زلاتكو.. رجل المواقف الصعبة

أنور إبراهيم (القاهرة) لم يسبق له أن خاض أي مباراة مع المنتخب الكرواتي، كما استهل مسيرته التدريبية مع فارتيكس فارازدين الذي لعب له في الماضي. ولكن لاعب الوسط المدافع السابق زلاتكو داليتش «51 عاماً» رجل يتسم بالهدوء لديه رؤية وصاحب قرار وتظهر بصماته في المواقف الصعبة، ونجح فيما فشل فيه كثيرون، وقاد المنتخب الكرواتي إلى المربع الذهبي في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، لتكون المرة الثانية فقط للفريق التي يبلغ فيها المربع الذهبي بالمونديال. وسبق لزلاتكو أن عمل بالتدريب في كل من ألبانيا والسعودية والإمارات، قبل أن يستدعى لخلافة آنتي كاسيتش في تدريب المنتخب الكرواتي، وكان هذا في أكتوبر الماضي فيما بدا كأنه تصرف يائس متهور من الاتحاد الكرواتي للعبة. ولكن زلاتكو اختتم مسيرة الفريق في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال الروسي بنجاح، حيث حقق الفوز في المباراة الأخيرة بالتصفيات ليقود الفريق إلى الملحق الأوروبي الفاصل الذي فاز فيه على المنتخب اليوناني. ولم يخش زلاتكو التصرف بشكل حاسم، كما نال الكثير من الدعم والمساندة، عندما قرر ترحيل المهاجم نيكولا كالينيتش عائداً إلى كرواتيا، بعد رفض اللاعب المشاركة بديلاً في المباراة أمام نيجيريا بالدور الأول للمونديال الحالي، متعللاً بإصابة في الظهر. اعترف زلاتكو بأن منتخب إنجلترا الذي يواجهه اليوم في نصف نهائي مونديال روسيا، منافس صعب جداً، لما يضمه من نجوم على درجة كبيرة من الخطورة والسرعة والمهارة والحيوية، بحكم انخفاض متوسط أعمارهم، الأمر الذي يمنحه ميزة، خاصة أنهم لم يلعبوا وقتاً إضافياً من شوطين أو ركلات ترجيح، وفازوا بسهولة على السويد. وقال زلاتكو خلال مؤتمر صحفي، نقل موقع «جول» العالمي مقتطفات منه: «نحن نحترم هذا المنتخب كثيراً، ولكننا في الوقت نفسه نثق في أنفسنا وقدراتنا وإمكاناتنا، ولا نخشى أحداً». وأشار المدرب الكرواتي إلى الفوارق الكبيرة في الإمكانات بين منتخب بلاده و«الأسود الثلاثة»، وقال: «إنه لا وجه للمقارنة بين إنجلترا ودولة صغيرة مثل كرواتيا، وإنجلترا بها الدوري الإنجليزي «البريميرليج» الأقوى في العالم، ولا يقارن بدورينا المحلي، ولم يكن أحد يتوقع وصولنا إلى هذه المرحلة من البطولة، ولكننا وصلنا إليها، ونستحق ذلك، في الوقت الذي فشلت فيه منتخبات عريقة، وخرجت من الدور الأول مثل ألمانيا وإسبانيا والبرتغال، أو من الأدوار التالية مثل الأرجنتين والبرازيل، وهم الآن يقضون إجازاتهم الصيفية على الشواطئ». ومن الناحية الفنية والتكتيكية، يرى زلاتكو أن مواجهة إنجلترا أفضل كثيراً من مواجهة المنتخبات ذات الميول الدفاعية، مثل آيسلندا والدنمارك وروسيا، وإن ذلك قد يسمح للاعبيه بحرية أكبر في التحرك وإيجاد المساحات. وأشاد زلاتكو بلاعبي منتخب بلاده، وخص بالإطراء والمديح نجمي خط الوسط لوكا مودريتش وراكيتيتش، واعتبرهما أفضل لاعبي الوسط في العالم حالياً. ولم يخف المدير الفني الكرواتي قلقه بعد المجهود الكبير الذي بذله اللاعبون خلال آخر مباراتين، واللتين استمرتا 120 دقيقة، بخلاف ركلات الترجيح، وما ترتب على ذلك من معاناة بعض اللاعبين من مشاكل عضلية وإجهاد، مشيراً إلى أنه قد يضطر إلى إدخال بعض التعديلات على التشكيلة الأساسية، ولن يشرك سوى اللاعب الجاهز. وعن رأيه في منتخب إنجلترا ونجومه، قال: «الأسود الثلاثة» يلعبون كرة سهلة وسريعة ومباشرة، ويجيدون في الكرات الثابتة، وخطورتهم واضحة داخل منطقة الجزاء، بفضل وجود مهاجمين يجيدون التصرف داخلها، مثل هاري كين وديلي آلي ورحيم ستيرلينج، وبعض المدافعين أيضاً. وقال: «لا أرى أي نقاط ضعف في المنتخب الإنجليزي، واعترف بأن رحيم ستيرلينج هو أكثر المهاجمين الذين يخشاهم في هذا المنتخب، لتميزه بالسرعة، والقدرة على المراوغة، وتسجيل الأهداف».