الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المنشطات تضرب ملاعبنا العربية و «ألعاب الدوحة» تكشف المستور

المنشطات تضرب ملاعبنا العربية و «ألعاب الدوحة» تكشف المستور
16 يناير 2012
إعداد: أمين الدوبلي يحلّق الرياضي على أجنحة المجد، ومعه بلاده، حين يرتقي منصة التتويج، يرفرف خلفه العلم، وتصدح الأجواء بنشيد الوطن، وعلى مقربة منه، يقف الخاسر، ربما ليس حزيناً، لكنه أيضاً ليس سعيداً، يمني النفس بذات المشهد، وبيوم يقف فيه على «منصة الشمس». كلا المشهدين، معروف، غير أن هناك مشهداً ثالثاً، يوازي السقوط إلى الهاوية.. يعصف بالأحلام، ويتحول معه «الانتصار» إلى «شُبهة» و«أكاليل الزهور» إلى حجارة، تسقط على رأس من كان بطلاً، قبل أن يسقط في فخ المنشطات، وقبل أن تدينه «العينة»، فيتمنى لو لم يكن قد فاز. «المنشطات».. هذا هو الملف.. أما لماذا؟.. فيكفي ما حدث للرياضيين العرب في «ألعاب الدوحة»، والزيادة المطردة عالمياً وتنامي الأرقام المعلنة عما كان عليه الأمر في القرن الماضي، وهذا الجدل الذي علا ضجيجه، مؤكداً أن شيئاً ما يحدث، والأهم في طرح الملف، أننا نسعى إلى رياضة نظيفة، نفرح فيها لأبطالنا دون ترقب من أن يتحول الفرح إلى «كابوس». «الاتحاد» تطرح الملف الشائك، من أجل ألا يسرق أحد فرحتنا، وأن تبقى صفحة أبطالنا بيضاء. ليس أدل على واقع ملاعبنا العربية، مما حدث في دورة الألعاب العربية الثانية عشرة بالدوحة، فقد كانت كل الأمور تسير على وتيرتها، تماماً مثلما تسير في كل بلد عربي، دون حدوث ما يعكر الصفو، وكان كل التركيز موجها إلى الميادين والساحات، لملاحقة الإنجازات والميداليات والأرقام الجديدة. كانت كل المؤشرات تعكس أن الرياضيين العرب أمام حدث غير مسبوق، فالمنافسات ساخنة، والمستويات متقاربة، والطموحات كبيرة في التمرد على الثوابت، كما أن الدورة ولأول مرة، كانت تحظى بمتابعة خارج حدود الوطن العربي خصوصا بعد اعتبار نتائج وأرقام السباحة، وألعاب القوى مؤهلتين لنهائيات أولمبياد لندن. وفجأة تلقت كل الأوساط صدمة عنيفة ظهر يوم 17 ديسمبر الماضي، حينما تمت الدعوة إلى مؤتمر صحفي موسع من قبل اللجنة المنظمة، وحينها بدأت الحوارات الجانبية من 2000 صحفي ومصور وإعلامي حضروا لتغطية الأحداث، يتحدثون عن سبب هذا المؤتمر العاجل. وبدأت الأخبار تتسرب داخل المركز الإعلامي الرئيسي بأن الموضوع يتعلق بقضية خطيرة، وقبل أن تمر نصف ساعة كان هناك نبأ عاجل، فقد تم إلغاء المؤتمر مع الاكتفاء بإصدار بيان من قبل الإدارة الطبية والرقابة على المنشطات بالدورة، ومنذ هذه اللحظة ولمدة 4 ساعات تالية كان هذا البيان هو حديث كل البعثات، ومختلف وسائل الإعلام، وهنا انسحبت اللجنة المنظمة من المشهد وقدمت اللجنة الطبية والرقابة على المنشطات إلى الواجهة. وفي المساء صدر البيان، ليدخل العرس الرياضي العربي في حلقة مفرغة من الأسئلة والاستفسارات، حيث أورد البيان قائمة بأسماء 14 رياضيا ورياضية ثبت من خلال نتائج العينة الأولى تعاطيهم مواد منشطة محظورة دوليا، وهي