أنور إبراهيم (القاهرة)
لم يشارك في مونديال روسيا مديراً فنياً، ورغم ذلك ظهرت بصمته واضحة على عدد من النجوم الذين يشاركون في البطولة، ولم يتوقف الحديث عنه وعن دوره المؤثر في مباريات الدور قبل النهائي للبطولة من جانب المحللين والمعلقين الرياضيين في وسائل الإعلام الأوروبية التي تتابع المونديال، والسبب أنه نال شرف تدريب 9 لاعبين من النجوم الذين شاركوا منتخبات بلادهم في المربع الذهبي.
هو الأرجنتيني ماوريشيو بوكيتينو المدير الفني لفريق توتنهام هوتسبير الإنجليزي، والذي خصصت شبكة «راديو مونت كارلو سبورت»، تقريراً للحديث عن دوره وتأثيره غير المباشر على مباريات الدور قبل النهائي للمونديال، وقالت إن هذا المدرب الكفء الذي ما زال يبحث عن الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي «البريميرليج» أو دوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونزليج»، له أياد بيضاء على هذا المونديال الروسي، من خلال النجوم الذين تدربوا على يديه في توتنهام، ويتألقون حالياً مع منتخبات بلادهم، وهؤلاء اللاعبون التسعة موزعون على 3 منتخبات من المنتخبات الأربعة التي صعدت إلى نصف النهائي، حيث ضم منتخب إنجلترا خمسة لاعبين هم هاري كين وديلي آلي وإيريك داير وكيريان تربييه وداني روس، بينما ضم منتخب بلجيكا ثلاثة لاعبين هم يان فيرتونجين وتوبي ألديرفايرلد وموسى ديمبلي، واللاعب التاسع هو هوجو لوريس حارس منتخب «الديوك» الفرنسية.
ومعظم هؤلاء اللاعبين كانوا أساسيين مع بوكيتينو في الموسم المنقضي، ويقول التقرير إن منتخب كرواتيا هو الوحيد الذي قاوم سحر توتنهام ومديره الفني بوكيتينو، إذ لا يوجد به أي لاعب من «السبيرز»، وإنْ كان لوكا مودريتش نجم ريال مدريد الحالي وساحر الكرة الكرواتية، سبق له اللعب لتوتنهام هوتسبير قبل انضمامه إلى صفوف النادي الملكي.
وتابع التقرير: هذا المدرب الأرجنتيني يعيش أسعد أيام حياته، وهو يرى 9 من لاعبي فريقه، وقد وصلوا إلى الدور نصف النهائي مع منتخبات بلادهم.
وقالت الشبكة في ختام تقريرها إن المنتخبين الإنجليزي والبلجيكي هما أكثر منتخبين استفادا من العمل الرائع الذي يقوم به هذا المدرب الذي يفضل دائماً - بهدوئه المعتاد - العمل في صمت، رغم أنه كان له دور كبير في صناعة عدد لا بأس به من نجوم إنجلترا، وفي مقدمتهم هاري كين الذي أصبح «سوبر ستار» تحت قيادته، وكذلك ديلي آلي الذي أصبح بدوره واحداً من أفضل المواهب الشابة في «القارة العجوز».
وفي السياق نفسه، تساءلت صحيفة «ديلي تلجراف»، عما إذا كان الأمر محض صدفة أن يكون هذا النادي الإنجليزي الذي احتل المركز الثالث في «البريميرليج» هذا الموسم، هو الأكثر تمثيلاً بين الأندية الإنجليزية في الدور نصف النهائي لمونديال روسيا، وأجابت الصحيفة بنفسها على التساؤل، بقولها إن وجود منتخب إنجلترا في هذا الدور يفسر أولاً وجود مثل هذا العدد من اللاعبين، فضلاً عن أنه من النادر أن يضم منتخب «الأسود الثلاثة» مثل هذا العدد من اللاعبين من نادٍ واحد في «البريميرليج»، وخلصت الصحيفة إلى القول إن الأرجنتيني ماوريشيو بوكيتينو هو المدرب الأكثر تأثيراً في كأس العالم، إذا ما أضفنا بقية نجوم توتنهام الذين شاركوا منتخبات بلادهم في المونديال، مثل الدنماركي كريستيان إريكسين، والياباني هيونج - مين سون.
وأضافت الصحيفة قائلة: ما من شك في إن بوكيتينو يستحق هذا التقدير، وهو الذي لم يتردد في مد عقده مع نادي توتنهام، وفضل البقاء مع هذه النخبة من اللاعبين الممتازين، رغم أنه كان مطلوباً بشدة في ريال مدريد، خاصة بعد رحيل زين الدين زيدان، وأيضاً في باريس سان جيرمان بعد رحيل أوناي إيمري.
وتابعت الصحيفة أن بوكيتينو استطاع أن يشكل مجموعة منسجمة وقوية جداً، وتمارس كرة قدم جيدة بين أفضل أندية الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، كما أنه يتمتع بقدرة فائقة على صناعة المواهب الشابة، وصقلها وتعويدها على تحمل المسؤولية مبكراً.
عدد اليوم
