الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرمجة اللغوية العصبية تفسر العلاقة بين العقل واللغة

البرمجة اللغوية العصبية تفسر العلاقة بين العقل واللغة
15 يناير 2011 20:15
ما حدود البرمجة اللغوية العصبية وما مجالاتها؟ وما جدوى التقنيات والوسائل التي يلجأُ إليها مدربوها؟ وهل فعلاً هذه النَّجاحات التي يحقّقها كثير من الناس تعزى في حقيقة الأمر إلى معرفتهم الدّقيقة بحسن تطبيق نظريّاتها وتقنياتها؟ وما رأي الإسلام في ذلك؟ يجيب عن هذه الأسئلة محمد صافي المستغانمي باحث وكاتب إسلامي، ومحاضر ومدرب في البرمجة اللغوية العصبية، ورئيس قسم التنمية البشرية والشؤون التعليمية بمؤسسة الحكمة التعليمية. أبوظبي (الاتحاد) ـ يعرف المستغانمي البرمجة اللغوية العصبية بأنها عالم مليء بالأفكار الإبداعية، وهناك تعريفات كثيرة لها، فهناك من يعرفها بِأَنَّها دليل مرشِد للفكر والعقل، ويضيف أن هناك مَن يعرِّفها بقوله إنها ميدانٌ حافلٌ بدراسة الخِبرات الشّخصيّة، واتّجاه مليءٌ بِحبّ الاستطلاع، يبحثُ في مكامن القوى في الكيان الإنساني، وَفقَ منهجيّة تبدع عددا غير محدود من التّقنيّات. ويعرفها المستغانمي بقوله إنها تبصير الإنسان بِقواه العظيمة، وإرشاده إلى طرق التَّفكير الإيجابي والإبداع والابتكار لتحقيق أفضل مستويات الأداء والتفوّق في كل مجال من مجالات الحياة، وبعبارة موجزة إنها إيضاحُ سُبل النَّجاح في الحياة، وهذا الحقل المَعرفي نشأ في ديار الغرب، وتحديدا في بداية السبعينيات من القرن الماضي، بدأت تَتَّضِحُ معالِمُ هذا الحقل المعرفي في كتابات باندلر، ووجون جريندر اللذين كانا أستاذين في جامعة سانتا كروز في ولاية كاليفورنيا، ثُمَّ توسّعت دائرةُ الأبحاث العلمية التي أجريت في نطاق هذا العلم الفتي، وفي حضارة الإسلام العريقة نماذجَ مُشرِّفةً وأسماء لامعة سطَّر التّاريخ نجاحاتها بِحروفٍ ذهبية. يقول المستغانمي “لا يمكن أن يأتي أي علم من فراغ، لابدّ أن تكون مادّته موجودة مبعثرة هنا وهناك، وكذلك الأمر بالنسبة للبرمجة اللغوية العصبية، هي واقع مشهود، فالنَّجاح الإنساني لم يتوقف، وأنماط المبدعين والنَّاجحين الكبار تغص بهم المعمورة منذ زمن بعيد، فجاء الغربيّون الذين تخصصوا في كثير من فروع العلوم الإنسانية، واستطاعوا جمع شتات هذا العلم، وبلورته في ثوبه المعاصر، وهو في تطور مستمر”. ويشير إلى أن أوَّل مَن ابتكر هذه التسمية هو ألفريد كورزيبسكي في كتابه “العلم وصحة العقل”، الذي صدر في 1933، غير أنَّ هذا العلم اتضحت معالمه في جامعة سانتا كروز في ولاية كاليفورنيا، على يدي الباحثين العالمين: ريتشارد باندلر، وجون جريندر. يعتبر المستغانمي أن البرمجة العصبية باللغة العربية لها أهميتها رغم بعض التحفظات عليها من الناحية اللغوية. ويقول “بدون أن أنسى أنَّ ثمّة كثيرا من الكتب التي كتبها أصحابُها باللغة العربية، وهي حافلةٌ بالأفكار البنائية، والابتكارية في مجال التدريب والإبداع، وأسس النجاح مثل كتابات د. طارق سويدان “صناعة القائد” و”صناعة النجاح”، وكتاب “التدريب والتدريس الإبداعي”، وكتابات د. إبراهيم الفقي المتنوعة وعلى رأسها كتاب “قوة التفكير”. لكن هناك الكثير من الكتب التي تهمل الجانب اللغوي”. أما عن موقع علم البرمجة اللغوية العصبية بين العلوم الإنسانية، من وجهة النظر الإسلامية؟ وعن سؤال ما رأي الإسلام في تتبع وتطبيق مهارات البرمجة العصبية كما يُبرزها علماء الغرب وغيرهم؟ يجيب المستغانمي “الإسلام دين العلم، والقرآن كتاب القراءة الأول، وأوَّل آيةٍ أنزلت هي “اقرأ باسم ربك الذي خلق”، فلا حدود في الإسلام للقراءة. والآيةُ الأولى التي تطالب المسلم بالقراءة، لم تحدد المادة المقروءة، والمفعول المحذوف كما يقول النحويون يدلّ على العموم، فالمهم أن يقرأ الإنسان، لذلك فلا غضاضة في الإسلام أن يقرأ المثقف المسلم كل ما تجود به العقلية البشرية، وخصوصا إذا كان يحثّ على النّجاح والتميّز في الأداء، وإطلاق قدرات العقل في التّفكير والإبداع والابتكار”. وينصح المستغانمي القارئ المسلم بالابتعاد عن التّعصب الأعمى، أو التّقليد غير السوي، خصوصا إذا كان خِلوا من أسس المعتقدات والتعاليم الإسلامية، فإنّه يكون عرضة للتّأثّر بكل ما هو غربي، ويضيف أما المثقّف المُحصّن المتّزن ثقافيا وروحيا وأخلاقيا فلا يضيره ما يقرأ بل إنَّه يجد من خلال ثقافته الإسلامية المعتدلة، الميزان الذي ينير له الدّرب، ويوضح له السبيل. و البرمجة اللغوية العصبية هي مجموعة طرق وأساليب تعتمد على مبادئ نفسية تهدف لحل بعض الأزمات الداخلية والعميقة عند الإنسان، ومساعدة الأشخاص على تحقيق نجاحات وإنجازات أفضل في حياتهم، ويحتاج هذا التغيير إلى وسيلة علاج نفسي سلوكي ذاتي، كأن تحدد خطة واضحة للنجاح ثم استخدام أساليب نفسية لتعزيز السلوك الأنجع ومحاولة تفكيك المعتقدات القديمة التي تشخص على أنها معيقة لتطور الفرد، ومن هنا جاء تسميتها بالبرمجة أي أنها تعيد برمجة العقل عن طريق اللسان أي اللغة. ويقول د.محمد التكريتي إن الهندسة النفسية تزيح الستار عن أسرار النجاح والتفوق لدى بعض الناس، وتتيح الوصول إلى وصفة ملائمة لذلك النجاح والتفوق، ثم إنها تتيح استخدام تلك الوصفة لتحقيق ما نريد تحقيقه من أهداف ومقاصد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©