المرة الأولى في تاريخ الدورة العربية منذ انطلاقها عام 1953، يعلن فيها مثل هذا البيان. أما عن الأسماء الواردة في البيان، فقد ضمت الرباعي القطري في بناء الأجسام وحيد السويدي (وزن تحت 70 كجم)، ووليد مال الله (وزن تحت 75 كجم)، وجلال الرياشي (وزن تحت 85 كجم)، وكمال عبدالسلام (وزن تحت 90 كجم)، والمصريين محمود الفضالي (وزن تحت 80 كجم) ومصطفى عبدالعزيز (وزن تحت 100 كجم) في نفس اللعبة و(هؤلاء لم يقوموا بإجراء كشف المنشطات)، إضافة للأردني محمد الخالدي (وزن 65 كجم). وفي لعبة الجودو، كان اللاعب المصري محمود جاب الله في وزن تحت 100 كجم، والمغربي صفوان عطاف في وزن دون 81 كجم، بالإضافة إلى 3 حالات أخرى في لعبة رفع الأثقال لكل من الأردني حسني مروح (برونزية وزن تحت 75 كجم)، والعراقي أحمد جبار (فضية وزن تحت 70 كجم)، والبحريني عبدالعزيز بومجايد (برونزية وزن تحت 70 كجم)، ولاعب كرة السلة العراقي حسن السيمرلي، أما الحالة الوحيدة على الصعيد النسائي، فكانت في رفع الاثقال وتتعلق برباعتنا عائشة البلوشي التي نالت فضية وزن 58 كجم. وبناء عليه تم الإعلان عن سحب الميداليات التي أحرزها هؤلاء اللاعبون جميعا في منافساتهم، وإلغاء المكافآت المادية التي كان من المنتظر أن يحصلوا عليها، وسحب بطاقات الاعتماد الخاصة بمشاركتهم في الدورة، وإعادة جدولة ترتيب الميداليات لتوزيعها على اللاعبين واللاعبات على التوالي في كل منافسة. هنا تحولت أفراح الأبطال إلى أحزان، وارتبك المشهد العام خوفا مما هو قادم، وظل الارتباك سيد الموقف فيما يتعلق بتلك القضية حتى هذه اللحظة، لأن الاستفسارات والتساؤلات ما زالت قائمة برغم انتهاء الحدث، مع اعتبار كل من ورد إسمه في القائمة موقوفا عن ممارسة الرياضة اعتبارا من تاريخه، وإبلاغ الجهات الدولية المعنية، وذلك حتى «إشعار آخر». «الاتحاد» كانت في قلب الحدث، ومنذ اللحظة الأولى لهذه الأزمة سعينا إلى كشف أسرار يوم 17 ديسمبر، وكانت البداية، بمحاولة معرفة سبب إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان قد أعلن عنه من قبل اللجنة المنظمة، ولماذا تحول الأمر إلى بيان. المصادر التي التقيناها وتحدثنا معها، سواء أثناء الدورة أو بعدها، أكدت أنه ظهر يوم 17 ديسمبر، وبعد الاتفاق على عقد المؤتمر، تم التداول داخل اللجنة المنظمة، واتفق الجميع على أن يسلم القرار رسميا لمديري الوفود أولا من قبل اللجنة المنظمة واللجنة الطبية والرقابة على المنشطات، وبناء عليه تم الاتصال بشكل عاجل بمديري وفود البعثات المشاركة والتي أوردت القائمة أسماء لاعبيها، واستدعائهم لاستلام أوراق مهمة، وبالفعل توجه مدير كل وفد وتسلم نتيجة الفحص وقرار اللجنة الطبية، لاتخاذ اللازم، وخلال الساعات الأربع بعد ظهيرة 17 ديسمبر كانت كل الوفود المعنية قد علمت بالأمر، وبعدها أصدرت اللجنة الطبية بيانها المقتضب. الفاعل غائب! وعندما أعلنت اللجنة الطبية عن قائمة اللاعبين واللاعبات الذين تم سحب الميداليات منهم وهم الذين جاءت نتائج فحوصاتهم الأولى إيجابية، كان