الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سنودن تعلم اختراق الكمبيوتر في الهند

18 يناير 2014 21:51
قبل ثلاث سنوات تقريباً عن كشف نفسه كمصدر تسريب للوثائق الخاصة بوكالة الأمن القومي الأميركية، تبين أن إدوارد سنودن أدى زيارة إلى نيودلهي بالهند، حيث أمضى ستة أيام تلقى خلالها دروساً في عمليات اختراق أجهزة الكمبيوتر بإحدى المدارس المحلية المتخصصة، وذلك حسب ما أفاد به مسؤولون وأشخاص على علم بزيارة سنودن. وعبر مدرب خاص تلقى سنودن الذي كان وقتها متعاقداً مع وكالة الأمن القومي درساً فيما يسمى «الاختراق الأخلاقي»، تعرف فيه على تقنيات متقدمة في عمليات التسلل إلى أجهزة الكمبيوتر واستغلال الثغرات الأمنية في المنظومات الإلكترونية. وكان الهدف الظاهر للمساق الذي انتظم فيه سنودن تدريب الطلبة على حماية الأجهزة وتحصين محتوياتها من المتطفلين أو الجواسيس الساعين إلى الحصول على المعلومات الخاصة. لكن للقيام بذلك يتعلم الطلبة أولاً كيف يخترقون أجهزة الحاسب الآلي وسرقة المعلومات من جوفها. وبحسب الإفادات، سأل سنودن أيضاً عن بعض الوسائل والتقنيات المعتمدة عالمياً في الجرائم المالية عبر الإنترنت، بما في ذلك برمجيات خاصة لهذا الغرض. لكن سنودن لم يكشف وقتها للمحققين أثناء تمديد عقده السنوي مع الوكالة وخضوعه لفحص أمني، تفاصيل زيارته للهند، علماً بأنه كان الفحص الذي حصل بموجبه سنودن على إذن العمل مع الوكالة واستطاع من خلاله الوصول إلى 1.7 مليون وثيقة سرية سرقها لاحقاً من شبكات الكمبيوتر الخاصة بالوكالة وقواعد بياناتها. وقد حمل مسؤولو الاستخبارات الأميركية الشركة الخاصة التي أجرت بحثاً عن خلفية سنودن، لعدم كشفها زيارته الخاصة للهند وعدم سؤاله عن رحلاته إلى بلدان أجنبية ولقائه الأجانب، لاسميا وأنه الإجراء المعتمد للتحقق مما إذا كان شخص ما يعمل جاسوساً لجهة أجنبية. بيد أن مجلة «فورين بوليسي»، وخلال الإعداد لهذا المقال، علمت أن رحلة سنودن للهند لم تكن خافية على الحكومة الأميركية وأجهزة الاستخبارات، فقد زار سنودن الهند بصفته المهنية كمتعاقد مع وكالة الأمن الوطني وكخبير تقني جاء لمساعدة السفارة الأميركية في نيودلهي، وذلك وفقاً لشخص مطلع طلب عدم الكشف عن هويته. هذا بالإضافة إلى أن سنودن أخبر مدربه في المدرسة الهندية أنه يعمل مع الوكالة وأنه جاء في مهمة عمل وفقاً لما نقله روهيت أجاروال، مدير ومؤسس مدرسة «كونينج سلوشنز». وبحسب مسؤولين في الاستخبارات الأميركية، يُطلب عادة من الموظفين الحكوميين أو المتعاقدين عدم الكشف عن زياراتهم الخارجية ذات الطبيعة المهنية حتى لا تتعرض بعض العمليات الاستخبارية أو الأنشطة الحساسة للضرر. ومع أن زيارة سنودن للهند التي سبقت تسريبه للمعلومات السرية، حظيت بتغطية إعلامية واسعة في الهند بعد ظهور قصته للعلن، إلا أنها لم تستأثر باهتمام الإعلام الأميركي، رغم أن زيارات سنودن تسلط الضوء على طبيعة أنشطته قبل سنوات قليلة من تحوله إلى أشهر مسرب للمعلومات السرية في التاريخ الأميركي. وليس واضحاً على وجه الدقة ما كان يقوم به سنودن في السفارة الأميركية بنيودلهي، ففي ذلك الوقت كان يعمل مع شركة «ديل» كخبير تكنولوجي، وهي الشركة التي كانت متعاقدة مع أحد المرافق التابعة لوكالة الأمن الوطني باليابان، بحيث من المألوف أن يعمل موظفو الاستخبارات الأميركية في السفارات حول العالم. لذا ربما كان سنودن وقتها منخرطاً في تشغيل إحدى معدات المراقبة في نيودلهي، لاسيما وأن إحدى الوثائق التي سربها المتعاقد أشارت إلى برنامج يدعى «ستيتروم» يعمل على جمع الاتصالات الإلكترونية من خلال أجهزة يتم وضعها في مقار السفارات الأميركية حول العالم. وفي إعدادي للمقال اتصلت بالسفارة الأميركية بنيودلهي دون تلقي رد، كما أن استفساراتي التي وجهتها لأشخاص داخل وكالة الأمن الوطني ووكالة الاستخبارات المركزية ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية، لم تتلقَ أي تعليق. وبحسب مسؤولين في مدرسة «كويينج»، وصل سنودن إلى الهند قادماً من اليابان في 2 سبتمبر 2010، حيث أمضى ليلته الأولى بأحد فنادق المدينة، قبل أن يقله مندوب عن المدرسة إلى مكان الإقامة التابع لها، وظل في ذلك المكان حتى 9 سبتمبر لتلقي الدروس التي جاء من أجلها. ومع أن سنودن لم يخفِ عمله في الوكالة، كما نقل عنه مدير المدرسة، إلا أنه لم يدخل في التفاصيل، بل أوضح فقط أنه يريد تلقي دروساً مكثفة خلال فترة مكوثه في الهند. وفي وصفه لسنودن، قال مدربه إنه كان هادئاً ومجداً، وأنه لم يستغرق وقتاً طويلاً في الراحة، كما أنه كانت لديه معرفة جيدة بعلوم الكمبيوتر وبرامج التسلل. وأضاف المتحدث باسم المدرسة أن سنودن كان مهتماً ببعض البرامج التي تستخدم في عمليات اختراق أجهزة الكمبيوتر من منطلق أن معرفتها هي الأسلوب الأفضل لحماية الأجهزة ومنع اختراقها. واللافت أن سنودن طلب التدريب على بعض البرامج المستخدمة في الجرائم الإلكترونية مثل «زوس» و«فراجوس» و«سباي آي»، وهي برامج يستخدمها المجرمون لاختراق أجهزة الكمبيوتر وسرقة المعلومات المالية للأفراد والشركات، بل إن بعضها يُستخدم في إنشاء مواقع إلكترونية مزورة تخدع المستخدمين بالدخول وتسجيل بياناتهم المالية المتعلقة بالبطاقات الائتمانية، لينتهي الأمر باختراق الحساب البنكي وسرقته. ومع أنه من غير المعروف لماذا طلب سنودن التدريب على برامج تستخدم عادة في الجرائم الإلكترونية، إلا أن الأمر قد يكون مرتبطاً بطبيعة عمله وقتها كخبير في مجال الأمن الإلكتروني بشركة «ديل». ‎شاين هاريس كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©