الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحافة إفريقيا 2010 تحفل بالجوائز الدولية والاعتقالات والاغتيالات

صحافة إفريقيا 2010 تحفل بالجوائز الدولية والاعتقالات والاغتيالات
15 يناير 2011 20:13
مصحوبة بمساندة عالمية متزايدة من الهيئات المهنية والجهات المعنية بحقوق الإنسان، وبمزايا الانفتاح الإعلامي والتكنولوجيا الجديدة وطفرة تدفق المعلومات، تحاول الصحافة الإفريقية تحقيق مكاسب أوسع من حرية التعبير على الرغم من اصطدام سعيها بالكثير من العوائق السياسية والاجتماعية، كما لا تنفك تستقطب المزيد من الاهتمام العالمي والمتابعة القريبة من قبل العديد من المنظمات الإعلامية الدولية التي باتت تسلّط الضوء على كل ما يصدر بهذا الشأن في كل بلد إفريقي وخاصة لدى اشتعال أزمات جديدة. أبوظبي (الاتحاد) - لا شك أن القارة السوداء تحتاج لإضاءات أكثر بكثير من تلك التي حققتها العام الماضي لا سيما أن الأحداث والمشاكل والأزمات، من الفقر إلى الأمراض إلى الانقسامات السياسية والتدخلات الأجنبية تثبت باستمرار أن العلاقة بين الحريات الصحفية وبين التحديات الوطنية والقارية أوثق مما يظنه الكثيرون. «تيبل مونتاين» بموازاة ذلك، كانت وتيرة حركة الصحفيين الأفارقة تتصاعد بشكل غير مسبوق، ففي سبتمبر عقد اجتماع ضم أعلام ورؤساء تحرير مناصرين للحريات لتفعيل إعلان «تيبل مونتاين»، الذي صدر عام 2007 في جنوب إفريقيا والخاص بإلغاء قوانين تجريم الصحفيين في إفريقيا وهو بمثابة حملة لدعم حرية التعبير أطلقتها الجمعية العالمية للصحف والناشرين، وأسفر الاجتماع عن تشكيل اللجنة التوجيهية للحملة، وقال عمر بلهوشات، مدير صحيفة الوطن الجزائرية اليومية، وعضو اللجنة إنه «بات لدينا الآن التزام قوي لتشجيع القادة والرؤساء الأفارقة الذين يؤمنون بحرية الصحافة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية»، وكان بلهوشات نفسه ضحية قرار قضائي بالسجن والغرامة صدر ضده وضد الصحفية سليمة التلمساني في وقت سابق من العام الماضي، على خلفية نشر تحقيق كشف ممارسات الشعوذة التي يمارسها أحد الأطباء تحت غطاء طب النساء والأطفال. إلى جانب هذه الجهود كانت الوقائع لا تبشر بانفراج واسع في القريب المنظور فأحوال الصحافة الإفريقية العام الماضي تؤكد أن الطريق ما زال طويلاً أمام ذلك في الكثير من دول القارة. وقال تقرير لمنظمة «أيفكس»، ومقرها كندا، إن «الصحفيين في إفريقيا هم المجموعة الأكثر تعرضا للاضطهاد من بين المدافعين عن حقوق الإنسان في القارة». وقال فاتو سنجابور، أحد المثقفين الأفارقة العاملين لتحسين ظروف الصحافة، إن «في كل ركن من القارة، تتم المساومة على أمن الصحفيين»، بينما قال عمر عثمان، رئيس الاتحاد الإفريقي للصحفيين، ورئيس النقابة الوطنية للصحفيين الصوماليين «مر عقد في الألفية الجديدة، ولا يزال اغتيال الصحفيين أمراً شائعاً جداً كما شاهدنا في نيجيريا وأنجولا وأوغندا والكاميرون والصومال». وتضم «أيفكس»، وهي الشبكة الدولية لتبادل المعلومات المتعلقة بحرية التعبير التي تأسست عام 1992 في مونتريال بكندا، أكثر من 80 منظمة مستقلة في مختلف أنحاء العالم وتقوم بما يشبه الرصد اليومي لأحوال الصحافة في إفريقيا. وذكر تقريرها أن «الأحكام بسجن الصحفيين تستمر لفترات طويلة وفي كثير من الأحيان تكون بموجب القوانين القاسية التي تجرم مخالفات الصحافة مستشهداً على سبيل المثال، بإحالة عشرات الصحفيين في الكاميرون للمحكمة خلال العام الماضي وبعض