الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المملكة ليست متحدة خلف إنجلترا في كأس العالم!

10 يوليو 2018 21:34
أدنبرة (أ ف ب) تتألف المملكة المتحدة من إنجلترا وويلز واسكتلندا وآيرلندا الشمالية، إلا أن كرة القدم فيها أبعد ما تكون عن الاتحاد، واقع لا يغيره شيء، ولا حتى بلوغ المنتخب الإنجليزي نصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاماً. دائماً ما يردد مشجعو كرة القدم في الدول الثلاث عبارة «أي كان ما عدا إنجلترا»، في إشارة لتفضيلهم فوز أي منتخب على الإنجليز. وبعكس دورات الألعاب الأولمبية التي تشارك فيها المملكة بفريق موحد، يشارك منتخب منفصل لكل من الدول الأربع في بطولات كرة القدم والركبي. وتعد إنجلترا القوة المهيمنة في بريطانيا في ما يتعلق بكرة القدم: منها يتحدر أفضل اللاعبين، وفيها يقام الدوري الممتاز الذي يعد من الأبرز في العالم، حققت أفضل النتائج، وتحظى بموارد لا تقارن بما يستطيع جيرانها إنفاقه. المفارقة أن مشاعر التنافس وحتى البغض الكروي بين مواطني الدول الثلاثة من جهة، وإنجلترا من جهة، لا تختف في المواعيد الكبرى. قبل أعوام، أثار لاعب كرة التنس الإسكتلندي أندي موراي، المصنف أول عالمياً سابقاً، عاصفة من الانتقادات الإنجليزية عندما قال إنه سيشجع أي منتخب «ما عدا إنجلترا»، في مونديال ألمانيا 2006. سياسيا، سعت اسكتلندا للتخفيف من حدة النفور هذه السنة. ونشرت رئيسة الوزراء نيكولا ستورجن صورة لها وهي تحمل نسخة عن كأس العالم مرفقة بتعليق «لقد عادت إلى المنزل.. حسناً، على الأقل في إمكاننا أن نحلم!». كما تعهد النائب في البرلمان البريطاني الإسكتلندي إيان بلاكفورد بتقديم «أحر التهاني» لإنجلترا في حال تتويجها بلقب ثانٍ في تاريخها بعد 1966. يخفي التنافس الرياضي خلفه تجاذباً سياسياً ومرارة كبيرين. الأسبوع الماضي، دخلت مؤلفة سلسلة «هاري بوتر» ج.ك. رولينج المولودة في إنجلترا والمقيمة في العاصمة الاسكتلندية ادنبره، في نقاش حاد عبر «تويتر» مع صحفي اتهمته بـ «التعصب» على خلفية تعليقات مناهضة للإنجليز. ولا تزال ثائرة الاسكتلنديين تثور كلما تم التطرق إلى موضوع إحراز إنجلترا لقب كأس العالم 1966 على أرضها، وهو لقبها الوحيد في كرة القدم... الأكيد أن لقباً جديداً بعد عقود الانتظار لن يسهم في تهدئة النفوس. ويعتبر الاسكتلنديون أن أبرز إنجاز في كرة القدم كان فوز منتخب بلادهم على إنجلترا 3-2 في عام 1967، أي عندما كان «الأسود الثلاثة» أبطالاً للعالم في اللعبة التي ولدت في بلادهم. وذهب معلقون من المملكة المتحدة إلى حد اعتبار أن بغض سكان الدول الثلاث للمنتخب الإنجليزي، يعود إلى «عدم توازن هيكلي» في بنية المملكة. وكتبت المعلقة كارولاين ليكي في صحيفة «ذا ناشونال» الإسكتلندية المؤيدة للاستقلال عن المملكة المتحدة، «أمتعض بعض الشيء عندما يحاول الناس بشكل يائس أن يظهروا بمظهر المتسامحين والمنفتحين، ويطلبون من الجميع أن يظهروا أيضاً أنهم منفتحون وناضجون من خلال دعم إنجلترا». وأضافت: الأربعاء سأشجع، بتحد، كرواتيا الصغيرة ضد إنجلترا الجبارة. في ويلز، ازدادت المشاعر المناهضة للمنتخب الإنجليزي عندما قام مجهولون برسم علمه الأبيض والأحمر في بعض الأماكن والطرق، قبيل مباراة الدور ربع النهائي ضد السويد «2- صفر» السبت الماضي. وقال الويلزي إيليس أنويل «22 عاماً» الذي رفع في منزله علم كل منتخب واجه المنتخب الإنجليزي منذ بداية كأس العالم «أصدقائي يعتبرون أن الأمر مضحك، إلا أنني تلقيت بعض الرسائل من الناس بشأن ذلك». واضطرت إذاعة «بي بي سي راديو ويلز» التابعة لشبكة الإذاعة البريطانية إلى إلغاء «تغريدة» عبر حسابها على موقع «تويتر» سألت فيها «هل كلنا إنجليز الآن؟» مع تأهل إنجلترا إلى الدور ربع النهائي، وأتى الرد الأكثر تعبيراً على هذه التغريدة من الاتحاد الويلزي «نحن لا نزال ويلزيين، وأنتم؟». وسارع حساب الإذاعة إلى إلغاء «التغريدة»، مشيراً إلى أنها كانت «خاطئة». كما واجهت إحدى إذاعات «بي بي سي» في إيرلندا الشمالية انتقادات بعدما قام مذيعها ستيفن نولان بالتغريد عبر «تويتر»، لم أشعر سابقاً بأنني إنجليزي أكثر من الآن، ليرد عليه أكثر من 200 متابع بعبارات لم تخل من السلبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©