الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوكيات المراهق التوحدي بين المقبول والمرفوض

سلوكيات المراهق التوحدي بين المقبول والمرفوض
15 يناير 2015 20:50
خورشيد حرفوش (أبوظبي) ينشغل آباء وأمهات ذوي التوحد بأطفالهم وبناتهم الذين يقفون على أعتاب مرحلة المراهقة، ويحملون هماً ثقيلاً محملاً بتساؤلات عدة عن سن البلوغ، وطبيعة مرحلة المراهقة، والمشاكل السلوكية المرتبطة بها، وكيفية التعامل مع احتياجات الأبناء ومشاعرهم، وكيفية ضبط سلوكياتهم وتصرفاتهم وتوجيههم إلى السلوك الصحيح والمقبول. مرحلة خاصة سنوات المراهقة تحمل بكل تأكيد المزيد من مشاعر التوتر والقلق والارتباك لأي «فتى»، ولا سيما إذا كان يعاني اضطراب التوحد. فمن طبيعة المراهقة أنها تختلف من فرد إلى آخر باختلاف الفروق الفردية لكل شخص، ومن بيئة جغرافية إلى أخرى، كذلك تختلف باختلاف ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه. نحن أمام شخص «ذكر أو أنثى» وصل إلى مرحلة البلوغ، ولديه مشاعر وأحاسيس لا يستطيع أن يعبر عنها بسهولة، في الوقت الذي تنمو وتتطور لديه المشاعر والوظائف الجنسية بشكل كامل، لكنه غير قادر على معرفة السلوك أو الطريق المقبول اجتماعياً للتعبير عنها، أو كيفية التعامل والتفاعل السليم معها، أو حتى كيفية إشباع ما يجتاحه من رغبات فسيولوجية ونفسية بشكل سوي في ظل وجود مشاكل وعوائق تتعلق بطبيعة اضطرابهم مثل محدودية اللغة، وضعف التواصل، والإحراج الاجتماعي، وفرط الحساسية، والفشل في إدارة الوقت، وفقدان السيطرة على المشاعر. أنماط السلوك أختصاصي النطق والتخاطب، الدكتور أحمد عبد الخالق، يؤكد أهمية مساعدة الأسرة للأبناء من ذوي اضطراب التوحد على أن يفهموا بوضوح ما هو السلوك المقبول، وأين ومتى يمكن ممارسته؟ وما هو السلوك غير المقبول؟ لذا فإنه من الضروري استخدام أساليب التدخل السلوكي المختلفة مبكراً وقبل وقت طويل من وصول الطفل إلى سن البلوغ، لأنها ستكون مفيدة جدا في فترة البلوغ، وستساعدنا كثيرا في التغلب على العديد من المشكلات المرتبطة بفترة المراهقة أو مع البالغين الذين لا يدركون القيم والمعايير التي تحكم السلوك الاجتماعي، ويقومون ببعض أنماط السلوك غير المقبول اجتماعياً بدوافع غريزية، لذا يجب أن تتضمن البرامج الخاصة أهدافاً للتدريب على السلوك المقبول والسلوك غير المقبول. ومن جانب آخر يجب تدريب ذوي اضطراب التوحد على أنماط السلوك الإيجابي، ومعرفة بعض أنماط السلوك التي كانت مقبولة في سن معينة ولم تعد مقبولة اجتماعيا بعد بلوغ الطفل مرحلة المراهقة، ولذلك لابد أن نكون قدوة في سلوكنا أمام الأبناء، ونتحكم فيما يشاهده الأبناء، ولا نتمادى ونبالغ في حمل الطفل واحتضانه وتقبيله أو تدليله، وذلك قبل أن يصل الأبناء إلى مرحلة المراهقة بفترة مناسبة، وبصورة تدريجية. الاعتماد على النفس ويلفت الدكتور عبدالخالق إلى أهمية تدريب وتعليم الطفل منذ وقت مبكر كيف يعتمد على نفسه عندما يستخدم دورة المياه والاستخدام الصحيح لها بدءًا من كيفية الجلوس، وقضاء الحاجة، وكيفية الاستحمام واستخدام صنابير المياه والصابون، وأدوات النظافة، والمناشف الورقية أو غيرها، وكيفية ارتداء الملابس الداخلية وستر عورته وترتيب هندامه، والاهتمام والعناية بمنظره، وكيف يضع بودرة الجسم على مناطق معينة، واستخدام مزيل العرق والكولونيا أو العطور. إنها خطوات ومهارات بسيطة يمكن للطفل تعلمها بسهولة إذا ما أولت الأسرة ذلك بكثير من الاهتمام. كذلك يمكن للوالدين تعليم الطفل كيف يتعامل مع أعضاء جسده، وأن هناك مناطق محرمة على الآخرين، ولا يحق لأحد غيره أن ينظر اليها أو يلمسها لأنها خاصة به، ويمكن توصيل هذه المعلومات بعدة طرق منها تعويده على إغلاق باب الحمام أثناء وجوده فيه، وكذلك إغلاق باب غرفته أثناء خلع أو تبديل ملابسه، وتعليمه الحرص على إغلاق «سوستة» بنطلونه قبل خروجه من الحمام، وتعويده أن يتبول جلوساً. كما يمكن أن يطرق عليه باب الحمام من وقت لآخر حتى يشتت انتباهه، ومنعه من أداء حركات غير مرغوبة وإذا كان الطفل التوحدي أصم فيمكن استخدام المصباح بإضاءته من حين لآخر، وعدم السماح له بدخول الحمام إذا كان أحد في الداخل، كذلك لا نسمح لأنفسنا أو أي شخص بالدخول عليه أثناء تواجده بالحمام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©