الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنان مصري يرسم منمنمات فوق رقائق البردي وبذور الخروب

فنان مصري يرسم منمنمات فوق رقائق البردي وبذور الخروب
15 يناير 2011 20:17
مجدى عثمان (القاهرة) - في معرضه الأخير بقاعة بيكاسو بالزمالك بالقاهرة قدم الفنان لطفي أبوسرية 47 عملًا فنياً في تقنية الألوان الزيتية والجرافيك، إضافة إلى عدد من المنمنمات التي لا يزيد مقياسها 2سم × 2 سم، وتمثل أعمال المعرض إنتاجه في فن الرسم الملون منذ عام 1964، حيث عرض له أكبر لوحاته حجما وتمثل مشروعه للتخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وحتى عام 2009، وتحمل بعضها أسماء ذات دلالة توضح المقصود من اللوحة مثل “من هنا بدأ التاريخ”، و”ألوان الحضارة”، و”موزار” و”عاشق الطبلة”، و”عاشق البيانو”. زمن الصخب عن معرض أبوسرية، قال الناقد كمال الجويلي، رئيس الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلي، إن الفنان أبوسرية تزداد رومانسيته في زمن الصخب والجفاف، وفي إطار خطه الأساسي القائم على الخبرة الأكاديمية، استطاع أن يخلص إلى رؤية وأسلوب ذاتيين مشحونين باستلهام طابع الفن المصري القديم برؤية معاصرة تبرزها موضوعات مغرقة في المحلية، واكتسبت رومانسية حالمة تدفقت من خلال إحساسه المتزايد بالشوق إلى الوطن والحنين إلى مظاهر عاداته وتقاليده التي عايشها في طفولته وصباه حتى تاريخ اغترابه في أوروبا. وأضاف الجويلى “يلجأ أبوسرية إلى تصويره للعازفين على الآلات الموسيقية ليحرك الشعور بالمشاركة الإنسانية لحالة من الحزن من خلال جماليات الشكل واللون والموضوع، وفي الوقت نفسه لا يلجأ إلى المباشرة، حيث حافظ على طبيعة الفن ودوره الأعمق حين ابتعد عن الخطابة والصياح أو الافتعال، باستخدام وسائل تعبيرية جمالية لتحقيق التواصل بحميمية صادقة تماما”. ترجمة بصرية قال جان فيليب دي فووجيلار، الناقد الفني في جريدة “آخر ساعة” البلجيكية إن “فن أبوسرية قد يظهر لأي أوروبي كفن غامض صعب الفهم، نظراً لامتلاء أعماله الفنية بالرموز، إلا أنه حينما يشرع في شرح معاني تلك الرموز يفاجأ المشاهد بأن كل شيء أصبح في متناول فهمه، ويكتشف أعمالا فنية تمتد جذورها إلى الفن المصري القديم في معالجة تشكيلية حديثة، تحمل الانفعالات الناتجة من خلال التضاد الذي يظهر في طريقة معالجة الوجه جانبيا والصدر من الأمام، في تأثر واضح بالطريقة الفرعونية القديمة، والأشكال والرموز التي نجد أصلا لها في حياتنا اليومية العصرية، كما لو كان يمزج بين الشرق والغرب في ترجمة بصرية للحقيقة اليومية بشكل متكامل”. وأضاف “كما نجد عدة تساؤلات تثيرها الوحدات والرسوم المختلفة لقرص الشمس والمنازل الصغيرة على الخلفيات، والإضاءات المركزة الآتية من لا شيء، فالمنزل مكان كبير في تفكير الفنان، إضافة إلى الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في الحياة كمانحة للحب والدفء والسلام”. وأبدى الناقد البلجيكي اندهاشه من رسوم منمنماته البالغة الدقة المنفذة على رقائق من ورق البردي، أو على بذور الخروب، حيث تعتبر بذور الخروب أصل كلمة قيراط، وهي معيار وزن الألماس، فبذور الخروب تحمل نفس الوزن دائما. سيرة ذاتية أبوسرية من مواليد 1942 بالغربية إحدى محافظات دلتا مصر، تخرج في كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1964، وعمل بوزارة السياحة كرسام ومهندس ديكور حتى عام 1970، ثم سافر إلى بلجيكا وأقام بها وتزوج هناك، وأسس مع آخرين جماعة GIB، كما أصبح عضوا في الدائرة الفنية “كرانيم بروكسل”، وفي عام 1975 حصل على شهادة الامتياز من الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة ببروكسل. وحصل أبو سرية على الجائزة الأولى لهيئة تحكيم صالون المجموعة الفنية بمدينة كور سان إيتين في بلجيكا عام 1976، أعقبها حصوله على الجائزة الأولى للجمهور في صالون المجموعة في نفس المدينة عام 1977، وأيضا نال جائزة مانويل سكورزا الدولية ببروكسل عام 1990. وفي بلد اغترابه بلجيكا منذ عام 1970 وحتى 2005 أقام أبوسرية عدة معارض فردية منها معرضه في صالة “العلم الأبيض “في مدينة بونهيلن، ثم معرضه في صالة “مركز رامت” بنفس المدينة، وثالث في صالة “نوفا” في مدينة مالين، بالإضافة إلى بعض المعارض الجماعية ضمن مجموعتي “فنانين بلا حدود” و”الفنانين المتحدين”. ويخطط خلال العام الحالي لمعرض خاص بالقاعة الرئيسية بدار أوبرا القاهرة، ومعرضين جماعيين مع مجموعة فنانين بلا حدود يقام الأول في مراكش بالمغرب، والثاني في مدينة بروكسل ببلجيكا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©