الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

تراث الإمارات يحتفي بزواره في مهرجان طانطان

تراث الإمارات يحتفي بزواره في مهرجان طانطان
9 يوليو 2018 23:03
جمعة النعيمي (طانطان) اختتمت، أمس فعاليات موسم طانطان الثقافي في نسخته الرابعة عشرة والمنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة إماراتية واسعة تمثلها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي ومشاركة عدد من الجهات منها الاتحاد النسائي العام وشركة الفوعة للتمور واتحاد سباقات الهجن... وحقق المهرجان نجاحاً كبيراً في استقبال آلاف الزوار حيث شهد تفاعلا كبيراً لفعالياتها من قبل العائلات والأسر المغربية المهتمة بالتراث العربي الإماراتي، نظراً للتقارب الكبير بين الموروثين الثقافي الإماراتي والصحراوي المغربي. العيالة وشاركت فرقة «العيالة» للمرة الرابعة على التوالي بموسم طانطان الثقافي «من 4 إلى 9 يوليو الحالي»، وقال مبارك الدرمكي، رئيس قسم الفنون في لجنة البرامج الثقافية، إن الحكومة المغربية لا تألو جهداً في التعاون لإنجاح المهرجان، مؤكداً أنها فرصة من أجل التأكيد مرة أخرى على العلاقات المتينة التي تجمع دولة الإمارات بالمملكة المغربية، مضيفاً: نسعى كل عام لإضفاء نوع من التجديد في عمل التراث لإثراء الساحة بالعروض الحماسية التراثية التي تجذب الجمهور الزائر. ويستحضر موسم طانطان هذا العام كل أدوات البيئة البحرية ويستقطب ركن «البيئة البحرية» في الجناح الإماراتي أعداداً كبيرة من الزوار الشغوفين بالتعرف على كنوز الموروث الإماراتي البحري، واحتفى الزوار بخبيري التراث النوخذة حثبور محمد كداس الرميثي ومحمد صابر المزروعي. وقال النوخذة حثبور الرميثي، خبير التراث في نادي تراث الإمارات: نشارك في موسم طانطان الحالي عبر سرد القصص عن البحر وأهواله وكيفية تعلم صناعة السفن وأدوات صيد الأسماك، وكيفية فلق المحار، ليس من قبيل التعليم، بل لاطلاع الزوار على تفاصيل التفصيل التراثي الأصيل في عالم البحر، لأن جيل الشباب لديهم شغف في معرفة كيفية صيد المحار وفلقه واستخراج اللؤلؤ، وتذكر كيف كان الغوص أحد أهم مجالات البيئة البحرية التي قضى فيها الأجداد مئات السنين يعملون في صيد اللؤلؤ. المحار وأوضح أن عملية فلق المحار، ليست بالأمر الهين بل يجب البحث عن اللؤلؤة في بطانة المحارة برفق ووداعة لئلا يجرح الصياد بطانتها اللزجة أو يخدش جدارها، حيث تكون اللؤلؤة راقدة داخل البطانة اللزجة، وقد تكون بحجم صغير أو متوسط أو كبير، وكذلك قد تكون مرتفعة الثمن أو ذات سعر عادي، ذلك بحسب جودة نوعها أو ندرته، أو بحسب لونها». وقال: «انظروا إلى المحار المطمور بالرمل وبقايا الأعشاب، من يصدّق أن بداخله أجمل الحلي والمجوهرات، أما الآن فيصطاد المحار فقط خلال تدريبنا للزوار من أبناء الوطن والجاليات الأخرى في الملتقيات الصيفية أو المهرجانات التراثية، بهدف إحياء التراث البحري الإماراتي وتعريف الأبناء بمهن الأجداد في البيئة البحرية قديماً». وتأتي أهمية تسليط الضوء على الجانب البحري في طانطان لبيان أهمية ومكانة التراث البحري الإماراتي ومنطقة الخليج وحفظه ودراسته وتدوينه. نشاط وحيوية ويقوم الرميثي والمزروعي في الجناح الإماراتي البحري، بكل نشاط وحيوية بتعريف الجمهور بكيفية صناعة السفن قديماً، وكيف كانوا حريصين على جعلها ذات بنية متينة، تحتمل صخب الموج وتيارات مياه البحر، كما يؤكدون أن السفن الخشبية القديمة تعد الأشهر والأفضل، من بين تلك الأنواع في المنطقة، قديماً وحديثاً، حيث كانت تنقل السلع والبضائع، عبر موانئ الخليج العربي وموانئ الهند وباكستان وأفريقيا، ثم انتقلت، فيما بعد، إلى جميع سواحل الخليج، والى ما هو أبعد منها أيضاً. وانبهر الزوار عند استخرج الرميثي