شارك المئات من المقدسيين وفلسطينيي الأراضي المحتلة منذ عام 1948 في تظاهرة دعت إليها قوى وفصائل فلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني في مدينة القدس المحتلة احتجاجا على هدم وتجريف قوات الاحتلال الاسرائيلي المئات من القبور في مقبرة مأمن الله التاريخية لإقامة متحف إسرائيلي في مكانها. ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات تندد بالاحتلال الإسرائيلي وممارساته.
كما رفعوا لافتات عليها صور لهدم المقابر وعبارات “الاعتداء على القبور جريمة”، “هذه هي أخلاق الاحتلال”، “بصدورنا العارية نحمي قبورنا”، “هم يهدمون ويجرفون ويعتدون كخفافيش الليل ونحن نرمم ونصون في وضح النهار”. وهتف المتظاهرون ضد رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات وسلطات الاحتلال “يا بركات يا مغرور ارفع ايدك عن القبور”، “يا محاكم الإجرام نبش المقابر حرام”، “يا موتى مأمن الله ادعوا الله على الباغي” ويا هادم قبور الناس أنت عديم الإحساس”.
وقال مفتي القدس الشيخ محمد حسين “إن الاعتداء على مقبرة مأمن الله هو اعتداء صارخ وفاضح ضد الإنسان، فالله تعالى كرم الإنسان حياً وميتاً ونبش القبور وإزالتها اعتداء على كرامة الأموات”.
وأضاف أن إسرائيل لا تريد رؤية الشواهد الإسلامية عن تاريخ المسلمين وحضارتهم والمقبرة هي إحدى هذه المعالم التي تؤكد أن المدينة عربية إسلامية.
وقال رئيس “الهئية الإسلامية العليا” الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري “إن هذه الإجراءات المستمرة ضد مقبرة مأمن الله تعد انتهاكا صارخاً لحرمة الأحياء والأموات وضد الإنسانية، فالميت له كرامته كالإنسان الحي والسياسة الإسرائيلية تتعمد طمس المعالم والآثار والأوقاف الإسلامية، وخير دليل على ذلك هدم المجلس الإسلامي الأعلى ومقبرة مأمن الله”.وأكد أن هذه الاعتداءات لا تكسب المعتدي أي حق، مضيفاً “نحن لن نعترف بأي تغير يطرأ على آثارنا وتاريخنا وجذورنا”.
وقال نائب رئيس “الحركة الإسلامية بالداخل” الشيخ كمال الخطيب “إن المؤسسة الإسرائيلية تقوم بالهجوم على الشعب الفلسطيني أحيائه وأمواته عبر هدم البيوت في النقب ومقبرة مأمن الله، وكل ذلك يهدف إلى إيصالنا إلى حتمية التسليم بالاحتلال، لكننا اليوم نقول لهم لن تنجحوا في زرع اليأس والإحباط عندنا؛ لأننا سندافع عن بيوتنا وقبورنا والأخيرة شاهد حي على تاريخ هذه الأرض”.
وأكد رئيس أسقفية الروم الأرثوذكس في القدس المطران عطا الله حنا وحدة الشعب الفلسطيني من المسلمين والمسيحيين في مواجهة العنصرية والسياسات الغاشمة الإسرائيلية. وقال “نحن جزء من هذه القضية ونقف سويا لمواجهة الاحتلال”.
وقال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة “فتح” إن التظاهرة جزء من الموقف الوطني والديني تجاه الانتهاكات الإسرائيلية ضد مقبرة مأمن الله، فهي تعكس وحدة إسلامية مسيحية لمواجهة هذه الجريمة. وأوضح عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” ديمتري دلياني أن مقبرة مأمن الله تعد من أقدم مقابر القدس وأكبرها حجما. وأكد أن عملية انتهاك حرمة القبور والموتى مستمرة هناك، حيث قام الاحتلال مؤخراً بجرف وإزالة نحو 200 قبر.
عدد اليوم
