الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قادة الناتو يوافقون على قرارات تقوي الحلف رغم التوترات مع ترامب

قادة الناتو يوافقون على قرارات تقوي الحلف رغم التوترات مع ترامب
12 يوليو 2018 00:23
وافق زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، المجتمعون في قمة في العاصمة البلجيكية بروكسل، على سلسلة من الإجراءات من شأنها تقوية الحلف رغم التوترات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكان الهدف من القمة هو إظهار الوحدة والعزيمة في وجه التهديدات العالمية، خاصة من روسيا، إلا أن المحادثات تأثرت سلبا بتأكيدات ترامب أن بلاده تدفع أموالا بشكل غير متناسب من أجل الدفاع عن أوروبا.
وقال الأمين العام لحلف الناتو، إن زعماء الحلف وافقوا على سلسلة من الإجراءات من شأنها تعزيز التحالف رغم التوترات بين أعضائه.
وتابع ستولتنبرج: "لقد أجرينا مناقشات، ونعم هناك خلافات، لكن الأهم من ذلك، أننا اتخذنا قرارات من شأنها دفع هذا الحلف إلى الأمام وتجعلنا أقوى".
وبالتزامن مع القمة، أعلنت الحكومة الكندية أنها سترسل نحو 250 عسكريا وآليات مصفحة وأربع مروحيات، استعدادا لتسلمها لمدة عام قيادة مهمة الأطلسي لتدريب ودعم القوات العراقية.
وأضافت الحكومة الكندية، في بيان، أن الجنود الكنديين بقيادة ميجور جنرال سينتشرون ابتداء من خريف 2018 في منطقة بغداد "لمساعدة العراق على بناء هيكلية أمنية وطنية أكثر فعالية (...) وعلى تطوير وتدريب قوات الأمن" العراقية.
وتشارك كندا منذ العام 2014 في ائتلاف عسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي عبر القيام بعمليات جوية وتقديم دعم طبي وأعمال تدريب إلى القوات العراقية.
وتابعت الحكومة الكندية أن "فرق التدريب المتحركة لدعم جهود الأطلسي لمكافحة العبوات الناسفة قد باشرت عملها".
وحول إيران، أعلنت الدول الأعضاء في العاصمة البلجيكية بروكسل حيث مقر الحلف، عن قلقهم من "الاختبارات الصاروخية المكثفة" التي تجريها إيران ومن مداها ودقتها.
بخصوص كوريا الشمالية، دعا قادة الحلف جميع الدول إلى مواصلة "الضغط الحاسم" على كوريا الشمالية بما في ذلك التنفيذ الكامل لعقوبات الأمم المتحدة لإقناعها بالتخلي عن أسلحتها النووية والكيماوية والبيولوجية.
وكرر إعلان القمة، الذي وقعه زعماء دول الحلف وعددها 29، دعم الحلف التام لهدف "الإخلاء التام لشبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه".
ورحب الإعلان بالمحادثات التي أجراها قادة كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة مع كوريا الشمالية ووصفها بأنها "إسهام نحو التوصل إلى النزع التام والنهائي للسلاح النووي (لكوريا الشمالية) بطريقة سلمية".
وأضاف البيان "نطالب (كوريا الشمالية) بالتنفيذ الكامل لالتزاماتها الدولية والتخلص من قدراتها الحربية النووية والكيماوية والبيولوجية والصواريخ الباليستية والتخلي عن كل البرامج ذات الصلة".
ودعا البيان أيضا كوريا الشمالية إلى العودة إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والانضمام إلى اتفاقية منع الأسلحة الكيماوية.
والتزم أعضاء حلف الناتو بزيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو هدف من المقرر أن يحققه ثمانية منهم فقط هذا العام. وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول الأعضاء من حيث حجم الإنفاق العسكري، حيث يتوقع أن تنفق 3,5 بالمائة هذا العام، في حين تنفق ألمانيا 1,24 بالمئة فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.
وأكدت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض أن ترامب حث في جلسة مغلقة الحلفاء على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقبل بدء الجلسة الرسمية لزعماء الناتو، بدأ ترامب بشن هجوم عنيف ضد ألمانيا، قائلا إن البلاد "أسيرة" لروسيا بسبب اتفاق للغاز.