معظم هؤلاء اللاعبين قد تم تتويجهم وغادروا الدوحة عائدين إلى بلادهم، وبناء عليه فقد كانت الأزمة تتفاعل، بينما أصحابها غير موجودين في الساحة، لأن منافسات رفع الأثقال وبناء الأجسام والجودو لا تحتاج أكثر من يومين في كل دورة، وهو ما يعني أن الساحة كانت ملتهبة والفاعل غير موجود حتى يدافع عن نفسه. وفي الوقت الذي كانت رباعتنا عائشة البلوشي تتلقى التهاني من الجميع على إنجاز الميدالية الفضية لأول مرة في تاريخ الأثقال النسائية الإماراتية، استيقظت في اليوم التالي لتجد الخبر الذي قضى على فرحتها وحولها من بطلة في ساحات القتال، إلى متهمة تبحث عن أدلة براءتها. هروب اللاعبين من جانبها، أكدت اللجنة المنظمة للدورة على لسان مديرها خالد المولوي وعضوها حسن المحمدي في أكثر من مناسبة على وجود مشهد متكرر من قبل بعض الرياضيين، وهو اختفاء اللاعب فور انتهاء المواجهة عن الأنظار، وقد تم تفسير هذا المشهد برغبة اللاعبين في الهروب من كشف المنشطات، وبالتالي فقد أوصت بتأمين الملاعب والصالات جيدا حتى تسيطر على الرياضيين، ومع ذلك تحدثت اللجنة عن استمرار تكرار المشهد. وأكدت اللجنة أن عدداً كبيراً من الرياضيين قد هربوا دون أخذ عينات منهم، ورصدت مشاهدات البعض من مسؤولي اللجنة المنظمة أن الهروب يتم أحيانا بمساعدة المدرب للاعب، وتحدث أحد مسؤولي اللجنة المنظمة أنه عندما سئل عن لاعب معين لإخضاعه للفحوص الطبية الخاصة بالمنشطات لم يجدوه، وعندما أجريت التحريات اللازمة، كان قد تنكر في زي أحد أصدقائه المتفرجين وخرج من الصالة، وأكدت اللجنة المنظمة أن اللاعب الهارب من كشف المنشطات سوف توقع عليه عقوبة توازي عقوبة المتورط تماما، للحد من هذه التحايلات، وأشارت اللجنة إلى أن هذا القرار هو نفسه الذي يتخذ في الدورات الأولمبية. جدلية العينة (ب) ولم تكن تصريحات مسؤولي اللجنة المنظمة في قضية المنشطات تمر مرور الكرام، فقد كانت المؤتمرات تتحول أحيانا إلى حلقات نقاشية بين الإعلاميين والمتحدثين على المنصة، وكانت الجدلية التي لا تنتهي تدور حول حق اللاعب في التظلم واللجوء لإجراء فحص آخر على العينة (ب) لإنصافه، مثلما يحدث في كل البطولات الكبرى، كما برز التساؤل: لماذا لم تعقد اللجنة الطبية واللجنة المنظمة جلسة استماع مع اللاعب أو اللاعبة قبل إصدار القرار النهائي، وكانت اللجنة المنظمة في كل مرة «تعرف الماء بالماء»، وتقول إن قرار اللجنة الطبية نهائي لأنه معتمد من اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية، وبالفعل طبقت اللجنة المنظمة القرار يوم 22 ديسمبر فأعادت ترتيب جدول الميداليات من جديد بعد حذف ميداليات قائمة الـ 14 رياضياً، ويحسب للجنة المنظمة القطرية في ذلك أنها بدأت بنفسها، وسحبت من أبطالها 4 ميداليات ذهبية عززت وجود المملكة المغربية في الترتيب الثالث بجدول الترتيب النهائي، وتراجع الدولة المنظمة إلى الترتيب الرابع. العوضي: حتى الأطعمة كنا نعرضها على الأطباء أبوظبي (الاتحاد) - أكد ربيع العوضي المدير الإداري لوفدنا الرياضي