محمد نجيم (الرباط)
في معرض تشكيلي جماعي يحمل شعار «الفن وكرة القدم» والمقام برواق «محترف 21» في مدينة الدار البيضاء، اجتمع ثلة من الفنانين من أجيال مختلفة لعرض أعمالهم التي تستلهم كرة القدم بتعابير وأنماط فنية ووجهات نظر مختلفة يعتمد بعضها على التجريد. وهو معرض فتح واجهته للفنانين التشكيليين للتعرف على نظرتهم الفنية لكرة القدم من خلال السماح لهم بسبر أغوار هذه اللعبة في المتخيل، التي غالباً ما تثير مشاعر عشاقها، بل أضحت عند البعض بمثابة ديانة وعشق فاق كل الحدود.
ويسعى هذا المعرض، الذي قدم أعمال 20 فناناً وفنانة من مختلف المدن المغربية، الاشتغال على تيمة رياضة كرة القدم صانعة أمجاد فردية وقومية، وهي، أيضاً برأي محمد بودويك «صائغة انتصارات ومصائر، وهادمة طموحات وتطلعات وانتظارات في الآن نفسه، هي لعبة فيها جدل وتركيب، لغط وتركيز، واندفاع وانكماش، متعتها قائمة، محسوسة ومنظورة، تدفع رؤيتها وعشقها، والجنون بها، بالدم إلى سخونة لا عهد له بها، وتنزل القلوب والأفئدة إلى مهاوي الهبوط الذي يشارف بصاحبه على الموت حيث اشتداد الخفق، واحتداد الحمى، واجتفاف الريق والماء في العروق والشرايين، لكنها ثقافة العصر بامتياز».
وكرة القدم، بحسب وصف محمد بودويك «ثقافة لا سخافة، وهي توحيد وتشريك، وضم وفتح وكسر أحيانا لجرار الأماني، وقلل الآمال العراض، تأتَّى لها ما لم يتأت لغيرها، لأخواتها، وربيباتها، ورديفاتها، اللاتي ظللن يلهثن خلفها، ولا واحدة منهن بقادرة على إبعادها، والحلول محلها. وأعني بذلك: كرة اليد، وكرة السلة، والكرة الطائرة، والكرة المستطيلة، وغيرها من أشكال اللعب الأخرى التي تحاكي كرة القدم دون أن تزيحها عن العرش، هي معبودة الجماهير في كل أنحاء الدنيا، وأطراف المعمورة».
ومن المعلوم أن الكرة، يضيف بودويك «وحدت مجتمعات أمريكا الاتينية، كانت منقسمة سياسيا واجتماعيا، وأعادت اللحمة بعد أن تحللت أو كادت في الأرجنتين والمكسيك والبرازيل، والشيلي والأوروغواي، وكولومبيا».
وسيتمكن زائر المعرض، الذي يصادف تنظيمه الحدث الرياضي الكوني الأول: «كأس العالم» من تلقي لوحات كل من محمد فيتكا، وحسن حجاج، وشروق هيريش، وماجدة خطاري، وفؤاد معزووز، ونجية مهاجي، وحسين ميلودي، ولمياء ناجي، وعبد الكبير الرابي، وزكريا الرهماني، يونس أطبان، وسعد بن شفاج، ومبارك بوحشيشي، ومصطفى بوجمعوي، وحسن درسي، ومحمد الباز، وبوشتى الحياني، ونبيل المخلوفي، وصفاء الرواس، ومحمد فريجي.
عدد اليوم
