الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طالبات مواطنات يبتكرن برنامجاً إلكترونياً يحل مشاكل الطلبة في التسجيل

طالبات مواطنات يبتكرن برنامجاً إلكترونياً يحل مشاكل الطلبة في التسجيل
15 يناير 2013 12:14
من أجل تشجيع طلبتها وتحفيزهم على الإبداع والابتكار، وفتح أعين مؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة على ما لديهم من إمكانات وقدرات تستحق التبني والاحتضان؛ أطلقت جامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين المؤتمر والمعرض الأول للإبداع والابتكار، يومي الرابع والخامس من ديسمبر الماضي. وفي هذا الحدث، الذي جاء تحت شعار «بصمة مبتكر»؛ تفنن الطلبة من مختلف التخصصات والسنوات الدراسية في تقديم أبرز ما لديهم من مشاريع وأفكار علمية في مختلف المجالات. ومن أجل بث روح المنافسة بين الطلبة تم اختيار وتكريم أفضل ثلاثة مشاريع. حيث فازت الطالبات الخريجات مريم اليماحي، ونورة الشحي، ونورة الكعبي من ثلاثة تخصصات مختلفة في كلية تقنية المعلومات بالمركز الأول لأفضل ابتكار علمي عن برنامج يعين الطلبة على تجاوز مشاكل التسجيل في الجامعة. «وراء كل ابتكار دافع أو ظاهرة أو مشكلة احتاجت إلى إيجاد حلول، وفي هذه الحلول المقترحة يكمن الابتكار نفسه»؛ بهذه الكلمات بدأت الطالبة مريم اليماحي، والتي تخصصت في نظم المؤسسات حديثها في التعريف بطبيعة مشروعهن المبتكر والسبب الذي دعاهن إلى التفكير به. الحاجة أم الاختراع حول تفاصيل المشروع، تقول اليماحي «مشروعنا هو برنامج إلكتروني يعمل كمرشد أكاديمي لطلبة كلية تقنية المعلومات، وهو مشروع تخرجنا من الجامعة، وقد استوحينا فكرة هذا البرنامج من واقعنا نحن الطلبة حيث أننا نعاني من مشكلات تتمثل في عدم وجود مرشد أكاديمي متفرغ لنا طوال الوقت يساعدنا في اختيار المواد الدراسية التي يجب علينا دراستها في كل فصل، وفي توجيهنا عندما كنا طلبة مستجدين لا نعرف ما هو التخصص الذي يناسبنا من بين التخصصات المطروحة، وعلى الرغم من وجود عدد من المرشدين الأكاديميين في الجامعة، بمعدل مرشد أكاديمي لكل مجموعة من الطالبات أو الطلاب، إلا أن هذا المرشد هو في الأساس عضو هيئة تدريس في الجامعة على عاتقه الكثير من المسؤوليات كإعطاء الدروس والمحاضرات وإجراء البحوث العلمية، لذا يكون منشغلا معظم الوقت، وقد لا يتوافق وقت فراغنا نحن الطلبة مع وقت فراغه من أجل لقائه وأخذ مشورته وتوجيهه، فنضطر للتغيب عن المحاضرات للذهاب إليه وقت فراغه، والجامعة ترفض تسجيل الطلبة لبرنامجهم الدراسي لأي فصل دراسي دون العودة إلى هذا المرشد وأخذ موافقته على ما تم اختياره، وكذلك الأمر بالنسبة للطلبة المستجدين الذين يشعرون أنفسهم في ضياع عند دخولهم الجامعة يتخبطون ولا يجدون الوقت والفرصة الكافية للجلوس مع المرشد الأكاديمي والتحدث معه». وتضيف اليماحي «عبر برنامجنا المبتكر الذي توصلنا إليه بإشراف وتوجيه من الدكتورة سانيا لازاروفا، لا حاجة لأن نعود كطالبات إلى المرشد الأكاديمي، حيث يمكننا تسجيل موادنا الدراسية عبر الهاتف النقال الذكي، ولن يعاني الطلبة الذين سيلتحقون بالجامعة من عدم معرفة التخصصات المطروحة في الجامعة، ومن اختيار التخصص الأنسب لهم، ولن يعاني المرشدون الأكاديميون في الجامعة من عبء إيجاد ساعات فراغ للجلوس مع الطلبة وإرشادهم في اختيار تخصصاتهم أو تسجيل موادهم». مراحل التنفيذ عن المراحل التي مر بها المشروع، والتي استغرقت عاما دراسيا كاملا، توضح الطالبة نورة الشحي، التي تخصصت في الأنظمة الذكية «في الفصل الدراسي الأول قمنا بإعداد الدراسة النظرية للمشروع، والتي تضمنت