الصحفيين ما زالوا يقبعون في السجن دون إحالتهم إلى المحكمة». دراما دامية رصد الاتحاد الدولي للصحفيين في مطلع العام الماضي مقتل 13 صحفيا، وسجن 32 آخرين في عام 2009، وقال إن الاتحاد الإفريقي لم يفعل شيئاً للتصدي لهذا الاتجاه، وذكر الاتحاد كلا من أريتريا والصومال وجمهورية الكونجو الديمقراطية وجامبيا باعتبارها من البلدان الأكثر قمعاً للصحفيين، وقال التقرير الذي أعده أعضاء من «الاتحاد الإفريقي للصحفيين» إن «الهجمات ضد حرية الصحافة تحولت إلى قاعدة عامة من قبل السياسيين وقادة الرأي». وقبيل أن يصدر التقرير الخاص بعام 2010 فإن نظرة على التقارير اليومية لشبكة «أيفكس» وغيرها من المنظمات المماثلة كفيلة بإعطاء صورة درامية دامية عن أحوال الصحافة في الكثير من دول القارة مثل أوغندا وأنجولا والكونجو، وفي زيمبابوي سجل المعهد الإعلامي لإفريقيا الجنوبية تصاعد اعتقالات الصحفيين ولم تفلح عرائض المطالبة بالكف عن التضييق على المؤسسات الإعلامية في ثني السلطات على إصدار قرارات في 6 يناير الجاري تحذر جميع الصحفيين ومندوبي المؤسسات الإعلامية الأجنبية العاملة في البلاد من أنهم قد يتعرضون للمحاكمة، إذا لم يدفعوا فورا رسوم التسجيل والضرائب التي قفزت بنحو 300%. وفي ساحل العاج حظرت السلطات في ديسمبر الماضي نشرات الأخبار الدولية ومنعت حركة الإعلام في ظل استمرار الفوضى في أعقاب الانتخابات الرئاسية، بحسب المؤسسة الإعلامية لغرب إفريقيا و»مراسلون بلا حدود» وهيومن رايتس ووتش ولجنة حماية الصحفيين. وفي السودان، أُفيد عن اعتقال واختفاء نشطاء وصحفيين قبيل الاستفتاء الذي نفذ في التاسع من الشهر الجاري بشأن مصير الجنوب بحسب الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. وتبقى الصومال حالة خاصة نتيجة الحروب الدائمة فيها منذ نحو عقدين، وفي أغسطس الماضي سجل الاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين و»مراسلون بلا حدود» ولجنة حماية الصحفيين مقتل ثالث صحفي في عام واحد في بلد قررت فيه منظمات دولية صحفية توزيع الدروع والخوذ الواقية لمساعدة الصحفيين على القيام بعملهم. في المقابل، لا تخلو التقارير اليومية من بعض النقاط الإيجابية حيث وقعت مؤخرا رئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف على قانون حرية المعلومات، الذي طال انتظاره خلال هذا الأسبوع. وفي أوغندا قضى خمسة قضاة أوغنديين لصالح حرية الصحافة بإعلانهم عدم دستورية قانون تجريم التحريض، بحسب شبكة حقوق الإنسان للصحفيين- أوغندا ولجنة حماية الصحفيين. جوائز يحوزها صحفيون أفارقة منحت «لجنة حماية الصحفيين» (CPJ) في نوفمبر الماضي الجائزة السنوية لحرية الصحافة للصحفي دويت كيبيدي من صحيفة «أورانبا تايمز» الصادرة في أثيوبيا والمتهمة بأنها من أكثر الدول قمعا للحريات، وبعدها بأيام أعلنت منظمة «صحفيون كنديون من أجل حرية التعبير» (CJFE) عن منحها جائزتين لاثنين من صحفيي الكاميرون هما روبرت مينتواما، رئيس تحرير صحفية «لودوفوار» الأسبوعية، وسيرج سبوناج ناشر صحيفة «لاناسيون»، المسجونان منذ مارس الماضي، وعلى الأثر صدر قرار بإطلاق سراحهما المشروط قبل يوم من تسليمهما الجائزتين. وكان داويت إسحاق، مؤسس أول صحيفة مستقلة في أريتريا، والمحتجز منذ تسع سنوات من دون تهمة أو محاكمة، حاز قبلهما بقليل على جائزة «القلم الذهبي» للحرية، وهي الجائزة السنوية للجمعية العالمية للصحف والناشرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©