الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

15 قتيلاً بعد إعلان بن علي وقف إطلاق الرصاص على المتظاهرين

15 قتيلاً بعد إعلان بن علي وقف إطلاق الرصاص على المتظاهرين
15 يناير 2011 01:36
أفاد مراسلون أنه سمع صوت إطلاق رصاص من أسلحة رشاشة مساء أمس، في العاصمة التونسية التي تخضع لحالة طوارئ، وذلك بعيد مغادرة الرئيس زين العابدين بن علي البلاد وتولي رئيس الوزراء محمد الغنوشي سلطات رئيس الجمهورية مؤقتاً. ولم يكن ممكناً معرفة مصدر إطلاق النار بدقة في العاصمة التي خلت إلا من قوات الأمن. وقبيل الإعلان عن مغادرة الرئيس بن علي تونس وتولي الغنوشي مهام الرئاسة، تصاعدت التظاهرات والصدامات بين قوات الأمن والمحتجين، على نحو درامي غير متوقع، حيث سيطر الجيش التونسي عصر أمس، على مطار تونس قرطاج الدولي وتم إغلاق المجال الجوي. جاء ذلك، بعد فرض الرئيس بن علي حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد، فيما قالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية إنه “حفاظاً على سلامة الأشخاص والممتلكات من الشغب، تقرر إعلان حالة الطوارئ في كامل تراب الجمهورية”. وأضافت أن “هذا يعني أولاً، منع كل تجمع يفوق 3 أشخاص بالطريق العام وبالساحات العامة في كافة التراب التونسي، ثانياً يمنع تجوال الأشخاص والعربات من الساعة السادسة مساء إلى الساعة السادسة صباحا، وثالثاً يمكن استعمال السلاح من طرف عناصر الأمن أو الجيش الوطني، ضد كل شخص مشتبه فيه ولم يمتثل للأمر بالوقوف وحاول الفرار ولم يبق مجال لجبره على الوقوف”. وأكدت أنه سيتم تطبيق هذه الإجراءات “ابتداء من الآن إلى أن يصدر ما يخالف ذلك”. وفي وقت سابق من الإعلان عن فرض حالة الطوارئ في كامل التراب التونسي، أعلن رئيس الوزراء التونسي في تصريحات نقلتها الوكالة الرسمية نفسها، أن الرئيس بن علي قرر حل الحكومة والدعوة لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وقال الغنوشي إن الرئيس بن علي قرر حل الحكومة وتكليف الوزير الأول باقتراح تشكيلة حكومة جديدة. كما دعا الرئيس التونسي إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة وذلك خلال 6 أشهر”. وتصاعدت الاحتجاجات رغم فرض حالة الطوارئ في البلاد، حيث أكد شهود أن مدنيين لقيا مصرعهما في مدينة القيروان وسط البلاد الليلة قبل الماضية، وذلك أثناء إلقاء الرئيس بن علي كلمة للشعب التونسي حدد فيها جملة إجراءات بينها أمره بوقف إطلاق النار على المتظاهرين. وقالت مصادر طبية تونسية إن 13 متظاهراً لقوا حتفهم في العاصمة التونسية ومدينة رأس الجبل شمال شرق البلاد ليل الخميس-الجمعة أيضاً جراء إطلاق النار عليهم على الرغم من تعهد الرئيس التونسي بإنهاء استخدام الطلقات الحية من جانب الشرطة في مواجهة المتظاهرين. وأكد مصدر طبي في مستشفى شارل نيكول وسط العاصمة تونس أن المستشفى استقبل جثث 10 أشخاص تعرضوا لإطلاق النار ليلة قبل الماضية، في الوقت الذي تواصلت فيه أعمال الشغب في المناطق السكنية رغم سريان حظر التجوال في المدينة. وأكد مصدر طبي آخر في مستشفى مارسا بالضواحي الشمالية للمدينة مقتل 3 أشخاص بعد أعمال الشغب في المنطقة جراء تعرضهم لإطلاق النار. وتعذر الحصول على تأكيد رسمي للوفيات. وقالت شاهدة من رأس الجبل ذكرت إن اسمها نرجس “رأيت قتيلين بعيني بعدما أطلقت الشرطة النار على الشبان”. وفي أخطر مواجهة مع قوات الأمن التونسية، اجتاحت الحشود الغاضبة أمس شارع البيب بورقيبة الحصين الشهير وسط العاصمة تونس حيث يوجد مقر وزارة الداخلية. وأطلقت الشرطة التونسية القنابل المسيلة للدموع بشكل مكثف لتفريق آلاف من المتظاهرين