تحديد الفكرة وإجراء دراسة بحثية لها ووضع تصور كامل للخطوات التي نود السير وفقها، وخلال ذلك أيضا بحثنا في الإنترنت عن أفكار أو برامج مشابهة فلم نجد، وسألنا عدة مرشدين أكاديميين عن المهام التي يقومون بها لنضمنها في البرنامج، وأعددنا استبيانات تضم أسئلة عن أهم المشكلات التي تواجهها الطالبات في كلية تقنية المعلومات، ووزعناها على عدد كبير من الطالبات من مختلف التخصصات والسنوات الدراسية، فوجدنا عبر جمعنا للنتائج أن أهم المشكلات تكمن في نظام التسجيل لكل فصل، وفي اختيار التخصص الجامعي المناسب». مرحلة الدراسة النظرية لم تنتهي، بحسب الشحي فقد تلا ما سبق عملية تحديد الطريقة التي سيطبق عليها البرنامج المراد ابتكاره أهي على الهاتف النقال الذكي أم على جهاز الكمبيوتر ضمن موقع الجامعة الإلكتروني أو على موقع متخصص لوحده، وتم اختيار تطبيقه على الهاتف النقال الذكي، نظرا لسهولة استخدامه وتواجده مع جميع الطالبات في أي وقت وأي مكان. وحول صلاحية أي هاتف نقال ذكي لتشغيل برنامج المرشد الأكاديمي، تقول الشحي «اخترنا نظام تشغيل الأندرويد نظرا لدعم شركة جوجل بتطوير البرمجيات لهذا البرنامج ومجانيته للمستخدم ، ومن الهواتف النقالة التي تعمل بهذا النظام سامسونج وhtc، وبما أنه لم يكن لدينا أية خلفية عن هذا النظام نظام تشغيل الأندرويد فقد بدأنا نخوض غمار الصعوبات والتحديات التي لم تنل من إرادتنا وطموحنا في الوصول إلى ما نريد». تعلم ذاتي تذكر الطالبة نورة الكعبي، والتي تخصصت في أمن المعلومات، أنهن قمن باللجوء إلى الإنترنت لمشاهدة الدروس والفيديوهات المعروضة حول كيفية التعامل مع نظام الأندرويد، بينما كانت المعلومات شحيحة جدا لدى الأساتذة عن هذا النظام نظرا لأنه نظام حديث وليس من السهولة فهمه أو تعلم برمجيته، وخلصن إلى الاتفاق على استخدام لغة البرمجة جافا، وذلك لأن هذا النظام يعمل بهذه اللغة ولحسن حظهن أنهن درسن لغة البرمجة تلك، مما سهل عليهن العمل إلى حد ما. كل ما سبق يعتبر دراسة نظرية للمشروع قامت بها الطالبات المبدعات حصلن فيها على درجة امتياز، ومن ثم انتقلن خلال الفصل الدراسي الثاني إلى المرحلة الأهم والأصعب، وهي مرحلة التطبيق العملي وعن هذه المرحلة، تقول الكعبي «قمنا في هذه المرحلة بتثبيت البرامج ونظام التشغيل المناسب للعمل على تطوير البرنامج، ومن البرامج التي استخدمناها (Google SDK , Eclips . SQL. Net Beans)، ومن ثم صممنا الواجهات الرئيسة لبرنامجنا ليقوم المستخدم بالتنقل فيه باستخدام لغة البرمجة (XML) الخاصة بتصميم الواجهات، وأعددنا جميع جداول البيانات التي قد نحتاجها في المشروع، ومن ثم قمنا ببرمجة الوظائف والمهام التي يقوم بأدائها برنامجنا وكل وظيفة أو مهمة نقوم ببرمجتها كانت تتطلب منا اختبار، وتقييم للتأكد من أنها تعمل بنجاح قبل الانتقال للعمل على الوظائف الأخرى، وغالبا ما كانت تفشل معنا عملية البرمجة ونضطر للإعادة عشرات المرات حتى ننجح مما تطلب منا الكثير من الصبر والمثابرة، وبعد نجاحنا في برمجة كل مهمة على حده قمنا بعمل عملية برمجة نهائية لجميع المهام مجتمعة واختبارها». صعوبات وتحديات ولا تنفي الطالبات نورة الشحي ونورة الكعبي ومريم اليماحي وجود صعوبات وتحديات مررن بها أثناء إعدادهن للمشروع، والتي تلخصها اليماحي قائلة «كل شيء كان ذاتي التعلم، البرمجة كانت صعبة جدا وبالذات التعامل مع نظام الأندرويد الجديد، كما كان التوفيق بين الدراسة وإعداد مشروع التخرج مرهق ومتعب جدا فكم كنا نضطر للتأخر ساعات بعد انتهاء يومنا الدراسي من أجل إتمام مشروعنا الذي تكلل بفضل الله عز وجل بالنجاح». وتشارك