الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نصير شمة: بالثقافة نتخلص من التطرف

نصير شمة: بالثقافة نتخلص من التطرف
10 يوليو 2018 23:31
فاطمة عطفة (أبوظبي) يؤكد الفنان العراقي نصير شمة، المشرف على بيت العود في أبوظبي، والذي تم افتتاحه في العام 2007، إيمانه بالموسيقا، وبالثقافة عموماً، في توفير قاعدة نفسية تستطيع الشعوب الانطلاق منها لمعالجة قضاياها. وبقدر ما تبدو الموسيقا، خصوصاً آلة العود، هي الشغل الشاغل لنصير شمة، لكن إيمانه بارتباط الفنون مع بعضها البعض، وبتأثيرها وتأثرها بقضايا المجتمع، يدفعه إلى ترجمة قناعاته الموسيقية إلى أفعال، ومن هنا يأتي إشرافه على مدرسة بيت العود العربي في القاهرة، وفي قسطنطينة الجزائرية، وفي مكتبة الإسكندرية، بالإضافة إلى عروضه التي لا تنقطع في المدن العربية والعالمية. حول الموسيقا، وآلة العود، وتداخل الفنون، تحدث نصير شمة لـ «الاتحاد»، شارحاً آراءه في العديد من القضايا. كانت البداية مع الموسيقا، ومن بيت العود الذي أنشأته دائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي منذ عشر سنوات، وقد أغنى المنطقة بما يقدمه من علوم الموسيقا القديمة والحديثة، وما يدرسه للطلاب الذين تخرجوا منه وأصبحوا عازفين لهم بصمتهم. يقول شمة: أبوظبي منذ نشأة الاتحاد عرفت باهتمامها بالثقافة والفنون، وأول صرح أسسته هو «المجمع الثقافي». ومن ذلك الوقت وهي تستقطب المثقفين والمفكرين والمؤتمرات، وبهذا أعطت أبوظبي صورة خاصة للثقافة مرتبطة بالعاصمة. وعن إنجازات بيت العود أوضح: لقد نجحنا في هذه السنوات، ونرى أن طلبة بيت العود بأبوظبي عندما يشاركون في مسابقات يحصلون على الجوائز الأولى والثانية، سواء في القاهرة أو والجزائر أو وتركيا وغيرها. وأذكر أن أول مواطن خريج من بيت العود، علي عبيد، يترأس الآن كلية الفنون بإمارة الفجيرة التي انطلقت عام 2017، وكذلك فيصل الساري الذي أسّس «كورال الإمارات»، وهناك خريج ثالث بدأ يشق طريقه في عالم الفن، وباقي الطلبة الذين لم يكملوا السنتين أصبح عندهم وجود وحضور. إن عدد المواطنين الذين يتعلمون الموسيقا أصبح أكثر من الوافدين، وهذه ظاهرة بدأت تنمو بشكل صحيح، وأصبح الآن الكثير من الشباب المواطنين والمواطنات يتعلمون على آلة العود والقانون والغناء، إضافة إلى الآلات الأخرى، كما أننا افتتحنا ورشة لصناعة العود بعد أن طوّرناها، والهدف أن بيت العود أصبح مركزاً إقليمياً لدول الخليج وللمقيمين فيه. وحول ارتباط الفنون مع بعضها، وكيف ينظر الفنان شمة إلى متحف اللوفر أبوظبي، يقول: هذه خطوة ذكية جداً قامت بها أبوظبي، والمتحف أعطى قوة للوجود الثقافي والحضاري لأبوظبي وللإمارات، وهذه سابقة مهمة جداً. وعن استراتيجية أبوظبي حول القراءة واستجابة المجتمع لهذا المشروع، قال: سؤالك يذكرني بحادثة حصلت في فرنسا. لاحظوا أن حضور الجيل الجديد انحسر بالنسبة للأوبرا، وهي فن عظيم بالنسبة للغرب. ففكروا أنه بعد عشر سنين لن يكون هناك جمهور أوبرا. وبعد الدراسة، وجد الفرنسيون أن الحل في أن يعملوا عروضاً في الشارع ويستبدلوا ارتداء اللباس الرسمي المعروف عند تقديم فن الأوبرا بالجينز، وأخذوا الأوبرا للشوارع والمدارس، وعملوا برنامجاً خاصاً للأطفال. هكذا أعادوا حضور الناس إلى الأوبرا. علماء الاجتماع حددوا المشكلة ووضعوا الحلول. وحتى تخلص المجتمعات من التطرف ونربح الأجيال علينا بالثقافة. مشكلة العالم العربي تكمن في الثقافة والتعليم. التعصب والتطرف، لا يواجه فقط بقرار أو ميزانية، وإنما يحتاج رؤية تبدأ من الحضانة ورياض الأطفال حتى نربح جيلاً واعياً بعد 15 سنة. وعن عام زايد الذي تحتفل به الإمارات يؤكد الفنان شمة: ذكر المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه» موجود في كل مكان بالعالم، وليس في البلاد العربية أو الإمارات فقط، حيث علّم الجميع مبدأ التسامح، مبدأ قبول الآخر، علمهم مبدأ المحافظة على البيئة، هو ابن بيئته، وقد أعطاه الله سبحانه وتعالى قدرة على أن يكون ملهماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©