الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جاين أوستن.. لايزال الإلهام مستمراً

جاين أوستن.. لايزال الإلهام مستمراً
9 يوليو 2018 22:56
محمد عريقات (عمّان) بعد حياة قصيرة قضت معظمها بالفقر والتأمل والتغيّب عن المشهد الأدبي، استيقظت الكاتبة الإنجليزية جاين أوستن (1775- 1817) من هذه الحياة لتجد نفسها مصدر إلهام وفضول أدبي للعديد من نقاد وأدباء زمنها كواحدة من أفضل الكتّاب البريطانيين وأكثرهم شهرة في موطنها والعالم أجمع، يباع ملايين النسخ من رواياتها، ليظل أثرها يلامس الأجيال الأدبية منذ 200 عام على وفاتها عن عمر 41. تناولت أوستن في أعمالها، التي أتلفت شقيقتها آخر مراسلاتها ومخطوطاتها، القيم الإنسانية، والمسؤولية الاجتماعية في مجتمع طبقي يعيش على وقع حروب نابليون والغزوات البحرية، كما ألقت الضوء على العلاقات الإنسانية وظروف عيش النساء اللواتي لم يكن أمامهن أي باب للمستقبل سوى الزواج بسبب أوضاعهن اليائسة واعتمادهن الكلي على الرجال مما دفع بها لأن تظل عازبة حتى وفاتها. تحدث المؤرخ الأميركي ويل ديورانت في كتابه الشهير «قصة الحضارة» عن جين أوستن قائلاً: «كانت جين أوستن في رواياتها وفي دراساتها عن الحب كلاسيكية ذات عقل رزين وتناول ممتاز. ففي زمن سادت فيه (أسرار أدولف) و(قلاع والبول) ظلت واقعية، وظلت مراقبة تحكم أحكام العقل. وكان أسلوبها عفيفاً محتشماً كأسلوب دريدن، كان مجال اهتمامها ضيّقا لكنه كان عميقاً تسبره بمسبارها. لقد أدركت أن الجانب الأساسي في الحياة هو تجنيد الفرد لخدمة الجنس البشري، فحتى أزمات الحكومات وصراع القوى بل والمطالبة بالعدالة الاجتماعية، كل ذلك أقل أهمية من الجهود غير الواعية للشباب للوصول إلى مرحلة النضج، واستخدام قواهم والاستفادة منها». وحول نظرة أوستن إلى عنصريّ البشرية ـ الرجال والنساء ـ على قدم المساواة، فكلاهما (الرجل والمرأة) وفقا لديورانت تستعصي أمراضهما على العلاج وتستعصي أهدافهما على الفهم، فيما ترى المؤلفة أنها تتناول موضوعها بهدوء، فلا نسمع لها صراخاً، لكننا نستطيع تتبع أفكارها بشوق بالقدر الذي تسمح به سرعة خطى الحياة أو سرعة وقع أحداثها، ويمكن في وسط هذه السرعة أن نكون هادئين أو بتعبير آخر أن نسمح لهدوء المؤلفة بالانتقال إلينا». يذكر أن الكاتبة بدأت عام 1793 بكتابة مسرحية بعنوان «سير تشازلز جراندسيون»، بعدها كتبت الرواية الرسائلية «السيدة سوزان»، تبعها روايتها «إلينور وماريان» التي نشرتها عام 1811 دون اسمها، تبع ذلك رواية «الانطباعات الأولى» عام 1796 والتي صار اسمها «كبرياء وهوى»، وروايتها التي دمجت بها الخيال مع الرعب والرومنسية «دير نورثانجر». وفي عام 2005 ظهر إنتاج بريطاني لفيلم «كبرياء وهوى» من إخراج جو رايت. الفيلم يصف بدقة خمس أخوات وهن يتعاملن مع مسائل الزواج والأخلاقيات وسوء الفهم، ويدور في القرن الثامن عشر (قبل زمن كتابة القصص بقليل). قامت بالبطولة كيرا نايتلي في دور إليزابيث بينيت، وقام ماثيو ماكفايدن بدور محبوبها فيتزويليام دارسي. وفي عام 2007، أنتج التلفزيون البريطاني المستقل، أشرطة عن روايات أوستن «مانسفيلد بارك» و«دير نورثانجر» و«إقناع». وفي العام نفسه ظهر الفيلم الأميركي «نادي جين أوستن للقراءة»، وهو دراما رومانسية من بطولة ماريا بيلو وإيميلي بلنت وإيمي برينمان وماجي غرايس وهيو دانسي. كتبه وأخرجه روبين سويكورد عن نص رواية بنفس الاسم نشرت في عام 2004 للكاتبة كارن جوي فويلر. تحكي القصة عن مجموعة من الأشخاص يؤلفون مجموعة نقاش لتناول روايات جين أوستن. وفي عام 2016 ظهر فيلم عن رواية «السيدة سوزان» تحت اسم «الحب والصداقة» من إخراج ويت ستيلمان وبطولة كايت بيكينسيل وكلوي سيفيجني، وتم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان صاندانس للأفلام مهرجان صاندانس السينمائي (وقد أخذ الفيلم اسمه من رواية أوستن في الصبا «الحب والصداقة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©