل نتيجة لها بلوغ نصف النهائي عام 1986 عندما سقطت أمام الأرجنتين بثنائية لأسطورتها دييجو أرماندو مارادونا. وقال مدافع فرنسا لوكاس هرنانديز: تفصلنا عن اللقب مباراتان أولهما ضد بلجيكا والتي ستكون صعبة جداً، ولكن في هذه الحياة ليس هناك شيء مستحيل، مضيفاً: لا نتبادل الحديث بيننا عن التتويج باللقب، ولكن كل واحد منا يفكر بإمكانية تحقيق ذلك. أضاف: المنتخب البلجيكي يملك فرديات رائعة جداً، يجب أن نكون حذرين جداً في الدفاع، ولكننا نعرف ما يتعين علينا القيام به، مذكراً بأن فرنسا أقصت أفصل لاعب في العالم في ثمن النهائي «ميسي»، لم يلمس الكرة كثيراً، لدينا اللاعبون المهمون لإيقاف أخطر وأفضل اللاعبين. ارتفعت أسهم الجارين في التتويج باللقب بعد مشوارهما المثالي منذ بداية البطولة، وكلاهما يحوز الأسلحة اللازمة في مختلف خطوطه، فضلا عن أن أغلب اللاعبين يعرفون بعضهم البعض من الدوري الإنجليزي، مثل الفرنسيين نجولو كانتي وأوليفييه جيرو والبلجيكيين تيبو كورتوا وإدين هازار «تشيلسي»، الفرنسي هوجو لوريس والبلجيكيين يان فيرتونجن وتوبي ألدرفيريلد «توتنهام هوتسبر»، الفرنسي بول بوجبا والبلجيكيين مروان فلايني وروميلو لوكاكو «مانشستر يونايتد». وستكون مباراة اليوم بالتالي عن مواجهات ثنائية عدة، سيكون أبرز الغائبين عنها مدافع بلجيكا وباريس سان جيرمان الفرنسي توما مونييه بسبب الإيقاف، ما سيحرمه مواجهة زميله في النادي الباريسي كيليان مبابي. وإذا كانت فرنسا تعول على موهبتها الصاعدة مبابي ونجم أتلتيكو مدريد الأسباني أنطوان جريزمان لإضافة بلجيكا إلى قائمة ضحاياها وبلوغ المباراة النهائية، فالجيران لا ينقصهم لاعبون بمصاف النجوم، وتحديدا الثلاثي لوكاكو وهازار وصانع ألعاب مانشستر سيتي الإنجليزي كيفن دي بروين، والذي كان له دور كبير في الإطاحة بالبرازيل من ربع ثمن النهائي. ولدى بلجيكا ورقة «فرنسية» لتحفيز لاعبيها، هي الهداف التاريخي لمنتخب «الديوك» تييري هنري (51 هدفا) والمتوج معه باللقبين العالمي (1998) والاوروبي (2000)، وهو يشغل منصب المساعد الثاني لمارتينيز. الشاذلي: الجماعية مصدر الخطر ! يبدو أن شهية «الشياطين الحمر» مفتوحة، لدرجة جعلتهم غير قانعين بمجرد الحصول على مكان في نصف نهائي مونديال روسيا، وإنما هم مصممون على الذهاب بعيداً، وتحديداً الفوز بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخهم الكروي. وظهر هذا التصميم في حديث اثنين من نجوم هذا المنتخب، هما ناصر الشاذلي الذي ينحدر من أصول مغربية، وتوماس فيرمايلين، قبل ساعات قليلة من المواجهة الكبيرة بين بلجيكا وفرنسا في الدور قبل النهائي للبطولة، والتي تقام مساء اليوم باستاد مدينة سانت بطرسبرح. واتفق اللاعبان على نقطة محددة يثق بها كل زملاؤهم في المنتخب وهي: أما وأنهم قد وصلوا إلى هذه المرحلة من البطولة، فإن رغبتهم الحقيقية وهدفهم الأكبر يتمثلان في السعي للعب المباراة النهائية يوم 15 