في دورة الألعاب العربية الأخيرة بقطر أن الرباعة عائشة البلوشي خضعت للفحص الطبي في الإمارات قبل السفر مباشرة إلى الدوحة، وأن النتائج جاءت سلبية، وأن كل الفحوص التي أجريت للاعبة طوال السنوات الثلاث الأخيرة كانت سلبية أيضا لأنها سبق أن شاركت في العديد من البطولات القارية والدولية، وأن اللجنة الأولمبية قامت بتنظيم دورات تثقيفية لمسؤولي الوفود المشاركة في الدورة العربية لمدهم بالمعلومات اللازمة عن المنشطات، وكيفية الحفاظ على اللاعبين واللاعبات والتعامل مع هذا الملف بمنتهى الحذر، وذلك قبل السفر للدوحة بأسبوع واحد. وقال العوضي إنه سلم التقرير الخاص بعائشة والصادر عن اللجنة الطبية للدورة العربية إلى اللجنة الأولمبية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات حياله، وإن بعثة الإمارات وجهازها الإداري لم يتوانيا في التأكد من خلو أي أطعمة ومشروبات من المواد المحظورة، حيث كانت كل الأطعمة والمشروبات تعرض على الأطباء المتخصصين، وكانت التعليمات واضحة للجميع بضرورة الالتزام بتعليمات الأطباء، وعرض كل الأمور عليهم، وعدم اللجوء إلى شراء أطعمة من خارج قرية الرياضيين إلا في أضيق الحدود، وبعد مشورة الطبيب، وقد وجدنا التزاما كبيرا من كل أعضاء وفدنا، ولا أعرف كيف دخلت المادة التي وردت في فحص عائشة غرفتها إن كانت العينة التي ظهرت تخصها بالفعل، وعلى الأرجح أنها من ضمن أدوات الاستعمال الشخصي إذا أثبتت العينة (ب) وجودها في الفحص. المنشطات و «كريم الوجه» ؟ أبوظبي (الاتحاد) - قال المستشار محمد الكمالي رئيس اللجنة الفنية باللجنة الأولمبية الوطنية: وصلتني معلومة، نعمل على التحقق منها، تفيد بوجود شك في أن المادة التي ظهرت في الفحص الخاص بعائشة بالدوحة تتعلق بنوع معين من «كريمات الوجه»، وقد استخدمته بممارسة شخصية، ولم تكن تتوقع أن يكون به مواد محظورة، وأن النسبة التي ظهرت بالفحص لا تقل عن 1 ? . أضاف: ومع ذلك فسوف نتخذ كافة الإجراءات اللازمة التي تحفظ حق اللاعبة، وسوف نطلب إعادة فحص العينة(ب) بمعرفة لجنة المنشطات الوطنية في الإمارات، وربما نجد الخبر الذي يسعدنا ويسعد اللاعبة. كابوس 2011 درس قاس ولابد من محاسبة المتورطين الدوحة (الاتحاد) - في تعليقه على صدمة تفشي ظاهرة المنشطات في ملاعبنا العربية، وما شهدته «ألعاب الدوحة» من حالات، يقول الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بالبحرين ونائب رئيس اتحاد اللجان الأولمبية العربية إن فحوصات الكشف عن المنشطات كانت قليلا ما تحدث من قبل في الدورات العربية، وإنه يتوقع أن تكون هناك بعض الصعوبات في التعامل مع هذه القضية من قبل المجتمع الرياضي العربي، ومن بعض الدول التي يتناول أبطالها منشطات، بدليل أن بعض اللاعبين والأبطال الذين أعلن عن فوزهم بميداليات في الدورة العربية الأخيرة بقطر تهربوا من الكشف عليهم ولم يسمحوا للجهات الطبية المعتمدة بأخذ العينات منهم، وهو ما يؤكد علمهم بنوع المواد المحظورة التي يتناولونها. وتابع: أنا من جهتي أعتبر أن اللاعب الممتنع