السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رفع الإقامة الجبرية عن الرئيس الموريتاني المخلوع

رفع الإقامة الجبرية عن الرئيس الموريتاني المخلوع
22 ديسمبر 2008 00:36
أفرجت السلطات الموريتانية نهائياً عن الرئيس المخلوع سيدي ولد الشيخ عبدالله· ووصل ولد عبدالله أمس إلى منزل أسرته بنواكشوط قادماً إليها من مسقط رأسه ''لمدن''، حيث كانت قد اصطحبته سيارات من الشرطة في ساعات الصباح الأولى، وبدأ الرئيس المخلوع باستقبال زواره حيث أصبح فعلاً يتمتع بحريته الكاملة· وقامت فرقة من الشرطة باصطحاب الرئيس المخلوع إلى منزله العائلي بنواكشوط حيث سيكون حراً طليقاً ورفعت عنه الإقامة الجبرية المفروضة عليه· وكان ولد الشيخ عبدالله قد أمضى أكثر من شهر في إقامته الجبرية بمسقط رأسه في ''لمدن''· ويأتي الإفراج عن الرئيس السابق في إطار تهيئة المناخ ''للقاءات التشاورية'' التي اقترح رئيس المجلس الأعلى الحاكم الجنرال محمد ولد عبدالعزيز تنظيمها· وكانت ابنة الرئيس المخلوع آمال بنت الشيخ عبدالله، قد أوضحت أن تسع سيارات من الشرطة يتقدمها المدير العام للأمن الوطني العقيد محمد ولد الشيخ ولد الهادي وصلت فجر أمس إلى ''لمدن'' واصطحبت معها ولد الشيخ عبدالله الذي كان مفترضاً أن يفرج عنه· وبعد ساعات عاد الرئيس الموريتاني المخلوع إلى بلدته لمدن· وأعرب أحد المقربين منه عن أسفه لأن ضباطاً اقتادوه ''قسراً'' إلى نواكشوط خلال الليل· وقال المصدر نفسه إن الرئيس الذي أطيح به يوم 6 اغسطس قرر العودة إلى بلدته لمدن· وأوضح المصدر الذي طلب عدم كشف هويته ''لم يكن لديه وقت كاف ليرى عائلته في لمدن· ويرغب في العودة إليها ليستعد للرجوع إلى نواكشوط بهدوء وحسب رغبته''· وكان الجنرال محمد ولد عبدالعزيز الذي يحكم البلاد منذ الانقلاب قد تعهد يوم 7 ديسمبر تحت الضغوط الدولية بالإفراج ''دون شروط قبل 24 ديسمبر على أبعد تقدير'' عن الرئيس الذي انتخب بصورة ديمقراطية في مارس ·2007 واحتجز ولد الشيخ عبدالله منذ 132 يوماً في منزل خاص في نواكشوط، ثم في لمدن حيث فرضت عليه رسمياً ''الإقامة الجبرية''· وانتقد مصدر مقرب من ولد الشيخ عبدالله نقله ''رغم إرادته'' ليلاً· وأضاف أن ''العسكريين أيقظوه بين الساعة الثانية والساعة الثالثة فجراً وأبلغوه أنهم يحملون رسالة· وأعرب الرئيس عن أمله في البقاء في لمدن، ولكن العسكريين تمسكوا بأن يتوجه معهم الى نواكشوط''· وأفاد هذا المسؤول الكبير السابق في نظام الرئيس ان ''اثنين من أعضاء المجلس العسكري الحاكم كانا في المركبة العسكرية التي اقلت الرئيس الى نواكشوط وهما العقيدان محمد ولد مكت (المفتش العام للقوات المسلحـــة) ومحمد ولد الهادي''· واضاف المصدر نفسه أن الرئيس عمد ''فور'' وصوله الى العاصمة الى العودة في سيارته الخاصة الى بلدته لمدن· وقد أدان المجتمع الدولي الانقلاب وطالب منذ ذلك الحين بالافرج عن الرئيس المنتخب و''العودة الى النظام الدستوري''· ومازال الاتحاد الأوروبي يهدد موريتانيا بفرض عقوبات عليها قد تشمل تجميد العلاقات الدبلوماسية او المساعدات للتنمية ماعداً المساعدات الإنسانية· وكان كبار الضباط الأكثر نفوذاً قد ساندوا ترشيح سيدي ولد الشيخ عبدالله في انتخابات الرئاسة عام 2007 وقام هؤلاء الضباط بعزله صباح السادس من اغسطس، وذلك بعد إعلانه عزل قادة اسلحة الجيش الأربعة، ومن بينهم الجنرال ولد عبدالعزيز قائد حرس الرئاسة· وقال متحدث باسم الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية إن إطلاق سراح الرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله يعتبر ''خطوة على الطريق لإعادته'' إلى منصبه ''كرئيس شرعي'' وحيد للدولة· وقال يحيى ولد سيدي المصطفى المتحدث باسم الجبهة إن هذا الإفراج الذي ''جاء كهدية للمجتمع الدولي يعتبر بالنسبة لنا خطوة على طريق استعادة الرئيس صلاحياته كرئيس شرعي''· واضاف أن ''الإفراج عن الرئيس عبدالله لا يغير شيئاً من برنامجنا السياسي لمقاومة الانقلاب والسعي إلى استعادة الرئيس الشرعي صلاحياته الدستورية''· إلى ذلك، أعربت إسبانيا أمس عن ترحيبها بالإفراج عن الرئيس الموريتاني المخلوع ووصفت حكومة مدريد الإفراج عن ولد الشيخ عبد الله بأنه إجراء ''ضروري'' و''إيجابي''، ومن شأنه أن يمثل خطوة مهمة على طريق عودة الديمقراطية والدستور للبلد ''الصديق''· وأعربت عن أملها أن يسفر الاجتماع العام للولايات من أجل الديمقراطية المقرر عقده في البلاد خلال الأيام المقبلة من أجل التوصل إلى إجماع وطني واسع عن حل للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد اعتماداً على الحوار بين كافة أطياف الشعب الموريتاني
المصدر: نواكشوط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©