«البرو زون» .. عندما تساهم «التقنية» في الإنجاز

صلاح سليمان (العين) - درج نادي العين منذ سنوات طويلة على أن يكون دائماً سباقاً ومتميزاً في تطبيق كل ما هو جديد سعياً للمزيد من التطوير وبلوغ أعلى درجات الرقي والتقدم متبعاً في ذلك أحدث الأساليب التي تساهم بقدر كبير في تحقيق الأهداف المرسومة وتقوده إلى معانقة الطموحات المرجوة وتجعل منه صرحاً رياضياً متميزاً ومتفرداً. ونادٍ هذا نهجه ومنهجه في العمل الاحترافي، ليس بغريب عليه أن يحصد جملة من الشهادات التقديرية على المستوى المحلي والإقليمي والقاري، كما أنه لابد أن يصل إلى مبتغاه وأن ينجح في تحويل أحلامه إلى واقع معاش من خلال الرؤية الثاقبة والتخطيط السليم والاستراتيجية الطموحة والمثابرة والعمل الجاد المبرمج، وكلها عناصر ترتكز على البحث الدائم والتمحيص الدقيق وإتباع أفضل السبل من أجل بلوغ القمة وملامسة أطراف النجاح. وفعلياً كان العين أول نادٍ يطبق الاحتراف بالدولة كما أنه من أوائل الأندية التي حصلت على شهادة نظام الجودة العالمية “آيزو”، وحصل كذلك على جائزة الجودة العالمية ست مرات على مستوى المنطقة بالإضافة إلى أنه أول نادٍ رياضي يحصل على جائزة الشيخ خليفة للتميز والتي تمنح للشركات المتميزة وفقاً لأعلى المعايير الدولية، وأخيراً حصل على جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي وذلك بعد النجاح اللافت الذي تمثل في جملة من الإنجازات التي تحققت على كافة المستويات المحلية والإقليمية والقارية. وقد أصبح نادي العين وبفضل الجهود الجبارة والمتواصلة التي تبذلها إدارته الحالية والتي استكملت ما بدأته الإدارات السابقة، قمة في الأداء الاحترافي حتى أصبح يضاهي أكبر الأندية العالمية. ومن بين السبل والوسائل الحديثة التي ينتهجها نادي العين من أجل الارتقاء بالعمل الإحترافي إلى أعلى الدرجات والقمم، كان الاعتماد على برنامج «البروزون» الإحصائي إحدى الخطوات التي تصب في صميم مرحلة الاحتراف والذي كان خير عون للجهاز الفني للفريق الأول بقيادة المدرب الروماني أولاريو كوزمين. ويعتبر هذا البرنامج التقني قمة في أساليب جمع المعلومات ويساعد على الوقوف على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بأداء الفريق وتقييم أداء كل لاعب على حدة في المبارة الواحدة وتحليل هذه البيانات وتقديمها على طبق من ذهب للجهاز الفني الذي يعتمد عليها بدرجة كبيرة في توجيه اللاعبين وتعريفهم بالأخطاء التي ارتكبوها وما كان يتوجب على كل واحد منهم عمله خلال المباراة. آلاف المعلومات والبيانات الهامة يسجلها هذا البرنامج خلال الـ 90 دقيقة والتي تحمل بين ثناياها جملة من الفوائد التي تسهم في تحسين مستوى أداء اللاعبين وتطويره وتنويرهم بالأخطاء التي يقعون فيها تمهيداً لمعالجتها داخل المستطيل الأخضر. وكما ساهمت إدارة نادي العين والجهاز الفني والإداري واللاعبون والجمهور في الدرع الذي حققه الزعيم في هذا الموسم كل في مجال اختصاصه وقبل ثلاث جولات من بلوغه المحطة الأخيرة، فإن برنامج “البرو زون” كان له نصيب من “كعكة” النجاح وساهم بقدر معلوم في وضع النقاط على الحروف بين كل مباراة وأخرى. البداية في 2005 كانت التجربة الأولى لنادي العين مع هذا البرنامج في 2005، وهي أول وأقدم تجربة إماراتية قبل أن يقرر الجزيرة العمل بهذا البرنامج منذ سنتين وكذلك الأهلي وسبقهما نادي الوحدة، الذي اعتمد عليه لمدة خمسة مواسم قبل أن يتخلى عنه قبل سنتين بعد التغييرات التي طالت جهازه الفني. واستمر نادي العين في تطبيق هذا البرنامج في فترته الأولى لثلاثة مواسم ثم توقف لسنتين قبل أن يعيد تطبيقه مرة أخرى في موسم 2010/2009 وتم التعاقد مع البريطاني ليام ويكس المحلل الفني ورئيس التحليل الأدائي ليتولى الإشراف على تنفيذ هذا البرنامج في كل المباريات. وتحدث ليام ويكس عن البرنامج مشيداً بفوائده الكبيرة والخدمة التي يوفرها للجهاز الفني للفريق، لافتاً إلى أن هذا البرنامج يستخدم لتجميع بيانات اللاعبين أثناء المباراة من خلال ثماني كاميرات يتم توزيعها حول أرجاء الملعب وتوجيه كل منها نحو منطقة معينه ومحدودة بحيث تغطي الكاميرات الثماني كافة أرجاء الملعب وترصد تحركات وأداء اللاعبين دقيقة بدقيقة من صافرة البداية وحتى نهاية اللقاء. وقال: تلا هذه الخطوة، خطوة أخرى تتمثل في تفريغ هذه الكاميرات من محتواها ثم إرسال بياناتها إلى الشركة الخاصة بالبرنامج ومقرها في مدينة ليدز بإنجلترا ليبدأ نحو عشرين شخصاً متخصصين في هذا المجال في تحليل بيانات المباراة الواردة إليهم عن طريق الإنترنت، وبعدها يتم إرسال المحصلة النهائية للبيانات إلى نادي العين عبر شبكة “الإنترنت” التي شهدت في هذا الموسم عشرات الرحلات “المكوكية” بين مدينتي العين وليدز البريطانية وتستغرق هذه العملية نحو 24 ساعة لكل مباراة. دمج الشركتين الرئيسيتين وأوضح ويكس أن البيانات التي تسجلها الكاميرات التي يتم تثبيتها حول الملعب وعند تحليلها تبين عدد المرات التي لمس فيها اللاعب الكرة على مدى فترة مشاركته في المباراة وعدد التمريرات التي قام بها وكم منها جاءت صحيحة وكم منها خرجت خاطئة علاوة على المسافة التي يقطعها كل لاعب في المباراة وسرعته وتمركزه داخل الملعب أثناء تلقي التمريرات أو تمريره الكرة إلى زميل ومعدل اللياقة البدنية لكل لاعب وغيرها من البيانات الأخرى المطلوبة. وقال إن هناك شركتين رئيسيتين هما الأفضل في التعامل مع برنامج «برو زون» هما شركة “برو زون” ومقرها انجلترا والثانية “أميسكو” ومقرها في فرنسا، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه وقبل ثلاث سنوات قد تم دمج هاتين الشركتين في شركة واحدة تحت مسمى “سبورت يونيفرسال بروسيس” وأصبح مقرها الرئيس في مدينة نيس الفرنسية.