والمزروعي حبات اللؤلؤ من بطون أصدافها مستخدمين الطريقة نفسها التي كانت تستخدم قديماً لفلج المحار، حيث قدم وصفاً تفصيلياً عن أنواع اللؤلؤ ومسمياته المتعددة حسب جودته وحجمه ولونه، إضافة إلى استدارته فمن اللؤلؤ ما يسمى بـ «الحصباه والدانة والجيون واليالس والبداله واليكة» وغيرها من المسميات. سباقات الهجن ونظم جناح دولة الإمارات المشارك في موسم طانطان سباق الهجن وسباق الهجن التراثي، وذلك على ميدان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن في مدينة طانطان بالمملكة المغربية، وتوج الفائزين في السباق، بحضور عبد الله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، والحسن عبدالخالقي عامل إقليم طانطان، وفاضل بنيعيش رئيس مؤسسة «الموكار» المنظمة للمهرجان، ومحمد بن عاضد المهيري مدير الفعاليات التراثية في مهرجان موسم طانطان. وأسفرت نتائج السباقات عن تقدم بلخير بوستة من طانطان في الشوط الأول ضمن السباق الرئيسي، أما في الشوط الثاني فاحتل المركز الأول الحافظ الوهبان من طانطان، وفي السباق التراثي، احتل المركز الأول في الشوط الأول عبد الله بابا من مدينة طرفاية، بينما احتل المركز الأول في الشوط الثاني المشارك الحافظ الوهبان من طانطان. وأشاد المشاركون المغاربة في سباق الهجن بأهمية حلبة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تم تدشينها في الدورة الماضية من قبل دولة الإمارات في إطار الحفاظ على التقاليد العربية الأصيلة وصون الموروث المشترك، وتطوير سباقات الهجن للارتقاء إلى أعلى المستويات الاحترافية. «عام زايد» تميزت المشاركة الإماراتية بعروضها الثقافية والتراثية، حيث استقطب الركن الخاص بـ «عام زايد» الآلاف من زوار المهرجان، وقدمت فرقة أبوظبي للفنون الشعبية التابعة للجنة، العديد من فنون الأداء لدولة الإمارات والتي أبهرت الحضور بأدائها، وتم تنظيم أمسيات شعرية نبطية بمشاركة عدد من الشعراء الإماراتيين، وبالاشتراك مع الشعراء المغاربة، كما تم تنظيم مسابقات مزاينة الإبل والمحالب التراثية وسباقات الهجن، وذلك بهدف صون التراث الإماراتي والتعريف به ضمن فعاليات موسم طانطان الثقافي. عروض حية للحرف التراثية تناول الجناح الإماراتي المشارك، العديد من عناصر تراث الإمارات بشكل شيّق كعتاد الإبل، والسدو، والبيئة البحرية وزراعة النخيل وصناعة التمور، من خلال عرض حي لهذه العناصر مع شرح بالمعلومات والصور للجمهور، وضم الجناح العديد من المطبوعات التي تستعرض عناصر التراث المعنوي مثل التغرودة، العيّالة، عادات الضيافة، والأزياء الشعبية، إضافة لمعرض صور عن العلاقات الإماراتية المغربية. ومواصلة لجهود صون التراث الثقافي وتعزيز سبل حمايته والحفاظ عليه وعبر مجموعة من بيوت الشعر التراثية التقليدية المُقامة، قام الاتحاد النسائي العام بعرض للأزياء الإماراتية التقليدية، وزهبة العروس، وكذلك عرض الحرف الإماراتية والحناء والعديد من الحرف التقليدية. عبد الله القبيسي: حضور مميز للمرة الخامسة قال عبد الله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي: «إن دولة الإمارات أكدت حضورها للسنة الخامسة على التوالي، وذلك لما يجمع الإمارات والمغرب الشقيقين من تقارب كبير بين الموروث الثقافي والصحراوي، حيث استطاع الجناح المشارك استقطاب الآلاف من الزوار لفعالياته على مدار أيام الموسم. وأوضح أنه على مدى ستة أيام استمرت خلال الفترة من 4 وحتى 9 يوليو الحالي، شهدت ساحة السلم والتسامح في موقع المهرجان وبعض المناطق في مدينة طانطان مشاركة مكثفة للوفد الإماراتي، الذي حضر بموروثه الثقافي والأدبي والفلكلوري والحرفي، إلى جانب تقديم لوحات حية للعادات والتقاليد البدوية الإماراتية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©