السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحتجاجات المطلبية تمتد إلى عدة محافظات في جنوب العراق

الاحتجاجات المطلبية تمتد إلى عدة محافظات في جنوب العراق
14 يوليو 2018 15:17
اتسعت، اليوم الجمعة، رقعة الاحتجاجات التي تشهدها مدينة البصرة في جنوب العراق منذ أيام ضد البطالة وسوء الخدمات الحكومية لتمتد إلى محافظات أخرى في الجنوب. والجمعة، امتدت التظاهرات إلى العاصمة بغداد ومحافظات ذي قار وميسان والنجف الجنوبية، شمال البصرة. وهذا أول يوم تشهد فيه هذه المحافظات تحركا احتجاجيا مطلبيا على غرار التظاهرات التي بدأت في محافظة البصرة الجنوبية. واقتحم متظاهرون غاضبون مساء الجمعة مطار النجف الدولي جنوب العاصمة بغداد. وقال مراسل صحفي موجود في المكان إن "المتظاهرين دخلوا قاعة الاستقبال في المطار وسط وجود أمني مكثف". وتعرضت القوى الأمنية بالضرب لبعض المتظاهرين الذين أصيبوا بجروح ونقلوا إلى المستشفى، فيما واصل آخرون احتجاجهم ووصل بعضهم إلى مدرج المطار، وفق المصدر نفسه، الذي أشار إلى وصول تعزيزات أمنية كبيرة. وقال مسؤول في مطار النجف، طالبا عدم كشف اسمه، إن "المتظاهرين ما زالوا موجودين داخل المطار ويحاولون نصب خيم والاعتصام". وأكد "إجلاء جميع الطائرات"، مشيرا إلى أن "آخر طائرة كانت في المطار أقلعت بشكل عاجل إلى بغداد". تأتي هذه التظاهرة امتدادا لتحرك احتجاجي بدأ قبل أيام في محافظة البصرة الجنوبية، ما اضطر رئيس الوزراء حيدر العبادي للتوجه إلى المنطقة اليوم. وتتواصل التظاهرات في البصرة في جنوب العراق لليوم السادس على التوالي احتجاجا على البطالة. كما خرج آلاف العراقيين في مظاهرات في العاصمة بغداد احتجاجا على البطالة وضعف الخدمات خاصة الكهرباء التي تنقطع بشكل مستمر. وتجمع المتظاهرون في ساحة "التحرير" الشهيرة في بغداد رافعين الأعلام العراقية واللافتات. وفي وقت سابق اليوم، قال موظفون في ميناء أم قصر في جنوب العراق إن المحتجين المطالبون بوظائف وتحسين الخدمات الحكومية أغلقوا الطريق المؤدي للميناء. وأضاف أحد الموظفين "أغلقوا الطريق المؤدي إلى الميناء ولا تستطيع الشاحنات الدخول أو الخروج. طلب منا المسؤولون في الميناء أن نعود لمنازلنا". وتصاعد التوتر بعد مقتل متظاهر الأحد لدى إطلاق نار خلال تفريق المظاهرة، بحسب ما قال مسؤولون وشهود. وتظاهر، صباح اليوم الجمعة، عشرات العراقيين أمام حقل القرنة النفطي في شمال البصرة، ودعي إلى تحرك احتجاجي بعد الظهر أمام مبنى مجلس المحافظة في وسط المدينة. وفي وسط المدينة، تجمع المئات بعد ظهر الجمعة أمام مبنى مجلس المحافظة في وسط المدينة، حاملين الأعلام العراقية، وسط تواجد أمني كثيف. وبدأ المحتجون بإطلاق شعارات منها "باقونا (سرقونا) الحرامية" و"إحنا أهل النفط، عطالة بطالة". وتوجه العبادي إلى البصرة قادما من العاصمة البلجيكية بروكسل حيث كان يشارك في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش المتشدد. واجتمع، فور وصوله، مع قيادة العمليات العسكرية للمحافظة والمحافظ أسعد العيداني ومدير شركة الطاقة. وقال مصدر مقرب من العبادي إن رئيس الوزراء قال خلال اللقاء "جئنا لنخدم أهل البصرة ولنضع أيدينا بأيدي بعض، من أجل إنجاز المشاريع وتقديم الخدمات لأبنائها". وأضاف "سنصرف الأموال اللازمة للبصرة بما تحتاج من خدمات وإعمار". ويطالب المتظاهرون في المحافظة النفطية بتوفير فرص عمل للشباب وتأمين الخدمات وخصوصا الكهرباء. ويحملون الحكومة مسؤولية تفاقم الوضع بسبب عدم إيجاد حلول. وخلال وجوده في البصرة، صدر بيان عن مكتب رئيس الوزراء أعلن بدء اتخاذ خطوات لحل الأزمة. وبحسب البيان، أمر العبادي بإعطاء "الحراس الأمنيين المتعاقدين مع وزارة النفط والذين يعملون لحساب مديرية شرطة الطاقة في وزارة الداخلية" في البصرة عقودا ثابتة مع ضمان اجتماعي. وخلال الليلة الماضية، شوهد متظاهرون يحرقون إطارات في جنوب البصرة، ويضعون عوائق لقطع الطرق، محتجين على ارتفاع الأسعار وعلى البطالة. كما حاول بعضهم اقتحام بعض المنشآت الحكومية. وقال الموظف عبدالله خالد (29 عاما) أمام مبنى المحافظة "الناس ضاجت (ملت)، لا ماء ولا كهرباء". وأضاف أن "أبسط مطالبنا هو فرص عمل، مشاريع ضخ وتحلية مياه، وبناء محطات لتوليد الكهرباء"، معتبرا أن الوعود "منتهية الصلاحية". وتابع خالد أن المسؤولين "يخدرون الشعب. لم يقدموا شيئا". وكان وزير النفط العراقي جبار اللعيبي أعلن، أمس الخميس، أن المتظاهرين حاولوا اقتحام أحد المواقع النفطية في حقل غرب القرنة 2، وتسببوا في إحراق بعض أبنية البوابة الخارجية. وتشكل الموارد النفطية للعراق 89% من ميزانيته، وتمثل 99 بالمئة من صادرات البلاد، لكنها تؤمن واحدا في المئة من الوظائف في العمالة الوطنية، لأن الشركات الأجنبية العاملة في البلاد تعتمد غالبا على عمالة أجنبية. وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسميا 10,8 %. ويشكل من هم دون 24 عاما نسبة 60 بالمئة من سكان العراق، ما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب. واعتبر المتظاهر موسى الأسدي (25 سنة) أن "فرص العمل كثيرة، لكن يأخذها الأجانب. يجب طردهم". وأضاف خريج كلية العلوم الذي يعمل طباخا في مطعم "أنا اليوم أطالب بحقوقي المسلوبة من 15 سنة". تأتي موجة الاحتجاج هذه فيما ينتظر العراق انتهاء عملية إعادة الفرز اليدوي النسبي لأصوات الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في 12 مايو الماضي، على خلفية شبهات بالتزوير. ويجد العراق نفسه اليوم من دون سلطة تشريعية للمرة الأولى منذ العام 2003. وقد فاز الائتلاف الانتخابي الذي يقوده مقتدى الصدر بالعدد الأكبر من المقاعد، بعد تحالفه غير المسبوق مع الحزب الشيوعي العراقي وبعض التكنوقراط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©