الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لقاء المركز التجاري ·· والقرار الصعب!

لقاء المركز التجاري ·· والقرار الصعب!
9 فبراير 2009 00:24
المشكلة.. التقينا مرات كثيرة بحكم طبيعة العمل المشترك بيني وبين ذلك الشاب الطموح، الناجح في عمله، والمتميز في علاقاته الإنسانية والاجتماعية، وجاذبيته واعتداده بنفسه، مما يؤهله بأن يكون حلما لأي فتاة، واستمرت لقاءاتنا في إطار العمل، ومن خلال المناسبات المختلفة التي جمعتني به لمدة طويلة، ولم يكن يعلم أنني''مخطوبة'' لشخص آخر، وفي الوقت الذي أعجبت بشخصية ذلك الشاب، أجزم بأن عاطفتي تجاهه لم تتعد حدود ذلك، فإنني لم أجد فيه ما يعيبه سلوكاً وخلقا، عرفت بعد ذلك أنه أحبني كثيرا، وأنه يضعني تحت مجهره، وينتظر الفرصة المناسبة ليتقدم لخطبتي، وعندما قرر ذلك، كانت المفاجأة الصعبة له أنني انتظر الزفاف من خطيبي، واعتذرت له بلباقة، واتفقنا أن نكون إخوة وأصدقاء، وتمنى كل منا للآخر التوفيق في حياته· مرت الأيام، وفقدت زوجي في ظروف مأساوية أثر حادث سير مروع، وكنت قد أنجبت منه بنتا جميلة، هي هبة الله لي في هذه الدنيا، وكرست حياتي لتربيتها ورعايتها، إلى جانب مسؤوليتي تجاه أسرتي التي تعاني ظروفا اجتماعية صعبة· جئت إلى هنا والتحقت بعمل جيد، وأحضرت والدتي وشقيقتي للإقامة معي، وأحمد الله على هذه النعمة كثيراً· منذ حوالي أربعة أشهر، إصطحبت إبنتي، وأخذت أتجول بها في أحد المراكز التجارية، وإذا بي أجد نفسي وجها لوجه أمام ذلك الشاب الذي كدت أن أنساه تقريبا، وقد تكون صورته محيت من خيالي تماما، ولم أكن قد تذكرته أو طاف بخيالي منذ سنوات، والتفت بي الأرض، ولم أصدق نفسي، ووجدت نفسي كالطفلة التي وجدت أمها أو أبيها بعد توهان وسط الزحام، لعل إحساسي وقتها كان طبيعيا وغير مصطنعا، ولم تكن فرحتي ليس إلا تعبيرا عن افتقاد الأهل والوطن والأصدقاء والأحباب، وهو أظن كان كذلك· تبادلنا ما فعلته بنا الأيام من مفارقات وأحداث منذ آخر مرة رأيته فيها، وعرفت أنه جاء إلى هنا مع أسرته أيضاً، وعرض علي أن يقدمني اليهم والى زوجته وأطفاله، وأن نتبادل الزيارات الاجتماعية· أمهلت نفسي بعضا من الوقت ولا أعرف لماذا، لكنني وافقت، وقاموا بزيارتنا، وكثيرا ما تكررت اللقاءات الاجتماعية بيننا، وحدث نوع من التقارب والود والصداقة والألفة التي عادة ما تصنعها الغربة، والظروف، والآلام المشتركة· بعد فترة وجيزة، شعرت بأنه يقلب في أوراق الماضي، ومن ثم ذكرني بعرضه ذات يوم الزواج مني، وحاولت التهرب بلباقة، وأكدت عليه ألا يذكر ذلك لزوجته حتى لا يحدث أي نوع من الحساسية بيننا بعد أن أصبحنا صديقتين حميمتين· إطلع على أحوالي يوما بعد يوم، وأصبح قريبا مني، وحاولت أن أدفن أي مشاعر كانت قد اختفت إلى الأبد، إلا انه صارحني برغبته مجددا للزواج مني، وأن ذلك لن يؤثر على حياته أو على أسرته، بل أكد عزمه على الوقوف بجانبي، والمشاركة في مسؤولية رعاية ابنتي، وأسرتي، وأنه يعد هذا الموقف جزءا من واجباته، وأن إعجابه بي، وقناعته ليست وليدة اليوم، ولكنها قديمة، وأن الله أراد لنا أن نلتقي