محمود إسماعيل بدر (أبوظبي)
تنبع أهمية كتاب «زايد بنى أمّة» الصادر عام 2013، عن منشورات المركز الوطني للوثائق والبحوث في وزارة شؤون الرئاسة، أنه يرصد المراحل الدقيقة في حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، والتحديات التي واجهها في بناء تجربته الوحدوية الاستثنائية على المستوى العربي، بعيون غربية، إذ إن مؤلفه هو الكاتب البريطاني غريم ويلسون الذي قدّم لنا عبر 800 صفحة رؤية علمية توثيقية لمسيرة الراحل الكبير، كرجل سياسة وزعيم تاريخي من الطراز الأول.
جاء في مقدمة الكتاب، «إن زايد رمز لعمل الخير والعطاء والقيادة ومثال للتسامح والانفتاح، فقد ابتكر من خلال زعامة تاريخية استثنائية مفهوماً جديداً في العمل السياسي، قائماً على التعامل مع الشّعب كلّه كأبناء، فيما يفتخر الإماراتيون اليوم بلقب «عيال زايد». يستهل غريم ويلسون كتابه بمبحث بعنوان، «خطوة زايد الأولى» يلقي الضوء من خلاله على حال أبوظبي قبل وصول الشيخ زايد إلى الحكم، ثم قصة اكتشافها عام 1761، وشخصية الشيخ زايد المؤثرة، ومواصفاتها التي كانت سبباً في أن تتوجه إليه الأنظار ليكون حاكماً لهذه الإمارة. ويستعرض المؤلف السنوات الأولى من حكم الشيخ زايد، ورحلته النضالية في بناء الأمة وسط تحديات كبيرة، ثم يسلط الضوء على استثماره ببراعة لثروة النفط، لرفاهية شعب الإمارات، وبناء دولة مدنية حديثة، وتحقيق الأمن للمواطنين، بأشكاله كافة.
وتحت عنوان، «مطلب وطني» يشير المؤلف إلى محطات كثيرة يعبر من خلالها شعب الإمارات عن حبه الصادق لقائده، وعن ولائه له في عديد المناسبات الوطنية. يبدي ويلسون في كتابه اهتماماً بالغاً بفكر الشيخ زايد، وما تمثله دروس الماضي له، كما لا يخفي إعجابه بما وصفه بـ(دبلوماسية الصحراء) في شخصيته، والمتمثلة في الوضوح التام والشفافية المطلقة في اتخاذ القرارات الصعبة. يتضمن الكتاب محطات ومواقف عديدة للشيخ زايد من قضايا الأمة، وموضوعة (التضامن) بين الأشقاء، خليجياً وعربياً، ومن هنا كان حماسه شديداً لكل مشروعات ومحاولات التضامن، أو الوحدة أو التعاون في العالم العربي.
عدد اليوم
