السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

.... وإن تعددت الأسباب!

18 يناير 2014 21:24
كنت أحاول رصد أهم الشخصيات التي رحلت عن عالمنا خلال 2013، ولفت انتباهي بعض المعلومات القديمة عن مشاهير ماتوا بطرق غريبة وطريفة، وتبدو أحياناً غير معقولة، ورأيت أن أوجز بعضها تأملاً وعظة.. ذلك الشاعر الإغريقي الشهير «أناكريون» الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد كان يأكل العنب، فانحشرت حبات في حلقه ومات!.. أما الشاعر «تربنادر»، فقد رماه أحد أصدقائه مزحةً بحبة من التين، فالتقفها بفمه، لكنها وقفت في حلقه ومات! لكن الأديب «إسكيلوس» كان يجلس أمام البيت، وتصادف تحليق نسر فوقه على ارتفاع عالٍ يحمل سلحفاة كبيرة بين مخالبه، فسقطت منه على رأس «إسكيلوس» فمات على الفور! على خلاف المؤلف المسرحي يوربيدس الذي هاجمته الكلاب ذات ليلة فمزقته إرباً ومات! لكن الفيلسوف الكبير أرسطو يعرف أنه ألقى بنفسه في البحر، ومات غرقاً، عندما عجز عن تفسير سبب التيارات البحرية «المد والجزر»، ولماذا تتغير في اليوم الواحد عشرين مرة! لكن الملك الأديب يادس الذي عاش ما بين 132-63 ق.م كان يخاف أن يموت مسموماً، فطلب من خادمه أن يضع القليل من السموم في طعامه كل يوم حتى يعتاد الجسم على ذلك، إلا أنه قرر يوماً أن ينتحر، وأخذ كمية أكبر من السم، لكنه لم يمت، فطلب من حراسه أن يدقوا رأسه بحجر حتى مات! فيما غطى الفيلسوف اليوناني الشهير «هرقليطس» نفسه بروث البقر، حتى مات! أما الفنان «كالخاس» فقد مات من الضحك، عندما فرح كثيراً لأنه عاش يوماً بعد اليوم الذي حدده العرافون لوفاته، فظل يضحك ويضحك سخريةً منهم حتى مات! كذلك كان الفيلسوف زينون الذي قطع أحد أصابعه عندما بلغ التسعين، وتركه ينزف، ثم يدق الأرض بقدميه ويديه مردداً بيتاً من الشعر القديم، يقول: جئت إلى هنا، فلماذا أتيت بي؟! حتى مات! وها هو المفكر الروماني الساخر «برجرينوس» الذي أشعل ناراً ضخمة، وراح يرقص حولها يتغزل بأصواتها وألوانها ثم ألقى بنفسه فيها! الموت المضحك، كان من نصيب «أبييوس» أول من ألف كتاباً في التاريخ عن الطهي، فقد استدرجه أصدقاؤه إلى إقامة وليمة ضخمة، فأقامها، ولما عرف أن الفلوس التي تبقت عنده لا تكفيه شهراً، ظل يأكل من طعامه حتى مات مكتوماً من الأكل! لكن الشاعر الصيني لي بو ـ 762-700 ق. م ـ ركب زورقاً في ليلة مقمرة وشرب نبيذاً، وغنى، وعندما حاول أن يقبل صورة القمر على سطح الماء أنقلب ومات غرقاً! في حين أن الأديب الإنجليزي «أرنولد بنيت» ـ1867-1931ـ مات بحمى التيفوئيد بعد أن شرب كوباً من ماء نهر السين، ليدلل على أنها مياه نقية صحية، لكنها كانت غير ذلك! أما موليير، الذي عُرف عنه مرضه بالوهم، فكان يمثل دوراً في إحدى مسرحياته، يتظاهر فيه بالمرض، وعندما أسدل الستار سقط ميتاً، الطريف أن المسرحية كان اسمها «المريض بالوهم»! صحيح.. تتعدد الأسباب.. والموت واحد! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©