لتنفيذ إرادة القدر بالزواج والارتباط الذي حرمته علينا الظروف· بصراحة فكرت كثيرا في الأمر، ولو لم تكن زوجته وأطفاله لقبلت على الفور دون تفكير، فإنني أعرفه حق المعرفة، ولا يحتاج الأمر إلى دراسة أو سؤال أو اختبار أو أي شيء من هذا القبيل· المشكلة الآن·· زوجته وأسرته، وأراه عازما على تنفيذ رغبته، وفي كل مرة يتصل بي عبر الهاتف، أو عندما تسنح الظروف بالحديث بعيدا عن زوجته، يعرب عن رغبته في مصارحتها بتفاصيل القصة، وأجد الخجل يملأني عندما أرى صديقتي ''زوجته'' وأذوب خوفا إن صح القول عندما أتخيل أنها تعرف تفاصيل ما يجري، أو أنه يريد الزواج مني، إنني في حيرة من أمري، وبالفعل افتقد القدرة على اتخاذ القرار المناسب والسليم، وأرجو المساعدة وإعانتي على تجاوز هذه المشكلة· خلود· ع الحل غريبة هي الأقدار، وغريبة هي الأيام، وكثيرا ما نرى من أحداث تتشابه في كثير من فصولها بأكثر الأفلام السينمائية إثارة، وتشويقا·· لكن أيضا·· ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فبالأمس كانت الظروف مهيأة، ولكن خطوبتك وارتباطك بزوجك السابق حال دون تحقيق ما تخشينه اليوم، وكانت السنون والأيام التي أسقطت هذا الإعجاب، وهذه الرغبة من طرفه من الحساب والذاكرة، ثم يشاء القدر أن يضعكما وجها لوجه، ليكون الاختبار الحقيقي لكما في كيفية اتخاذ القرار، وقد تغيرت كل المعطيات والظروف والحسابات· لا شك أنك تميلين إلى هذا الزواج، فإعجابك وقناعتك بهذا الشخص واضحة ولا غموض فيها، وقد يكون الحرمان، والغربة، والآلام، والنهاية التي لم تحدث قبل عشر سنوات، والظروف التي تمرين بها، جعلت من ''ديناميكية'' المشاعر أن تدفعك من الداخل للقبول ليتوج صبرك، وتحملك سنوات المعاناة بعد فقدان الزوج· هو·· كان شجاعا، وأعرب عن رغبته بصراحة دون لف أو دوران، وأعرب عن عزمه مفاتحة ومكاشفة زوجته دون تردد، وظروفه هو أدرى بها، وسواء إذا كانت هذه الرغبة رجوعا الى حب افتقده، أو إعجاباً توارى من بين يديه لظروفك القديمة، أو انه إحساس لقاء الحب المفقود، أو نعتبره تجاوزا - وقد يكون- إشفاقا، وتضامنا مع ظروفك، وحتى إن كان كذلك، فإن رغبته القديمة، وصدقة، يشفع له كل ذلك· إنني لا أدفعك إلى هذا الزواج، لكنني بالطبع لا أرفضه، فلن يكون ''صديقنا'' أول من تزوج للمرة الثانية ولن يكون الأخير، وإنما أقرأ حساسيتك ورهافة مشاعرك وصدقك مع زوجته، وهي مشاعر كريمة وايجابية بلا شك، والأهم منها أنني استشعر خشيتك في أن تعقدي سعادتك على حساب الآخرين·· وهذا هو الأهم· إذا كان بامكانك الاستمرار على ما أنت فيه، واقتلاع هذا الخاطر من عقلك وكيانك تماما ودون تردد حتى لا تنزلقي بنفسك الى خانة أظن أنك بعيدة عنها، فليكن كذلك اليوم وليس غدا·· أما إذا كنت تنظرين إلى الأمر ''بعين في الجنة، وعين في النار''، لن أوافقك على ذلك، لأن في ذلك معنى آخر، وستجلبين على نفسك المشاكل، وعليه أيضا ، وستبلغان نقطة يصعب فيها أي كلام وأي إصلاح· ناقشيه تفصيليا في كل جانب، ومدى تقبل زوجته للأمر، وانعكاس هذا الزواج على أطفاله، وكيف يتصدر هو مستقبل أسرته في ظل هذا