وقبيل انطلاق القمة، قال إن ألمانيا "خاضعة لسيطرة كاملة من روسيا" بسبب اتفاق خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" مع موسكو، واصفا الاتفاق بأنه "غير لائق".
وقال ترامب لأمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج: "أعتقد أنه من المحزن أن تبرم ألمانيا صفقة ضخمة تتعلق بالنفط والغاز مع روسيا".
وتابع "من المفترض أن نحميكم ضد روسيا، لكنهم يدفعون مليارات الدولارات لروسيا، وأعتقد أن هذا غير لائق للغاية".
وذكر أن الولايات المتحدة تقوم في الوقت ذاته "بدفع الكثير من الأموال" لحماية فرنسا وألمانيا والجميع.
ومن المقرر أن يصل خط الغاز "نورد ستريم 2" بين روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق. وتخشى دول شرق أوروبا وأوكرانيا من أن المشروع الذي سيقيمه عملاق الغاز الروسي "جازبروم" سيحرمها من نقل الغاز عبر أراضيها على المدى الطويل.
ورفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الانتقاد الشديد الموجه من الرئيس الأميركي وأكدت أنه من الجيد أنه يمكن لألمانيا انتهاج "سياسة مستقلة".
وأضافت المستشارة الألمانية بالنظر إلى تاريخ ألمانيا الشرقية: "أود أن أضيف في ضوء هذه المناسبة أنني عايشت -بنفسي أيضا- أن جزءا من ألمانيا تمت السيطرة عليه من جانب الاتحاد السوفيتي".
وأكدت قائلة: "إنني سعيدة بأننا متحدين بحرية اليوم بصفتنا جمهورية ألمانيا الاتحادية، وأننا لهذا السبب بوسعنا قول إنه يمكننا انتهاج سياسة مستقلة ويمكننا اتخاذ قرارات مستقلة. ذلك جيد للغاية، لاسيما بالنسبة للمواطنين في الولايات الاتحادية الجديدة".
يشار إلى أن الولايات الاتحادية الجديدة هي الولايات التي كانت واقعة في ألمانيا الشرقية.
وحاول ترامب وميركل إصلاح الأمور في اجتماع ثنائي على هامش القمة. وبعد ذلك قال ترامب إن لديه "علاقة جيدة للغاية" مع ميركل.
وقال ترامب "إن اجتماعنا رائع للغاية"، مشيرا إلى أنهم يناقشون الإنفاق العسكري والمسائل التجارية. وأضاف أن الولايات المتحدة تربطها علاقة "جيدة للغاية" مع ألمانيا.
ومن جانبها، قالت ميركل إنهما ناقشا قضايا الهجرة، مضيفة أن ألمانيا والولايات المتحدة "شريكان جيدان".
وفي الولايات المتحدة، انتقد زعيما الحزب الديمقراطي المعارض، اليوم الأربعاء، هجوم الرئيس ترامب اللفظي على ألمانيا قبيل قمة حلف الناتو.
وقال بيان مشترك صادر عن نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب وزعيم الديمقرطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر "التصريحات الوقحة للرئيس ترامب وتشويه سمعة واحدة من أكثر حلفاء أمريكا ثباتا، ألمانيا، أمر محرج".
وتابعت بيلوسي وشومر "سلوكه هذا الصباح إشارة أخرى مقلقة للغاية على أن الرئيس أكثر ولاء للرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين من حلفائنا بحلف الناتو".
وأضافا "على الرئيس أن يتذكر أن واجبه كقائد أعلى هو حماية الشعب الأميركي من التهديدات الأجنبية، وليس بيع ديمقراطيتنا لبوتين"، مشيرين إلى أنه سيلتقي مع الرئيس الروسي خلال جولته الأوروبية الحالية.
كما وجه رئيس مجلس النواب الأميركي والمنتمي إلى الحزب الجمهوري بول ريان انتقادا حادا للرئيس ترامب، قائلا: إن حلف شمال الأطلسي "لا غنى عنه" ردا على تصريحات ترامب بهذا الشأن.
وأضاف ريان إن حلف الناتو مهم اليوم كما كان في أي وقت مضى.
وأوضح أن مجلس النواب الأميركي سيصوت على مشروع قرار في وقت لاحق اليوم يدعم التحالف.
وصوت مجلس الشيوخ، أمس الثلاثاء بواقع 2-97، لصالح حلف شمال الأطلسي.
 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©