الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حكاية السباك زلاتكو

9 يوليو 2018 21:29
في عام 2010 حضر إلى السعودية، ميمماً وجهه صوب مدينة حَرْمة «195 كلم شمال الرياض»، التي تحتضن نادي الفيصلي الصاعد حينذاك إلى دوري الأضواء، مدرب أجنبي لم يكن أحد من السعوديين يومها قد شاهده، أو حتى سمع باسمه من قبل، فهو مغمور إلى الحد الذي واجهت إدارة النادي «العنابي» انتقادات إثر التعاقد معه، فطموحات أنصاره كانت أكبر، وتطلعاتهم أبعد من ذلك المدرب، الذي كان اسمه زلاتكو داليتش. نعم.. هو نفسه الكرواتي زلاتكو الذي ضرب في مونديال روسيا موعداً مع الحلم، بتحقيق كأس العالم مع منتخب بلاده الذي أصبح اليوم على بعد خطوتين منه، بعدما قاده ببراعة فنية، مثل ما يقود «المايسترو» البارع فرقته الموسيقية لتقديم أروع سيمفونيات. زلاتكو الذي جاء تعاقد الفيصلي معه صادماً لأنصاره، قدم مع الوافد الجديد إلى الدوري السعودي موسماً مدهشاً حقق فيه المركز السابع، وتوج نفسه أفضل مدرب، ما دفع إدارة النادي للإبقاء عليه لعام جديد كرر فيه ما فعل في الموسم الذي سبقه. وفي وقت أخذت أسهمه ترتفع في بورصة المدربين، فاجأ الجميع بقبول عرض من نادي الهلال زعيم الكرة السعودية وحلم المدربين فيها، لأن العرض لم يكن لتدريب الفريق الأول بل الأولمبي، لكن يبدو أن حلم الرجل الذي لم يخبر أحداً به قد تحقق، فقد طرق الهلاليون بابه في ذات الموسم لإنقاذ «الزعيم»، بعد إقالة الفرنسي كمبواريه، الذي فرض عليه الدخول إلى غرفة الإنعاش، إثر المستويات السيئة والنتائج المخيبة. بدأ زلاتكو مهمته وحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه وقد نجح، إذ حقق كأس ولي العهد، وخرج وصيفاً لبطل الدوري، لكنه ودع كأس الملك من الدور ربع النهائي، فاختلف الهلاليون عليه، ما بين من يراه مدرباً جديراً بالبقاء، وبين آخرون رأوه «سباكاً» بثياب مدرب، وهو التوصيف الذي ناله أعتى المدربين وأشهرهم ممن مروا على المملكة، ليأتي الخروج من الدور ثمن النهائي لدوري أبطال آسيا، ليكون الحلقة الأخيرة في المسلسل القصير الذي جمع زلاتكو بالهلال، ليحط بعدها رحاله في مدينة العين الإماراتية، حيث الزعيم العيناوي، الذي حقق معه قبل استقالته الشجاعة الإنجاز تلو الإنجاز، ليثبت بأنه ليس سباكاً، بل مدربا ناجحا مع مرتبة الشرف. نهاية مسيرة زلاتكو في السعودية، مشابهة لنهايات كثير من المدربين، الذين تحدد مصيرهم النتائج، فالفوز في مباراة أو الخسارة فيها، هما المعيار الذي يمكن أن يحدد ما إذا كان المدرب فنيا فذا، أو مجرد سباك لا أكثر، وأحسب ذلك لدينا في كل دولنا الخليجية، فإقالة المدربين تكون غالباً وفق أحكام انطباعية، أو قرارات ارتجالية، يمكن أن يدفع لها حملة إعلامية، أو ضغط جماهيري، أو طيش إداري، ولذلك ظلت فرقنا، سواء منتخبات أم أندية تفتقد للاستقرار الفني، وستظل فاقدة له حتى نتعلم كيف نحترم المدربين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©