الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رواية حارث المياه للبنانية هدى بركات إلى السويدية

رواية حارث المياه للبنانية هدى بركات إلى السويدية
9 فبراير 2009 03:04
قيمت الصحافة الأدبية السويدية إيجابيا رواية اللبنانية هدى بركات ''حارث المياه'' بمناسبة صدورها مؤخرا باللغة السويدية· واتفق معظم كتاب المراجعات النقدية فيها، على اعتبارها عملا مميزا، تناولت فيه كاتبتها موضوعة الحرب، بأسلوب ومعالجة مختلفة تماما· وقال الناقد ماجنوس بيرسون '' كتبت بركات رواية عن جنون الحرب برؤية مختلفة، إنها إعادة هيكلية لأحداث تاريخية جرت على البلاد وطالت ناسها· وجاءت وكأنها إعادة خلق لحوادث الماضي واسترجاع للأمكنة ذاتها، للحارات، المقاهي، دور السينما ومصير عائلتها· وهذا هو ما منح الرواية طابعها الحزين والجميل· وهذا ما عبر عنه بطلها بائع الأقمشة نقولا، الذي وجد نفسه هائما في شوارع بيروت بعدما أحرقت قذائف صواريخ المتحاربين فيها دكانه، حيث يقول ''خرجت ثانية الى الشارع وجلست قبالة المحل على حجر دحرجته بقدمي من وسط الطريق الى الحائط المواجه، رحت أهز رأسي آسفا على الرزق ومتسائلا عما يكون دفعني للمجيء هنا وحول ما كنت أنتظر أن أرى من حال المحل· وسيغدو السير في شوارع بيروت وتذكر ماضيه عبر الأمكنة التي عرفها هاجس نقولا الدائم، وبه ستكمل الروائية سردها لحال البلاد وما فعلته الحرب بها· ويقول ''دخلت مار جرجس ففاجأتني البرودة ذاتها التي كانت تنعشني صغيرا ويدي بيد أبي·· كانت الكنيسة فارغة تماما· أحرقت تكاملها كما التياترو الكبير··''· وتتداخل أحداث الرواية (التي ترجمتها الى السويدية جايل رامساي) مع مسارات حياة أبطالها·· فوالدت نقولا التي أصرت على العودة الى لبنان بعد أن هجروها الى مصر· خضع زوجها لرغبتها· ولكنها لم تصبح مغنية أوبرا كما كانت تحلم· ووالده عاد للعمل في نفس مهنة والده كقماش· فمصائرهم، ومنذ وطأت أقدامهم بيروت، ستقررها الأقدار والحروب الأهلية، التي كان جده يخاف منها ومن المدينة التي ولد فيها· كان يقول دوما''·· هذة المدينة ليست بلادا لأحد، كان أبي يقول نقلا عن جده حين يكون غاضبا''· ولأن الرواية عن تاجر أقمشة ذهبت هدى بعيدا في عالم الخيوط والألوان· فكانت رحلة مدهشة في عالم الألبسة ومعانيها الروحية والجسدية· إنها رواية عن الحرب والحياة والموت، إنها حرث في الماء· كما حملت كلمات نقولا الأخيرة لوالده·· ''يعن لي، هكذا أن أقوم وأركض فيها في كل الاتجاهات· وأن أحرثها حرثا''·
المصدر: ستوكهولم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©