عندما حاول بعضهم تسلق نوافذ مبنى الوزارة. وأصيب عديد المتظاهرين بالإغماء جراء الاختناق بدخان القنابل المسيلة للدموع. وقد استعملت الشرطة أيضاً الحجارة لتفريق المتظاهرين. وشارك عشرات الآلاف من التونسيين في تظاهرات حاشدة بشارع الحبيب بورقيبة مطالبين برحيل بن علي (74 عاماً) الذي يحكم تونس منذ سنة 1987 وبـ”محاكمة شعبية” لعائلة ليلى الطرابلسي زوجة بن علي الثانية. ونظم المظاهرة فرع الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمال في البلاد) بالعاصمة تونس وقد شارك فيها مواطنون وصحفيون ومحامون وسياسيون ونقابيون وفنانون وعمال وموظفون وعاطلون قبل أن ينضم إليها مئات من المصلين أدوا صلاة الجمعة في جوامع العاصمة. ووقف المتظاهرون أمام مقر وزارة الداخلية التونسية مرددين “اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام” و”خبز وماء وبن علي لا” و”محاكمة شعبية لعصابة الطرابلسية”، في إشارة إلى عائلة زوجة الرئيس التونسي ليلى الطرابلسي التي تواجه عائلتها اتهامات كبيرة بـ”الفساد” و”استغلال النفوذ” و”نهب ثروات البلد” و”تهريب أموال الشعب إلى بنوك في الخارج”. وأكد شهود عيان في عدة محافظات تونسية أن عشرات الآلاف من المواطنين خرجوا أمس، في مسيرات “سلمية” مماثلة طالبوا خلالها الرئيس التونسي بالرحيل وبمحاسبة عائلة الطرابلسي. في غضون ذلك، قال شهود عيان إن منزل “عماد الطرابلسي” (ابن شقيق ليلى الطرابلسي) الكائن بضاحية المرسى (شمال العاصمة تونس)، تعرض أمس، للنهب بالكامل من قبل مواطنين غاضبين وأن منزل شقيقها بلحسن الطرابلسي الكائن في منتجع الحمامات جنوب العاصمة، أحرق ليلة أمس الأول. ويصف معارضون عماد وبلحسن الطرابلسي بأنهما “أكبر رمزين للفساد” في تونس ويحملون العائلة المسؤولية عن “تدمير الاقتصاد التونسي” واحتكار كل المشاريع المربحة في البلد. وذكرت تقارير إخبارية أن عامة التونسيين يعتقدون اعتقاداً قوياً أن كل ما يحدث من “مشاكل” في البلد (بطالة وغلاء المعيشة وارتفاع مديونية البلد) سببه زوجة الرئيس وعائلتها. وترددت أنباء قوية في الشارع التونسي حول “هرب” أفراد عائلة الطرابلسي إلى الخارج خوفاً من “أعمال انتقامية”. وذكرت تقارير إخبارية نشرت في وقت سابق أن الأموال التي تم “تهريبها بشكل غير شرعي” من تونس نحو بنوك أجنبية خلال الفترة ما بين 1987 (تاريخ وصول بن علي للحكم) وإلى غاية 2008، فاقت 13 مليار دولار أي ما يعادل ميزانية البلاد خلال عام واحد. ويطالب تونسيون بمحاكمة علنية لعائلة الطرابلسي التي يصفونها بـ”العصابة” و”المافيا” وبإرجاع “ما هربوه” من أموال إلى الخارج. كما استمرت المظاهرات أمس، في سيدي بوزيد البلدة التي بدأت فيها موجة الاضطرابات حين أشعل شاب النار في نفسه بمدينة سيدي بوزيد الجنوبية في ديسمبر الماضي، احتجاجاً على البطالة. وقال عدة شهود أن مسيرة تضم عدة آلاف طالبت بتنحي الرئيس فوراً. وقال سليمان الرويسي النشط النقابي لرويترز في اتصال هاتفي “ هناك آلاف منا هنا. جئنا بالآلاف لنقول لبن علي ارحل”. وبلغ العدد الرسمي للقتلى بعد الاشتباكات التي استمرت عدة أسابيع مع الشرطة وحتى أمس الأول، 23 شخصاً لكن شهوداً وجماعات لحقوق الإنسان تقول إن العدد أعلى من هذا بكثير. وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان الذي يتخذ من باريس مقراً له إن لديه أسماء 66 قتيلاً. ويقول كثير من الذين شاركوا في الاحتجاجات إنهم يشعرون باستياء شديد من تفشي البطالة وغياب الحرية وشدة ثراء النخبة في عهد بن علي ويتوقعون أن يحاول تمديد حكمه لولاية أخرى سادسة.
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©