«الحوثيون» يعلنون و«القبائل» تنفي انسحابهم من الأراضي السعودية

أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن أمس أنهم انسحبوا من الأراضي السعودية في إطار الهدنة التي عرضوها على المملكة عقب أشهر من القتال الحدودي لكن لم يتسن التأكد من الانسحاب من مصدر مستقل. وعرض عبد الملك الحوثي الذي يخوض مقاتلوه معارك ضد القوات السعودية واليمنية الحكومية أمس الأول وقف إطلاق النار وقالت السعودية إنها تدرسه. وجاء في بيان للحوثيين بثه موقع لهم على الانترنت “بناء على توجيه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالانسحاب من الأراضي والمواقع السعودية والمتضمنة في مبادرته التسجيلية.. فقد تم الانسحاب بشكل كامل من الأراضي والمواقع السعودية”. غير أن مصادر القبائل اليمنية التي تعمل الى جانب حكومة صنعاء نفت انسحاب المتمردين. وقال المتمردون في بيانهم إن غارات جوية سعودية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وأصابت اثنين مساء أمس الأول. ولم يحددوا ان كانت الضربات وقعت قبل أو بعد عرض الهدنة. وصرح اللواء إبراهيم المالك وهو متحدث باسم وزارة الدفاع السعودية بأن الرياض تدرس العرض. وقال المالك إنه تجرى دراسة عرض الهدنة وان الوزارة ستعلن عن قرارها الرسمي في وقت لاحق. وتقاتل الحكومة اليمنية المتمردين بشكل متقطع منذ عام 2004 لكن الصراع احتدم في الصيف الماضي عندما بدأت صنعاء عملية الأرض المحروقة لوضع حد لتصاعد العنف. وتدخلت السعودية في الصراع في نوفمبر عندما سيطر متمردون على أراض سعودية مما دفع الرياض إلى شن هجوم عسكري كبير عليهم. واندلع العنف في شمال اليمن في الساعات التي سبقت عرض المتمردين للهدنة حيث قالت مصادر يمنية إن القوات الحكومية قتلت 20 متمرداً في اشتباكات قتل فيها ايضاً أربعة جنود يمنيين. وذكرت الأمم المتحدة أن الصراع المحتدم في شمال اليمن أسفر عن نزوح نحو 200 ألف شخص. وفي اليمن واصلت القوات المسلحة تقدمها في محور الملاحيظ وسيطرت على مزيد من المواقع والتباب التي كانت تتواجد فيها عناصر التمرد “الحوثي” ومطاردة فلولها. ونقل موقع “سبتمبر نت” عن مصادر مطلعة أن القوات المسلحة والأمن وبالتعاون مع المواطنين نفذوا عدة هجمات ناجحة اكتسحوا خلالها أوكار العناصر المتمردة التي حاولت عبثاً التسلل الى جبل ظهر الجمار والمعرسة اللذين تم تطهيرهما خلال اليومين الماضيين، حيث وجهوا ضربات قاصمة لتلك العناصر وطهروا المزيد من المواقع ووصلوا الى منطقة المجدعة، كما واصلوا ماطردتهم لفلول تلك العناصر التي ولت هاربة وتركت خلفها جثث العشرات من قتلاها. واستكملت وحدات عسكرية أخرى تمشيط المواقع المحيطة بالجرائب وحققت نصراً على العناصر الإرهابية التي لاذت بالفرار أمام زحف القوات اليمنية. وقالت المصادر إن وحدات عسكرية واصلت زحفها وحققت تقدماً كبيراً بالاتجاه الشمالي الغربي لجبل الخزان ودمرت الأوكار والخنادق الإرهابية في تلك المناطق ملحقة خسائر فادحة في صفوف “الحوثيين” ودمرت العديد من آلياتهم وعتادهم. وفي محور صعدة تقدمت الوحدات العسكرية والأمنية من آل عقاب باتجاه الصمع والتحمت مع القوات المسلحة المرابطة في جبل الصمع بعد اكتساح أوكار المتمردين وتكبيدهم خسائر فادحة، وصدت قوات الجيش محاولات تسلل للعناصر الإرهابية الى بعض المواقع التي طردت منها، كما دمروا سيارة تحمل أسلحة ومؤناً للمتمردين في آل حجاج