بكين (الاتحاد)
تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج أمس، أمام الدورة الثامنة لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين بأن تقدم بلاده قروضا للتنمية الاقتصادية إلى دول عربية بقيمة 20 مليار دولار، تخصص لمشاريع توفر فرص عمل جيدة، ويكون لها تأثير اجتماعي إيجابي لإعادة الهيكلة الاقتصادية وتحفيز الصناعات تشمل التعاون في مجال النفط والغاز والطاقة النظيفة والمجال النووي، كما أكد استعداد بلاده لتقديم مساعدات لفلسطين والأردن وسوريا ولبنان واليمن بقيمة 106 ملايين دولار، وأعلن إنشاء كونسورتيوم بنوك من الصين ودول عربية بتمويل قدره ثلاثة مليارات دولار.
وقال بينج بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وعدد من وزراء الخارجية العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط «إن التنمية مفتاح حل العديد من المشاكل الأمنية بالشرق الأوسط، وإن الشعوب العربية والصينية مع أنها بعيدة بسبب المسافة قريبة بكونها أسرة». وحث الأطراف المعنية على احترام التوافق الدولي في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، ودعا إلى إدارة الصراع بطريقة عادلة لتفادي الاضطرابات الإقليمية. وقال «ينبغي أن نتعامل معا بصراحة وألا نخشى الاختلافات وألا نتجنب المشاكل ونتناقش باستفاضة في كل نواحي السياسة الخارجية واستراتيجية التنمية». وأضاف «إن الصين ترحب بفرص المشاركة في تنمية مرافئ وبناء شبكات للسكك الحديد في دول عربية كجزء من شبكة لوجستية تربط بين آسيا الوسطى وشرق أفريقيا والمحيط الهندي بالبحر المتوسط».
من جهته، دعا أمير الكويت إلى العمل مع الصين لتعزيز التعاون الاقتصادي لما تمثله من ثقل وتأثير دولي والتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وقال إن العلاقات الاقتصادية يمكن البناء عليها لتحقيق المزيد من التقدم في المشاريع المستقبلية، وإن التعاون الخليجي الصيني قوي حيث تأتي المفاوضات المتعلقة بإقامة منطقة تجارة حرة بين دول مجلس التعاون والصين كأحد أهم نتائج هذا التعاون، خاصة أن حجم التبادل التجاري بين الجانبية بلغ 127 مليار دولار، وهو رقم مرشح للزيادة في ضوء توسيع مجالات التعاون وتعزيزها.
وأكد أمير الكويت أن بلاده بدأت الحديث مع الأصدقاء في الصين عن مشاريع مستقبلية عملاقة تجسد الشراكة الحقيقية واتخذت خطوات عملية منها مشروع مدينة الحرير والجزر الكويتية. وقال إن التعاون الثنائي بين البلدين انطلاقا من اعتبار الصين أحد أكبر الشركاء التجاريين للكويت يمثل بعدا جوهريا وفق آليات التعاون مع الصين وإضافة مهمة له. وأشار إلى ما تحظى به الكويت من موقع جغرافي استراتيجي يربط آسيا بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا محاذية لتجمعات بشرية كبرى كانت جزءا مما يعرف بطريق الحرير.
وأضاف أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية الأولى ما زالت بعيدة عن دائرة اهتمام وأولويات العالم رغم ما يمثله ذلك من تهديد للأمن والاستقرار علينا وما زالت الأوضاع المأساوية في اليمن وسوريا وليبيا والصومال تدمي قلوب أبناء أمتنا العربية لأن مصيرها لا يزال يقع ضمن دائرة المجهول. ولفت إلى أن ذلك يدعو إلى التوجه إلى الأصدقاء في الصين للعمل معا لتجاوز ما نواجهه من تحديات. وأكد دعم الكويت لمبدأ الصين الواحدة.
عدد اليوم