عن أخذ العينات منه لابد أن يعامل معاملة المتعاطي لأن هذا التهرب له معنى واحد فقط، وهو أنه يتناول مواد محظورة، ويخشى من إثبات ذلك، ومن جهتي صدمت بهذه الأخبار التي حلت علينا مثل «الكابوس»، وأظن أنها ستترك آثاراً متباينة على الرياضيين ولكنها أصبحت واقعا لابد أن نتعامل معه، وأن نطبق المعايير الدولية في دوراتنا التي ننظمها على المستوى الإقليمي، ولابد لرياضيينا أن يعرفوا أن المنشطات مثل خطر الموت، وأن يكونوا على حذر في التعامل معها، مع قناعتي بأن معظم الحالات التي أعلن عنها هي لرياضيين لم يتناولوا تلك المواد المحظورة عن قصد، بل إن جهلهم باللوائح الدولية والتطور الكبير الذي شهده العالم في هذا المجال، هو ما كان سبباً فيما ألم بهم. وطالب عيسى بن راشد كل الاتحادات واللجان الأولمبية العربية بالخروج من مرحلة الدهشة التي تعيشها على وقع هذه الأزمة، والدخول في مرحلة اليقظة في التعامل مع هذه المستجدات وفقا للمعطيات الجديدة، وقال: يجب أن تستفيد كل الأطراف من هذا الدرس القاسي، ولابد أيضا من محاسبة كل المتورطين فيه، فأنا مع سحب الميداليات من الأبطال والبطلات الذين أثبتت الفحوصات إيجابية عيناتهم، حتى نضرب بيد من حديد على أي خروج عن النص في تلك القضية الحساسة. أضاف: أتذكر أنه في أولمبياد كوريا عام 1988 سحبت ميدالية 100 متر من البطل الكندي بيل جونسون وأعطيت للأميركي كارل لويس الذي كان في المركز الثاني وذلك بعد ثبوت تعاطي بيل جونسون للمنشطات، وهو ما يؤكد أن المنشطات عدو قديم كان لابد أن نستوعبه، إلا أننا لا نستفيق إلا متأخرين كالعادة. الدوسري: الرياضي العربي يجهل ثقافة المنشطات أبوظبي (الاتحاد) – أكد عبدالمحسن الدوسري رئيس بعثة الإمارات في دورة الألعاب العربية الأخيرة، أنه سوف يتم اتخاذ اللازم بما يضمن التأكد من صحة نتيجة الفحص الخاص بالرباعة عائشة البلوشي، للحفاظ على حق عائشة، وللعمل على عدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى. وقال: كنا نتمنى أن تخرج مشاركتنا في تلك الدورة بيضاء ناصعة، وبرغم أن إنجازاتنا في الدوحة كانت أفضل من الدورات السابقة إلا أن هذه الواقعة تركت بعض الظلال، ونحن جميعا نتحمل المسؤولية، وليس لدينا شك ولو بنسبة 1 ? أن عائشة تناولت هذه المادة عن قصد، حتى ولو ثبت وجودها في العينة (ب) لأنها نموذج للاعبة الملتزمة، وسوف نتخذ الإجراءات اللازمة للقضاء على تلك الظاهرة تماما من خلال إقامة بعض الدورات والندوات للرياضيين، ونشر ثقافة المنشطات، وتعريف اللاعبين والإداريين والمدربين أنفسهم بالمواد المحظورة، وتعزيز دور الطبيب مع كل فريق للقضاء نهائيا على هذه الآفة المزعجة التي نعتبرها دخيلة على رياضتنا. وتابع: للأسف الشديد فإن الرياضة العربية والرياضيين أنفسهم يجهلون التطورات التي حدثت في قضية المنشطات على المستوى الدولي، ولابد من تضافر كل الجهود حتى لا يتكرر هذا المشهد المؤسف، وسوف نتعاون مع اتحاد رفع الأثقال، واللجنة الأولمبية، واللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات لتحديد المسار الصحيح الذي سنتخذه في قضية عائشة حتى نتأكد مما ورد في العينة (أ)، ونعد من جانبنا كهيئة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية للقضاء على هذا الشبح المزعج. رئيس الاتحاد الفلسطيني لرفع الأثقال: إلى متى يظل الاتحاد العربي في «مقاعد المتفرجين»؟ أبوظبي (الاتحاد)- قال طلعت العجلة رئيس الاتحاد الفلسطيني لرفع الأثقال إنه تلقى رسمياً كتاباً من اللجنة المنظمة لدورة الألعاب العربية بعد انتهاء منافسات البطولة، يفيد بسحب ميدالية الرباع حسام حمادة بعدما تبين وجود نتائج إيجابية في الفحص الذي خضع له. وشكك العجلة في إمكانية تعاطي الرباع الفلسطيني لأية منشطات، قائلاً إنه واثق من عدم تعاطي أي من الرباعين الفلسطينيين للمنشطات، لأسباب عديدة، من بينها ثمنها الباهظ الذي لا يستطيع توفيره الاتحاد ولا اللاعبون، منوها إلى أن الرباع حمادة تناول خلال الفترة الماضية أدوية وعقاقير طبية بسبب تعرضه للإصابة، وأشار إلى أن النتيجة الإيجابية للفحص الذي خضع له الرباع ربما تكون ناتجة عن تلك الأدوية. وقال إن اللجنة الأولمبية الفلسطينية شكلت لجنة تحقيق في هذا الأمر، ستكون مهمتها معرفة أسباب تناول اللاعب لبعض الأدوية دون علم المدرب أو الطبيب في مقر البعثة الفلسطينية بالدوحة، مشدداً على أن اتحاده يرفض بشكل قاطع لجوء أي لاعب لتناول المنشطات. وكان الرباع الفلسطيني حسام حمادة نال الميدالية الفضية في وزن 105 كجم في رفع الأثقال. وتابع: لقد عكّرت آفة المنشطات صفو الدورة العربية التي كانت مميزة بكل المقاييس، ونحن من جانبنا نعرب عن صدمتنا لهذا النبأ، ونعلن استعدادنا لاتخاذ أي قرار من شأنه القضاء على تلك الآفة، ولكن في نفس الوقت تستوقفنا بعض الملاحظات الخاصة بحالات المنشطات، منها أن معظم الحالات التي أعلن عنها تنتمي لاتحادي بناء الأجسام ورفع الأثقال، ونحن نتساءل: هل جرت فحوص طبية على عينات اللاعبين في اللعبات الأخرى بنفس الدرجة من الاهتمام والجدية التي جرت على لاعبي هاتين اللعبتين؟ وهل سيكون للاتحاد العربي للجان الأولمبية العربية دور في التعامل مع هذه الظاهرة الجديدة بما تستحق من اهتمام؟ أم أنه سيبقى في «مقاعد المتفرجين» ليقرر فقط، ويعاقب فقط؟، إجراءات عقابية وأضاف العجلة: إنجازات بعثتنا في دورة الدوحة كانت تاريخية، ونحن سعداء جدا بها، ولكن هذا لن يثنينا عن اتخاذ ما يلزم من إجراءات عقابية ضد أي متورط في هذا الموضوع، ومثلما قدمت الرياضة الفلسطينية نفسها بشكل مشرف في المنافسات، وأثبتت أنها قادرة على أن تسبق بعض الدول العربية رغم الظروف التي نعاني منها، ستحرص على أن تكون في أوائل الدول التي تتعامل بمنتهى الجدية والحذر مع شبح المنشطات المزعج. الأمل في «العينة الثانية» أبوظبي (الاتحاد) – تعكف حالياً اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات بالإمارات على جمع كل المتعلقات الخاصة بقضية اللاعبة عائشة البلوشي، والاستماع لها، من أجل تحديد المسار المناسب الذي سيتخذونه في المرحلة