الزواج ونتائجه دون أن يخل ذلك بالتزاماتك نحو طفلتك ومسؤوليتك في رعايتها، ودون ان يؤثر سلبا على أسرتك أيضا بأي شكل من الأشكال· أعلم أنه قرار صعب·· ولكن الأمر في حاجة ماسة إلى المزيد من التفكير الجاد بعيدا عن أية عواطف· مع تمنياتي· للصبر حدود المشكلة مشكلتي يا سيدي لا أعرف لها حل، ومن المؤكد أنها تتشابه مع قصص ومشكلات المئات من الفتيات غيري في كل زمان ومكان، وهي الحيرة بين ما يريده القلب، وما يرفضه الأهل، وحيث أقف حائرة تائه في المنتصف· ·· لقد أحببت شاباً منذ مدة طويلة، حتى تخرج منذ ثلاثة أعوام، وتقريباً متفاهمين تماماً، وعندما تأهب للتقدم لخطبتي، رفضتني والدته دون أن تراني، واستطاعت أن تؤثر على والده، ولم يتحمس كثيراً لدعم ولده، وأعرف أنه كثيراً ما يثير المشاكل مع والدته التي تصر على ترشيح عروس له كل يوم، وعندما يبلغها بتمسكه بي، تغضب وتتعصب وتزداد في رفضها خطبتي، وأحياناً تحدث مشاكل بينهما، وعندما نتحدث يطلب مني الصبر والانتظار، وحدد أكثر من مرة موعداً لتنفيذ رغبتنا، لكن في كل مرة لم يوفق في إقناع أهله ولاسيما والدته، وهو لا يرغب في إغضابها إلى حد يصل إلى مقاطعتها أو إتمام الخطبة دون رغبتها حتى لا تتأثر علاقتنا المستقبلية، وتحدث حساسيات لا لزوم لها، وإن كنت أتفق معه في ذلك، إلا أنني في وضع حرج جداً مع أهلي، فوالدتي تعلم بالقصة، وكل يوم يتقدم لي شاب آخر، ومضطرة إلى تقديم التبريرات والاعتذارات في سبيل ذلك الشاب الذي أحبه وأنتظره منذ سنوات، ولا أود أن يشعر والدي بحقيقة الأمر، ففي آخر مرة لم يكن مقتنعاً بالحجج التي سقتها لرفض أحد الشباب الذين تقدموا لي، ولم تكن تبريراتي مقنعة مما وضعني في حرج كبير، ولا أعرف هل أنتظر ذلك الشاب، وإلى متى؟ ولا يتضح إذا كان يستطيع أن يقنع والدته وأسرته أم لا؟ إنني في حيرة كبيرة جداً أفقدتني حتى الإحساس بطعم الحياة، وأصابني الأرق والتعب، فهل أجد لديكم من المشورة ما يعنيني على حل مشكلتي؟ فقد صبرت كثيراً، فهل يصح القول بأن ''للصبر حدود!''؟ س· و الحل رغم أنك لم تذكري أية تفاصيل عنكما ولا عن أعماركما إلا أنني أجد نفسي أمام حالة ''نموذجية'' لعلاقة تتسم بالمراهقة وعدم النضج، وحافلة بالمتناقضات والتساؤلات التي أسوق لك بعضاً منها حتى تعينك إجاباتها على حل لمشكلتك: أي شكل من أشكال الحب تتحدثين؟ وكيف تقبلين على نفسك أن يكون حبيب القلب على علاقة بأخرى؟ وما هي حدود علاقتك به، وعلاقته بالفتاة الثانية؟ وكيف تقبلين إهماله لك؟ ومن يضمن وعوده التي يسوقها لك؟ وكيف تقبلين على كرامتك ذلك كله؟ ·· يبدو أنك عاطفية لدرجة كبيرة من عدم النضج، فالحب لا يقوم إلا على الصدق والاحترام المتبادل، وتقدير للمشاعر وليس باستغلالها بأنانية من جانب واحد· وإذا كنت بعد هذه المرة غير قادرة على تحديد حقيقة مشاعره لك، هل بإمكاننا أن نحددها نحن حتى تتخذين قراراً صائباً؟ عودي إلى رشدك، وفكري كثيراً في ذاتك وكرامتك وإرادتك، واحسمي أمرك بعيداً عن الأهواء الشخصية، وأتمنى لكما المزيد من النضوج والتأني·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©