يوليو الجاري. وفي بداية حديثه للصحفيين خلال مؤتمر صحفي جمعه وزميله فيرمايلين، قال الشاذلي: نبذل ما في وسعنا للذهاب إلى النهائي، نريد تحقيق إنجاز تاريخي تسعد به الجماهير البلجيكية في كل مكان، خاصة ونحن نرى هذا الجنون الذي سيطر على المواطنين في بلجيكا، ومطالبتهم لنا بالعودة بالكأس، وقال: أنا فخور بكوني أنتمي لهذا المنتخب، كلمات الشاذلي وجدت صدى طيباً عند زملائه الذين أكدوا أنهم لديهم الهدف نفسه، كما دفعت زميله توماس فيرمايلين إلى أن يقول: نحن أحد المنتخبات المرشحة للبطولة، وطالما وصلنا إلى هذه المرحلة، فعلينا أن نثق بقدرتنا على تحقيق الفوز النهائي بالكأس، وأن نفخر بأسلوبنا في اللعب. وأضاف: أقصينا منتخب البرازيل المرشح الأول، ونجحنا في العودة في مباراة اليابان، وإذا كان الوصول إلى نصف النهائي إنجازاً، فإننا نريد المزيد ونصاب بخيبة أمل كبيرة ما لم نصل إلى المباراة النهائية. وإذا كان نجوم «الشياطين الحمر» لديهم طموحات كبيرة، فإنهم أيضاً يتحلون بالواقعية الشديدة ويعرفون جيداً أنهم تنتظرهم معركة كبرى اليوم في سانت بطرسبرج أمام «الديوك» الفرنسية، إذ قال فيرمايلين: مباراة فرنسا ربما تكون أصعب من مباراة البرازيل، لأن منتخب فرنسا قوي جداً على مستوى التنظيم وتكتيك اللعب، كما أنه لا ينقصه النجوم أصحاب المهارات العالية، باختصار هو فريق متوازن جداً دفاعاً وهجوماً، إنه يشبهنا إلى حد ما، وما علينا الآن سوى أن ننتظر لنرى أي المنتخبين أكثر تعطشاً للفوز. واعترف فيرمالين بصعوبة تحديد من يفوز من المنتخبين: «الديوك» أم «الشياطين الحمر». أما ناصر الشاذلي، فقد اعترف بدوره بأنه يخشى الجماعية التي يلعب بها منتخب «الديوك» وما يملكه نجومه من مهارات فردية عالية، وضرب مثلاً باللاعب الشاب كيليان مبابي، وقال: هذا الفتى الصغير يمكنه بمفرده تغيير نتيجة مباراة، إنه يفعل بالكرة أشياء لم أشاهدها من قبل، إلا من ليونيل ميسي. ولم يفت الشاذلي أيضاً الإشارة إلى أوليفييه جيرو، وقال عنه إنه مهاجم خطير جداً داخل منطقة الجزاء، يبقى أن نعرف أنه لم يتأكد ما إذا كان فيرمايلين والشاذلي سيلعبان أساسيين اليوم أم سيجلسان على دكة البدلاء ، ولكنهما أبديا جاهزيتهما لكل الاحتمالات، ويحلمان بلعب مباراة العمر لو شاركوا في اللقاء. وهتف فيرمايلين الذي كان مصاباً وتماثل للشفاء، قائلاً: أعتقد أنني سألعب اليوم حتى لوكنت بساق واحدة، فهذه المباراة لا يمكن أن تفوتني، وإذا لعب أو نزلت بديلاً فإنها ستكون أهم مباراة في مشواري الكروي كله. هنري بين العقل والقلب! عندما يتخذ مدرب منصباً في جهاز منتخب آخر غير وطنه، فإن الفرصة تبدو قائمة دائماً في إمكانية مواجهته لمنتخب بلاده يوماً ما في إحدى البطولات، ويبدو أن هذه اللحظة حانت للنجم الفرنسي الدولي المعتزل تيري هنري، الذي يعمل حالياً مساعداً للإسباني روبيرتو مارتينيز مدرب المنتخب البلجيكي، وربما يكون هذا هو ما كان يدور في ذهنه، حينما جلس في الصف الأول من حافلة الفريق في مدينة كازان الروسية. وتغلبت بلجيكا على البرازيل 2-1 في دور الثمانية ببطولة كأس العالم المقامة حالياً في روسيا، ليضرب موعداً نارياً في المربع الذهبي للمونديال مع نظيره الفرنسي اليوم. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها كأس العالم مثل هذا الموقف، حيث كان هناك الكثير من الأمثلة، يأتي في مقدمتها المدرب السويدي زفن جوران إريكسون الذي واجه منتخب بلاده مرتين في المونديال، حينما كان يتولى تدريب منتخب إنجلترا. كما واجه النجم الألماني السابق يورجن كلينسمان منتخب بلاده، عندما كان يتولى تدريب منتخب الولايات المتحدة في المونديال الماضي بالبرازيل عام 2014. لكن مواجهة هنري لمنتخب فرنسا ستكون من العيار الثقيل، حيث يستعد النجم الأسمر للوقوف ضد منتخب بلاده بالدور قبل النهائي لمونديال روسيا 2018. لم يلعب هنري في التشكيلة الأساسية لمنتخب فرنسا في نهائي نسخة البطولة عام 1998 التي توج منتخب «الديوك»، حيث كان يبلغ من العمر حينها 20 عاماً، لكنه لعب دوراً بارزاً في حصول الفريق على كأس الأمم الأوروبية بعدها بعامين، عقب فوزه على إيطاليا في المباراة النهائية التي جرت بهولندا. وأصبح هنري الآن جزءاً مهماً في الطاقم التدريبي الذي يعمل برفقة مارتينيز، حيث أصبح الفريق على بعد انتصار وحيد من أجل التأهل لنهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه. كان هنري من أوائل الأفراد الذين تلقوا اتصالاً من مارتينيز من أجل الانضمام للطاقم الفني لمنتخب بلجيكا، عندما تولى المدرب الإسباني المهمة عام 2016، خلفاً للمدرب مارك فيلموتس. ويعمل هنري ضمن الطاقم المعاون لمارتينيز الذي يضم المدربين الإنجليزي جرايم جونز والويلزي ريتشارد إيفانز، حيث بات جزءاً لا يتجزأ من الجهاز الفني للفريق الذي يضم مجموعة من اللاعبين أظهروا قدرتهم على المنافسة على البطولة الأهم في عالم الساحرة المستديرة، وجاءت رغبة مارتينيز في ضم هنري لطاقمه المعاون، في ظل امتلاكه خبرة الفوز بالبطولات الدولية الكبرى. ويعطي هنري الكثير من الثقل للجهاز الفني الذي نجح في الحصول - حتى الآن - على أفضل النتائج من مجموعة من اللاعبين المتميزين بحجم إيدين هازارد وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو، الذين أخفقوا في الحصول على النجومية التي يستحقونها خلال البطولات السابقة. وبينما توج هنري بكأس العالم عام 1998 مع المنتخب الفرنسي، الذي كان يرتدي شارة قيادته آنذاك ديدييه ديشان، المدير الفني الحالي لمنتخب «الديوك»، فإنه بات يتعين عليه الآن معاونة بلجيكا للتغلب على منتخب بلاده لبلوغ المباراة النهائية في المونديال، التي ستقام بالعاصمة الروسية موسكو يوم 15 يوليو الحالي، ولا يساور لاعبو المنتخب البلجيكي أي شكوك بشأن إخلاص النجم الفرنسي وولائه لمنصبه خلال المباراة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©