جزيرة المهرجانات العالمية·· وواحة العمران

تميزت دولة قطر خلال السنوات الماضية بالتطور العمراني والاقتصادي الذي تجسد في تطوير البنية التحتية وإنشاء مشاريع تنموية ضخمة، الأمر الذي وضع قطر في مصاف الدولة المتقدمة، وجعلها تأخذ مكانتها في العالم الحديث المتطور، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل صاحبت التطور العمراني نهضة ثقافية وحضارية مواكبة للتنمية والطفرة التي تعيشها قطر، وذلك للنمو بالإنسان القطري الذي يحصد الآن ثمرة التميز والعمل المدروس والمشاريع التي أقامها على أرض الواقع، ومن هذه الثمار الازدهار الثقافي والعلمي والعملي على كافة الأصعدة، وتشهد الأبراج الباسقة على كورنيش الدوحة على مدى التطور الحاصل الآن· وتعمل الحكومة القطرية على تنفيذ برامج وخطط مدروسة لتنويع الاقتصاد والدخل، الأمر الذي سيجعل من المجتمع القطري مجتمعاً معرفياً وإنتاجياً بدلاً من كونه مجتمعاً استهلاكياً·· وتطمح قطر لتصبح مركزاً عالمياً للأبحاث والتكنولوجيا بالإضافة إلى كونها مركزاً معرفياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً، من خلال المؤتمرات والندوات التي تنظمها وتستضيفها على مدار العام، والصناعات القائمة على الكفاءات المعرفية المحلية وذلك في خلال العقود القادمة· وبالرغم من اعتبار هذا الهدف صعباً وطموحاً بالنسبة لدولة ذات كثافة سكانية محدودة، وهنا يكمن الاختلاف والتميز الذي تمتع به قطر، فإن قطر تتميز بامتلاكها مصادر مالية كبيرة بالإضافة لعلاقاتها القوية مع الشركات الأكبر في العالم·· وهذا السعي نحو المجتمع المعرفي هو برعاية مؤسسة قطر للتربية والعلوم، وإن هذه المؤسسة ترعى وتشرف على المدينة التعليمية التي تحوي أفضل وأشهر جامعات العالم، حيث كانت الخطوة الأولى بتأسيس المدينة التعليمية التي اجتذبت الجامعات العالمية لفتح فروع لها في الدوحة لتخريج أجيال من الشباب القطري الراغبين بالدراسة في هذه الجامعات من خارج قطر، وبذلك يصبح الطالب حاصلاً على تعليم متخصص وبحسب معايير دولية رفيعة دون السفر للخارج، وكذلك بروز قطر كمركز تعليمي راق الخطوة التالية كانت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا حيث تطمح الحكومة لجذب الشركات العالمية لتأسيس مخابرها والقيام بأنشطتها البحثية والتطويرية ومساعدة المستثمرين المحليين لإقامة مشاريع ذات توجه تكنولوجي وقد حققت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بالفعل نجاحات مهمة، ففي عام 2006 قامت الشركة الأوروبية للدفاع الجوي والفضاء بتوقيع اتفاقية لتأسيس مركز تدريبي وبحثي في الواحة، وسيعمل على البحث في طرق معالجة واستخدام المياه المستخرجة كمنتج ثانوي لاستخراج البترول· العنصر الثالث للخطة هو صندوق قطر الوطني للأبحاث، والذي تأسس في 2006 والذي قام بتمويل الأبحاث في شتى المجالات المختلفة المتعلقة بالهندسة والتكنولوجيا وكذلك الأبحاث المتعلقة بالعلوم الاجتماعية وأيضاً الفنون، وتواجه قطر في سعيها لتكون قوة إقليمية في مجال التعليم والأبحاث والعلوم والتكنولوجيا، منافسة كبيرة من جيرانها في مجلس التعاون والتي تطمح لأن يكون لها أيضاً مجتمع واقتصاد معرفي·· وقد بدأت قطر في سعيها نحو الاقتصاد المعرفي بداية متواضعة في حين تشهد توسعاً في مجال النشاط المرتبط بالبترول والغاز واستخراجه، مما يدر على الدولة إيرادات تتزايد باطراد·