المقبلة، وتتجه النية لإجراء الفحص على العينة الثانية (ب) وهو الأمر الذي ستبنى عليه كل الخطوات القادمة، لأنه في حالة ثبوت صحة العينة (أ) فسوف تطالب اللجنة الأولمبية بتطبيق أقل عقوبة علي اللاعبة باعتبار أن العينة التي ظهرت في فحص عائشة كانت بنسبة ضئيلة جداً، كما أنها ليست مادة منشطة بالمعنى المعروف، وفقاً للمعلومات المبدئية عن المادة التي تناولتها، ولكنها مهدئة، أما في حالة ثبوت خطأ العينة (أ) وبراءة الرباعة عائشة البلوشي فسوف تتم مخاطبة اللجنة المنظمة لاستعادة حق الرباعة ومنحها الميدالية الفضية وفقاً لنصوص اللوائح الدولية والقوانين. العلاج يبدأ بالمواجهة حسن مصطفى: 90% من المتورطين ضحايا الجهل أبوظبي (الاتحاد) ـ أكد الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد أن ما أظهرته نتائج الفحوصات الطبية من تناول عدد من الرياضيين والرياضيات لمواد محظورة، يؤكد أن الاتحادات الرياضية العربية ما زالت غير قادرة على إحكام قبضتها على لاعبيها، وأن العمل في رياضتنا العربية لم يصل بعد إلى المرحلة الاحترافية المطلوبة، وأن ما حدث لا يجب أن يمر مرور الكرام، قبل أن يستوقف الجميع للدراسة والبحث وإيجاد الآليات المناسبة لعدم تكرار ذلك. وقال: ما زالت فرقنا تفتقر إلى خبير التغذية الذي يعمل بالتنسيق مع طبيب الفريق بشكل دائم لتجنب الوقوع في براثن المواد المحظورة، ويجب أن تكون لدى الطبيب قدرة على تطوير نفسه دائما بالاطلاع على آخر المستجدات في هذا الملف لأن المواد المحظورة في تزايد كل فترة، ودائما ما تقوم الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات بإضافة أسماء عقاقير جديدة، من فترة لأخرى، وهو الأمر الذي يستدعي الاطلاع الدائم. وقال: ربما نكون محظوظين بأن أكبر نسبة اكتشاف للمنشطات، حدثت في الدورة العربية، وليس في بطولة عالمية أو دورة أولمبية، ومن هنا فلابد أن تحكم الاتحادات قبضتها على اللاعبين واللاعبات لأنهم ثروة الأوطان، وأنا من جهتي أظن أن نسبة 90% من هؤلاء الرياضيين لم يتناولوا المنشطات عن قصد، وإنما عن جهل، لأنها في كل الأحوال تضر بهم على المدى البعيد، لكنهم في غالب الظن تناولوها عن جهل وهم لا يعرفون أنها مدرجة في القوائم الممنوعة. وطالب رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، اللاعبين واللاعبات الذين أظهرت عيناتهم الأولى إيجابية الفحص، بألا يجعلوا من هذا الموقف دافعا للانسحاب والتراجع، وقال: بالعكس يجب أن يكون حافزا لهم من أجل إثبات ذواتهم من جديد، وأقول لاتحاداتهم. لا يجب أن نستهين بأي تفصيلة من تفصيلات التغذية والأدوية الخاصة بلاعبينا لأن ذلك يعني تكرار الأخطاء، وأقول للمدرب. أنت المسؤول الأول عن اللاعب لأنك الأقرب له دائما، فلابد أن تكون عينك مفتوحة على هذا الملف بشكل دائم، وعليك أن تعمل بشكل يومي مع الطبيب وتراجع معه كل الأمور. وأضاف: مشهد الدوحة الحزين يمكن أن نحوله إلى فرصة للأمل في القضاء على هذا الوباء اللعين للرياضة العربية، والعلاج دائما يكون بالمواجهة، والنقطة