تمثل المجلات الإلكترونية اليوم نقلة نوعية في الصحافة المكتوبة مع تزايد الاعتماد على الإنترنت كوسيلة إعلامية مهمة، إلى جانب الوسائل الإعلامية التقليدية. وقد أدى الإقبال الكبير على الإنترنت إلى ظهور ما يسمى بالصحف والمجلات الإلكترونية، وهي نوعية، أما تلك الصحف والمجلات التي تنشر صفحاتها بالكامل على الإنترنت كما تستخدم أحدث التقنيات التي تربط بين الصوت والصورة، وسرعة نقل وتحديث الخبر، أو أن تكون المجلة فقط إلكترونية غير مطبوعة، الأمر الذي جذب العديد من مستخدمي الإنترنت إلى هذا النوع من الصحف، بالإضافة للمساحة الكبيرة للنشر التي تقدمها بعكس الصحف التقليدية التي لها صفحات ومواقيت نشر محددة.
وتنبهت بعض الصحف الورقية إلى أهمية الإنترنت كوسيلة إعلامية، فأنشأت لنفسها مواقع على شبكة المعلومات الدولية لتجذب بعض الشرائح التي قد لا تقبل على قراءة الصحف التقليدية، مثل شريحة الشباب.
ونتيجة لانتشار الصحافة والمجلات الإلكترونية نشأت العديد من الصفحات الإلكترونية، سواء للجهات أو للأشخاص أو للمؤسسات الإعلامية لاستثمار ميزات العمل الإلكتروني غير المكلف، وسط إقبال كبير من الشباب.
وهذا التطور فعلاً نسف النظرية الإعلامية القديمة أن الإعلام حول العالم إلى قرية، بل الإعلام الإلكتروني جعل أخبار العالم تحت إصبعكم بضغطة زر.
من العوامل المشجعة لهذا النوع من الصحافة الإقبال الكبير على الهواتف الذكية التي سهلت على كثيرين الاتصال بالإنترنت، فأصبح ليس مستغرباً رؤية أحد الأشخاص يجلس في أي مكان عام، كالمقاهي أوالفنادق أوالمطارات أو... غيرها ينجز أعماله، أو يتصفح المواقع أوالصحف أو المجلات الإلكترونية بدلاً من تصفحه لكتاب أو صحيفة ورقية.
ومما لاشك فيه أن اتجاه الدول تدريجياً لاعتماد نظام الحكومة الإلكترونية سيؤدي أيضاً إلى زيادة أعداد مستخدمي الإنترنت لإنجاز معاملاتهم الحكومية، وبالتالي حاجتهم لوسائل إعلامية تكون على مستوى الحدث، بحيث تتابع القوانين واللوائح والتعليمات التي تضعها الحكومة فتقوم بنشرها وتفسيرها وتوضيحها للناس فتساهم بدورها بزيادة الوعي في المجتمع.
عبدالرحمن البستكي
عدد اليوم
