الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بيكفورد: إلى المشككين في قدراتي.. هذا قفازي!

بيكفورد: إلى المشككين في قدراتي.. هذا قفازي!
9 يوليو 2018 21:57
محمد حامد (دبي) بعد سنوات من المعاناة في أندية مجهولة، ودوريات لا تشهد سوى العنف والتوتر والعصبية، وبعيداً عن دائرة الضوء وعناوين الصحافة، وفلاشات الكاميرات وتقارير البرامج التلفزيونية الشهيرة التي يقدمها مشاهير على رأسهم جاري لينيكر، جاء البعض من نجوم المنتخب الإنجليزي الذي يواصل مسيرته الناجحة في مونديال روسيا 2018، ومن بين هؤلاء هاري كين، وجيمي فاردي، وهما من أصحاب القصص المعروفة، فقد تألقا بشدة في السنوات الأخيرة مع توتنهام وليستر سيتي، ومن ثم لم تبخل الصحافة الإنجليزية في منحهما حقهما تعويضاً عن سنوات الظلام التي عاشها كل منهما. وعلى خطى كين وفاردي يسير الحارس العملاق جوردان بيكفورد البالغ 24 عاماً، والذي يعود له الفضل الأول في انتصارات الإنجليزي المونديالية وعودة الأمل في الحصول على لقب كأس العالم بعد انتظار منذ عام 1966، لكي تعود كرة القدم إلى موطنها وفقاً لما يردده الإنجليز في أغنيتهم الشهيرة التي يتغنون بها في الوقت الراهن، فقد أصبح سقف الطموح عالياً بعد التأهل إلى نصف النهائي، وبالنظر إلى المنافس في هذا الدور، فالأمور تبدو في المتناول، على الرغم من قوة الكروات. بيكفورد الذي يعد أحد أفضل حراس مونديال روسيا إن لم يكن الأفضل بصورة مطلقة، خاض الجزء الأكبر من مسيرته الكروية قبل المونديال في أندية مجهولة، بل إن بعضها ينشط في دوريات مناطقية وليس ضمن دوريات الدرجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، فيما يخوض البعض الآخر منها منافسات الدرجات الأدنى في إنجلترا، ومن بين هذه الأندية دارلنجتون، وألفريتون تاون، وبورتون ألبيون، وبرادفورد، وبريستون، وغالبيتها أندية مجهولة على الساحة العالمية. وبلغ عدد سنوات البقاء في دوائر الظل 6 سنوات، تنقل خلالها بيكفورد على سبيل الإعارة بين 6 أندية متواضعة، حتى جاءت فرصة الانتقال إلى إيفرتون الصيف الماضي، لتبدأ الانطلاقة الحقيقية في مسيرة حارس أكبر من أن يتم وصفه بالمجتهد، بل هو يستحق وصفاً يليق به كأحد أكثر حراس المونديال موهبة وتألقاً، وتحدث بيكفورد عن نفسه فقال إن سنوات المشاركة في دوريات الدرجة الأدنى في إنجلترا، لم تجعله يفقد ثقته في نفسه أبداً، فقد كان يدرك دائماً أنه ليس بعيداً عن قدرات وإمكانات حراس «البريميرليج» الذين تحاصرهم الأضواء، وحينما أتت الفرصة أثبت للجميع أنه ليس أقل شأناً أو موهبة منهم، بل إنه أصبح حامي عرين الإنجليز الأول، وتألق على المسرح الكروي الأهم في العالم، وهو المونديال. بيكفورد الذي يبهر الإنجليز وغيرهم خاض أول مباراة دولية له في نوفمبر الماضي، ولا يوجد تحت قفازه سوى 8 مباريات دولية، ويبدو أن ساوثجيت يتعمد منح الفرصة للاعبين يتعطشون للمجد الكروي وإثبات الذات، وهو ما نجح فيه فعلياً، حيث تتألف تشكيلة الأسود الثلاثة الأساسية من بعض العناصر التي لم تكن تتمتع بالشهرة قبل المونديال، كما أنهم جاؤوا من أندية متوسطة وربما صغيرة في بعض الحالات، واللافت أن من نال قدراً من الشهرة في الفترات الأخيرة لم يكن سوى لاعب مجهول، ومجرد مشجع حينما كانت إنجلترا تخوض غمار التحدي في يورو 2016، ومن بينهم هاري ماجواير، والحارس بيكفورد، مما يؤكد أن ساوثجيت يكسب الرهان ويعيد إنجلترا إلى قمة الكرة العالمية بتعويذة «الأسود الجائعة» بعيداً عن التقيد بضم النجوم والمشاهير، فقد دفع الإنجليز ثمناً باهظاً لسنوات اعتمدوا فيها على الاسم قبل الأداء، ومن بينهم اللاعب الأشهر وين روني. وأثبت بيكفورد قوة شخصيته في الحروب النفسية، فقد حاول تيبو كورتوا حامي عرين تشيلسي والمنتخب البلجيكي التقليل من شأنه، وأشار إلى أن بيكفورد كان يتعين عليه التصدي لكرة عدنان يانوزاي التي سكنت مرماه في مباراة إنجلترا وبلجيكا في ختام مرحلة المجموعات، وألمح كورتوا إلى أن بيكفورد ليس مصنفاً مع الحراس الكبار في المونديال، وعلى الرغم من أن العملاق البلجيكي نفى السخرية من حارس الإنجليز الذي يخطو أولى خطواته على طريق الشهرة والنجومية، فإن الأخير رد عليه بطريقة تؤكد قوة شخصيته وثباته الانفعالي، حيث قال: لن أترك أي شيء أو أي تصريح يؤثر على تركيزي، هذا هو الأمر بكل بساطة. وأشار حارس إيفرتون والمنتخب الإنجليزي إلى أنه يعلم جيداً نظرة الجميع له، فهم يرونه حارساً صغيراً ليس على مستوى العمر فيما يتعلق بالمكانة والكفاءة، ولكن هذه النظرة لن تهز ثقته في نفسه أبداً، وتابع: هذه النظرة تحفزني على تقديم الأفضل، دائماً ما كنت أشعر أنني لست أقل من كورتوا وغيره، كما أنني ألعب في الوقت الراهن في «البريميرليج»، ولا أشعر أنني بعيد عن مستوى حراس هذا الدوري القوي الكبير، لقد خضت الكثير من المباريات في دوريات الدرجة الأدنى، ولم أشعر يوماً أن الأمر سيكون مختلفاً في «البريميرليج» أو حتى في كأس العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©