المضيئة فيما حدث بألعاب الدوحة أنها أظهرت الوضع مجردا دون تجميل، ووضعت الجميع أمام واقع لابد من التعامل معه. يرى أن «الدوحة» بداية المعركة للقضاء على الوباء حسن المحمدي: معمل سويسرا «شاهد الإثبات» الدوحة (الاتحاد) – يؤكد حسن المحمدي عضو اللجنة المنظمة العليا للدورة العربية أن قطر تتعامل مع واحد من أشهر المعامل الدولية المعتمدة في الكشف عن المنشطات بسويسرا، وأن المنشطات آفة لابد من القضاء عليها في الرياضة العربية، وأن دورة الدوحة يجب أن تكون البداية في التعامل مع هذه الأزمة الخطيرة، وخوض معركة القضاء على هذا الوباء. وقال: نحن نعتمد على الشفافية مع كل الأطراف، ولا يعنينا من هو المتورط ومن هو البريء بقدر ما تعنينا الحقيقة، وأكبر دليل على ذلك أن لاعبينا ورياضيينا في الدورة العربية الأخيرة، خضعوا لكل الفحوصات، مثلهم مثل باقي اللاعبين من كل الدول، وتضمنت القائمة المعلنة من قبل اللجنة الطبية والرقابة على المنشطات 4 حالات قطرية، كانت الأكبر بين الدول المشاركة، وحرمت قطر من ميداليات مهمة، ولكن هذا لا يزعجنا لأننا نضع أقدامنا على الطريق الصحيح، ولابد أن نعاني في البداية قليلاً حتى نستوعب الدرس بشكل عام. أضاف: تعودنا عندما نستضيف حدثا معينا أن نطبق عليه كل المعايير الدولية وفقا لأحدث اللوائح لأننا نبحث عن التطور، وهو الأمر الذي يصطدم أحيانا بالتقاليد ويدخل في صراع معها ولكن الغلبة دائما لمنهج التطور، لأن التغيير هو سمة الحياة. وعن سبب التأخر في سحب ميداليات اللاعبين المعلن عن ثبوت تعاطيهم للمنشطات، قال: للأسف العينات والنتائج ظهرت بعد مغادرة أغلبهم لأن معظم الحالات كانت مرتبطة بلعبتي بناء الأجسام والأثقال، وهذه البطولات تنتهي في يوم واحد، وعلى الأكثر في يومين، وبناء عليه فقد غادر أغلب هؤلاء المعلن عنهم، ولكننا أخطرنا لجانهم الأولمبية وبعثاتهم، وجاري اتخاذ كافة الإجراءات الأخرى، ومن كان حريصا على تحقيق الشفافية في التعامل مع هذه القضية الخطيرة بالتأكيد سوف يكون حريصا على استكمال كافة الإجراءات الأخرى. وعندما سألناه: هل من الممكن أن تكون هناك حالات أخرى، يعلن عنها، بعد مضي فترة طويلة على انتهاء ألعاب الدوحة؟، قال: اللجنة الطبية أخذت العينات من اللاعبين حتى آخر يوم في المنافسات، ومن الوارد أن تكون هناك أسماء أخرى إضافية تضاف إلى قائمة المعاقبين بسحب الميداليات، والكرة هنا في ملعب اللجنة الطبية والرقابة على المنشطات، فإذا صدرت عنها أي لائحة جديدة سوف نكون معنيين بتطبيق ما يرد فيها، ومن جهتنا لا نتمنى أن تكون هناك حالات أخرى حتى لا يزداد المشهد كآبة. واستطرد: سننقل إلى الشقيقة لبنان التي ستنظم النسخة القادمة عام 2015 تجربتنا مع هذا الملف، وسوف نوفر لها كل الدعم المطلوب من أجل دعم مساعيها لإنجاح الدورة المقبلة، وقد التقينا مسؤوليها وتحدثنا معهم عن كل الأمور، ووجدنا منهم استعدادا كاملا لاستضافة حدث عربي مميز، نتمنى أن يكون خاليا من هذا الوباء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©