الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعليم وطاقة التغيير

9 فبراير 2009 03:00
ليت إدارة أوباما لديها زر تضغط عليه فتعـــود بنا الأمـــور إلى ما قبل أسبوعين، عندما تم صنع التاريخ، وكانت واشنطن مفعمة بالتغيير، والجميع تقريباً يتوقعون شيئاً مهماً· أما الآن، حيث لم يكد ينقضي سوى أسبوعين على تولي أوباما، فقد اكتشفنا أن أحد الذين كانوا قد رشحوا لتولي منصب وزاري، لم يدفع كل الضرائب التي كانت مستحقة عليه، وأن هناك سياسياً آخر تم تثبيته في منصبه قد فعل نفس الشيء، وأن حزمة الحوافز التي وعد بها أوباما هي في حقيقتها حزمة تقدم جبالا من المال ولا ينتظر منها سوى أن تحقق نزراً يسيراً من الإصلاحات··· والسؤال الآن: هل نستطيع أن نعيد عقارب الساعة قليلا إلى الوراء؟ إذا ما أخذنا كلا من حالتي التهرب الضريبي: تلك الخاصة بوزير الخزانة ''تيموثي جيثنر''، والأخرى الخاصة بالمرشح لحقيبة الخدمات الإنسانية ''توم داشل''، كلا على حدة، فسنجد أن كلا من الحالتين ليست ذات أهمية كبيرة، لكن إذا ما أخذناهما معاً فسنجد أنهما يوصلان رسالة معينة وهي: إذا ما كنتم محبوبين من قبل الإدارة فليس هناك ضرورة لالتزامكم باللعب حسب الأصول· إن ''جيثنر'' و''داشل'' كلاهما رجل طيب، لكن تعيينهما يرسل رسالة مؤداها أن مكنسة واشنطن الجديدة تكنس بنفس الطريقة تقريباً التي كانت تكنس بها القديمة· هذه الرسالة تتكثف من خلال النظر إلى حزمة الإنقاذ· فالشيء الناقص في هذه الحزمة هو تحديداً الشيء الذي خاض أوباما حملته الانتخابية من أجله، ألا وهو التغيير· فهذه الحزمة تحتاج إلى تغيير··· بل إلى تغيير كبير في الحقيقة· والتعليم كان يجب أن يكون هو المجال الذي تضع فيه إدارة أوباما بعض اللحم على عظم التغيير، بيد أن ما قرأناه هو أنها قد خصصت مبلغاً مذهلا لميزانية التعليم حتى الصف الثاني عشر (الثانوية العامة) قيمته 100 مليار دولار، بينما خصصت مبلغا أقل كثيراً جداً لإصلاح المؤسسة التعليمية ذاتها، رغم أن الأزمة الحالية كان يجب أن توفر فرصة مناسبة لإجبار هذه المؤسسة على تغيير أساليب عملها المتقلبة، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن على الأقل· وعلى ما يبدو فإن الإدارة لا تدرك أن المال وحده في مثل هذه الحالة ليس هو كل شيء· فطالما أن الأموال سوف تقدم لا محالة، فما الذي يمنع أن يكون ذلك التقديم مرفقاً بمطالبة للمؤسسة التعليمية بتغيير طريقة عملها· يجب أن يأخذ الأمر شكل الصفقة، فيقول أوباما لتلك المؤسسة مثلا: خذوا أموالا واعطوني تغييراً· ففي هذه الحالة سوف يكون لدى أوباما قوة رافعة تساعد على التغيير· ورغم أننا لا نستطيع الجزم الآن بما إذا كان أوباما سينجح في مسعاه أم لا، فإن الأمر الذي يرجح نجاحه في تقديري هو أن نقابات المعلمين في الولايات المتحدة الأميركية المختلفة قد دعمت حملته الانتخابية للتغيير رغم أنها كانت من قبل تبدي نفوراً من إجراء بعض الإصلاحات على نظامها· هناك العديد من المقترحات المتعلقة بإصلاح المنظومة التعليمية مثل تلك المتعلقة بتحسين أوضاع المدرسين، والتأكد أن أفضل المدرسين يقومون بالتدريس في أكثر المدارس صعوبة وليس في أفضل المدارس، وأنهم يتقاضون مبالغ سخية نظير ذلك، ومد اليوم الدراسي (ساعة واحدة فقط)، ومد العام الدراسي أيضاً، وأن يشمل التعليم جميع الأطفال في سن التعليم بلا استثناء··· فهل يكفي مبلغ 100 مليار لتحقيق ذلك؟ الإجابة نعم يمكن· إنني أستطيع أن أقدر الحاجة للتحرك بسرعة وتجنب المعارك السياسية غير الضرورية، لاسيما أن النقابات التعليمية معروفة بقدرتها على خوض المعارك· لكن ما لا شك فيه هو أن طاقة التغيير قد تأثرت الآن عما كانت عليه من قبل، وأن علينا أن نعيد تدوير الزر لشحنه بالطاقة مجدداً حيث لم يتأخر الوقت كثيراً على ذلك· ريتشارد كوهين كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©