وليد فاروق (دبي)
لم يتسن للاعبي منتخب كرواتيا الحاليين أن شاهدوا منتخب بلادهم يفوز على منافسهم الإنجليزي إلا من 10 سنوات، وتحديداً عام 2008 في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية، حيث فاز «الناريون» مرتين أيضا في الأولى بهدفين نظيفين، وفي الثانية 3-2، ووقتها كان معظم لاعبي الفريق الحالي أطفالاً.
رغم أن مواجهة اليوم بين منتخبا إنجلترا وكرواتيا في نصف نهائي كأس العالم «روسيا 2018» هي الأولى التي تجمعهما في تاريخ نهائيات المونديال، إلا أنها ليست الأولى في تاريخ مواجهتهما معاً بصفة عامة، حيث سبق وأن التقى المنتخبان 7 مرات، سواء في مشوار التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم، أو المؤهلة إلى كأس الأمم الأوروبية، وكذلك نهائيات أمم أوروبا نفسها.
وتميل كفة المواجهات السابقة لمصلحة منتخب «الأسود الثلاثة» الإنجليزي، حيث سبق لها وأن فاز في 4 مباريات، في حين فاز «الناريون»، وهو لقب منتخب كرواتيا في 3 مواجهات، ولم تنته أي مباراة بينهما بالتعادل، وأن كان المنتخب الإنجليزي يتفوق أكثر بفضل انتصاراته الثقيلة على منافسه، حيث فاز في آخر مواجهتين تحديدا في مشوار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا 4-1 ذهابا في كرواتيا (سبتمبر 2008)، و5-1 إيابا في لقاء الإياب في انجلترا (سبتمبر 2009)، أي أنه سجل في آخر مباراتين رسميتين 9 أهداف بشباك المنتخب الكرواتي.
وربما هذا ما دفع نجم منتخب كرواتيا إيفان راكيتيتش (30 عاما)، لتمني التأهل إلى نهائي كأس العالم 2018، وذلك من أجل التفوق على إنجاز الجيل الذهبي لمنتخب بلاده في مونديال فرنسا 1998، حينما بلغ رفاق دافور سوكر المربع الذهبي قبل أن يخسروا أمام البلد المنظم، ونشر لنفسه صورة قديمة من نحو20 عاما عندما كان يبلغ من العمر أقل من 10 سنوات، وهو يرتدي الزي الرسمي للنادي المحلي في موهلينو، وعلق عليها «في هذه التوقيت بدأ كل شيء والآن، سنذهب من أجل كرواتيا».
وقال راكيتيتش الذي سجل الركلة الترجيحية الأخيرة ضد روسيا:«كأس العالم هي أكبر البطولات، نود لو أن هناك كأس عالم كل عام، الآن سنستمتع بهذا الإنجاز في غرفة الملابس..
في كرواتيا الشعب أصابه الجنون، الدعم في الوطن لا يصدق ونريد الاستمرار بالنجاح».
وتابع: «أعتقد أننا نستحق العبور للدور القادم بعد كل شيء قدمناه، بالنسبة لبلد مثل كرواتيا، أن تكون ضمن أفضل 4 في العالم أمرٌ مُثير للإعجاب..
نأمل أن نتمكن من تجاوز إنجاز منتخب 98، سوكر يعلم بالفعل أن لاعبي جيله هم أبطال بالنسبة لنا».
وفي المقابل، فإن طموح «الأسود الثلاثة» لا يقل حماسة عن منافسيهم، بل بالعكس، فأنهم يأملون في مواصلة تفوقهم على الكروات، ومواصلة المسيرة من أجل استعادة لقب المونديال إعادته إلى موطنه الأصلي في انجلترا، حيث يحلم هاري كين قائد المنتخب الإنجليزي بتكرار أهم لقطة مضيئة في تاريخ بلاده عندما رفع قائد «الأسود الثلاثة» بوبي مور كأس العالم في نسخة 1966 بعد الفوز في المباراة النهائية على منتخب ألمانيا الغربية.
وبالتال،ي فإن الإنجليز يرون أن حلم كرواتيا، سيبدده «واقع» أنهم الأحق بالتتويج باللقب بعد غياب 52 عاما، ولن يحول شيء عن تكرار هذا الواقع.
ورغم أن هاري كين يعد من أصغر اللاعبين في العالم الذين ارتدوا شارة القيادة في منتخباتهم، إذ يبلغ 24 عاماً، إلا أن مسؤولاً سابقاً في أكاديمية أرسنال الإنجليزية، كان قد كشف عن أن النادي استغنى عن خدمات هاري كين، وهو في الثامنة من عمره لأنه كان طفلاً بديناً، ولا يتمتع بمقومات جسدية رياضية.
وفي تصريحاته، عبر كين عن طموحات منتخب بلاده المتطلعة لتحقيق اللقب، وقال :«نحن على بعد خطوة واحدة من خوض أكبر مباراة ممكنة، قلنا إننا نريد أن نكتب تاريخنا الخاص، نأمل أن نتمكن من الذهاب أبعد مما وصلنا إليه في 1990 ولعب المباراة النهائية».وتابع: «كان لدينا الإحساس بعدم الرغبة في العودة إلى المنزل، لا نريد أن نغادر، نريد أن نكون هنا حتى النهاية، نحن الآن على بعد خطوة ولم ننته، الجميع يريد أن ينهي المهمة التي بدأناها».
عدد اليوم
