السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طفل غزاوي

طفل غزاوي
9 فبراير 2009 00:27
شخصية الرسام شخصية رقيقة هادئة·· شخصية رومانسية تتأثر بكل ما يحيط بها فإذا كان ما يحيط بها شيء مفرح كانت فرحته أكثر من الآخرين، وإذا كان شيئاً محزناً، كان حزنه أشد ·· هذا هو احساس الفنان دائماً ·· وشاءت الأقدار أني تعرفت على مجموعة من الرسامين الذين لهم طريقه أخرى وخاصة بهم·· يرسمون ولكن بصورة غريبة، فقد جعلوا من الريشة سلاحاً ومن الألوان رصاصاً ومن اللوحة ''غزه ''، يتفننون بها كما يشاءون يرسمون ويمسحون·· هذا هو التطور من الفنون وها نحن نصل إلى قناعة بأن الرسم ليس مجرد لوحة من مزج ألوان وريشة وطبيعة خضراء وبحيرة، بل هناك دموع أطفال ودماء بشرية ، وتمزق ، وتشتت ، وانتهاك أعراض، وما يميز هذه اللوحة هو امتزاج الدماء برائحة الدخان، لوحات تجرم الفاعل مائة بالمائة، ليس ذنب الفنان أن ينقل أحداثاً بحذافيرها وتكون مؤلمة وأن يكون حسه الفني أكبر وأعمق من عدسة الكاميرا الجامدة، فريشته لها إحساس، ورعشة يده قادرة على إيصال ألم قلبه المرهف وحسه الفني العالي بما رأى، ويجسد ذلك بالألوان، وحسب رأيي فن الرسم هو رافد مهم في تجسيد معاناة الشعوب مثله مثل الشعر والرواية، وهو محاضر أمام الأجيال والتاريخ على طول الأمد، وهذا ما يفعله الفنانون الحقيقيون في رسوماتهم ولوحاتهم باختلاف مدارسهم الفنية وأزمنتهم، ولعل المصاب الذي حل بنا وهو العدوان على غزة، يجعلنا نرغب في مشاهدة لوحات أكثر دموية كي نحس بآلام غيرنا، وكي نشعر بمدى أهمية الفن في نقل معاناة الشعوب، وكي نكون على يقين تام بأن هذه الرسومات جاءت منصفة، وتحمل من المصداقية الشيء الكثير لكي يعرف العالم عندما يشاهدها مدى فظاعة المحتل ومدى انعدام إنسانيته، ومن ذلك الوقت وأنا أحمل بداخلي وجع رسمته ريشة فنان للوحة سماها '' طفل غزاوي '' ولم يفارقني هذا الطفل الغزاوي وبات الجرح في داخلي يؤلمني كلما تذكرت مشهد تمازج الألوان بين دم وبراءة وأشلاء ، فهل شعرتم جرحاً طفولياً وغزاوياً ؟· فواز الشمري إعلامي قطري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©