الطالبة الشحي زميلتها الكعبي الحديث عن الأيقونات والمهمات الأخرى التي يضمها البرنامج المبتكر، وتقول «بعد أن يحصل الطالب على جدول دراسي مناسب له يمكنه أن يضغط على أيقونة إرسال إلى البريد الإلكتروني، ويكتب بريده أو بريد المرشد الأكاديمي الإلكتروني فيما لو أحببنا أن نبقي دور المرشد الأكاديمي والتواصل معه عبر البريد الإلكتروني، ويمكننا أن نلغي هذه الخطوة ونكتفي بإرسال جدول الطالب إلى بريده الإلكتروني في حال تم اعتماد برنامجنا في الجامعة مستقبلا، ويوجد أيقونة ثالثة لاختيار التخصص خاصة بالطالب المستجد وبمجرد الضغط عليها سينتقل الطالب إلى صفحة تضم أيقونتين الأولى تضم معلومات عن التخصصات فيها جميع التخصصات في الجامعة ونبذة عن كل تخصص، وأيقونة اختيار التخصص تضم تحتها مجموعة أسئلة اختيار من متعدد، يتم فيها السؤال عن رغبة الطالب واهتماماته ودرجاته خلال أول عامين له في الجامعة حيث إن الطالب المستجد يختار تخصصه بعد السنة الثانية من الدراسة في الجامعة، وفق إجابات الطالب عن رغباته وميوله ودرجاته التي حصل عليها في هذين العامين يقوم البرنامج بعمل حسابات وإحصاءات تنتهي باقتراح 3 تخصصات يعتبرها البرنامج الأنسب للطالب تتدرج في الأولوية من التخصص الأنسب فالأقل». وتعبر اليماحي وزميلتيها عن فرحتهن الكبرى بفوزهن بالمركز الأول في المؤتمر والمعرض الأول للابتكار الذي أقامته الجامعة لطلبتها، ويعتبرنه خطوة مهمة في حياتهن نحو التقدم والنجاح، لذا يتقدمن إلى الجامعة ممثلة بإدارتها وأساتذتها بالكثير من الشكر والامتنان، ويتمنين أن يتم تبني مشروعهن عبر اعتماده من قبل الجامعة ليستفيد منه جميع الطلبة والطالبات. آلية التشغيل عن آلية تشغيل البرنامج على الهاتف النقال الذكي، تقول الكعبي «عند تشغيل البرنامج يظهر في الصفحة الرئيسة شعار البرنامج (FIT)، وهي اختصار لاسم كلية تقنية المعلومات باللغة الإنجليزية، ويظهر تحته 3 أيقونات وهي: أيقونة مستخدم جديد في حال لم يكن لدى الطالب حساب في البرنامج فيقوم بتسجيل نفسه ووضع كلمة سر خاصة به تحافظ على خصوصيته، وأيقونة تسجيل الدخول في حال كان الطالب مسجل مسبقا، وأيقونة معلومات عن البرنامج ومطوريه. وبعدما يضغط الطالب على تسجيل الدخول وتتم عملية دخوله بنجاح يجد قائمة من الأيقونات وهي أيقونة إدخال بيانات الطالب، حيث يدخل الطالب المساقات التي درسها بوضع إشارة عليها فهي مدرجة جميعها أمامه ويدخل درجته فيها». وتتابع «من المفروض ألا يقوم الطالب بهذه الخطوة، بل أن يفتح البرنامج ويرى أمامه مساقاته التي درسها ودرجاته فيها. لكننا لم نستطع فعل ذلك لعدم إمكانية ربط البرنامج بقاعدة البيانات الخاصة بالجامعة، فأنشأنا قاعدة بيانات خاصة ببرنامجنا تفي بالغرض، وأيقونة ثانية اسمها خطة الفصل القادم، التي تعمل بناء على المعلومات التي أدرجها الطالب من مساقات انتهى منها ودرجاته فيها ووفق نظام الجامعة وقوانينها، فيقوم البرنامج بعد أن يحسب المعدل التراكمي للطالب ويكتب له التقدير المناسب لها. وعلى أساس معدله وعبر هذه الأيقونة يقوم البرنامج بإعداد وتقديم الجدول الدراسي الأنسب للطالب للفصل الدراسي، الذي وصل إليه دون إغفال المساقات التي رسب فيها والمساقات الأخرى المهمة التي يجب على الطالب أخذها، ويعد نسيانه لها مؤخرا لتخرجه. كما يتنبه البرنامج إلى أنه إذا كان المعدل التراكمي للطالب متدني فيعد له جدولا دراسيا لا يزيد عن 4 مساقات ليتسنى له رفع معدله وإذا كان معدل التراكمي مرتفعا فيعد له جدولا دراسيا من 6 أو 7 مساقات ليتسنى له التخرج بسرعة».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©