الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي ترحب بعام 2013 على وقع الألعاب النارية

أبوظبي ترحب بعام 2013 على وقع الألعاب النارية
2 يناير 2013 11:54
بين فندق قصر الإمارات وأبراج الاتحاد، استقبلت العاصمة الإماراتية أبوظبي العام الجديد 2013 بألعاب نارية اشرأبت لها الأعناق من كل الاتجاهات. وقد اختار سكان أبوظبي من مواطنين ومقيمين وسياح في وقت مبكر من مساء أمس الأول ملء كل ما شغر من كراسي مقاهي الكورنيش ومطاعمها والمسطحات الخضراء لحدائقها ومتنزهاتها ومرافق فنادقها ورمال شواطئها، وحتى شوارعها. تجمهرت حشود كبيرة حول جهات الكورنيش كافة، منهم الصغير والكبير، الجالس والواقف، المتفاعل والمتأمل، لاستقبال العام الجديد على وقع فرقعات الألعاب النارية في كبد سماء أبوظبي. خيمت لحظات هدوء وصمت في اللحظات التي سبقت دق عقارب الساعة أول ثوانيها في العام الجديد 2013. أشهر كثيرون أجهزتهم الذكية وآخرون كاميراتهم المحترفة لتسجيل بزوغ أول يوم من العام الجديد، وبحثوا عن خيوطه الأولى في كبد سماء أبوظبي. دام العرض أكثر من ثماني دقائق، وشمل ألعاباً نارية مختلفة الألوان والأشكال. منها الصامت والصائت. رسمت المفرقعات أشكالاً متعددة في السماء كالأشجار والنخيل. كانت الشعلات تتحرك نحو الأعلى وكأنها تنساب من نافورة نارية ملونة فتطلق شلالات مضيئة راسية ومائلة قبل أن تنكسر في اتجاهات شتى وتتفرقع إيذاناً ببدء عام جديد، وأملاً في أن يكون مضيئاً أكثر. اقتناص اللحظة مع اقتراب منتصف الليل، توجهت أنظار كثير من الناس على امتداد جوانب الكورنيش جميعها إلى السماء التي تعلو مياه الشاطئ في الجهة المقابلة للعلم المحاذي لنادي تراث الإمارات، لكنهم فوجئوا بأن الألعاب النارية تنطلق في سماء فندق قصر الإمارات، وبذلك أصبح الناس الموجودون في مكان قريب من المنطقة التي تتوسط فندق قصر الإمارات وأبراج الاتحاد هم أكثر الناس حظاً؛ وذلك لأن مشهد الألعاب النارية من هناك كان الأكثر بانورامية وسحراً وجمالاً. توجه هؤلاء بأبصارهم إلى حيث الفندق، وحاول بعضهم الهرولة للاقتراب أكثر، أو أخذ زاوية رؤية أفضل واقتناص مشاهد أحسن بكاميرات هواتفهم الذكية أو كاميراتهم الخاصة، لكن الوقت لعب لغير مصلحتهم، فقد يكون ذلك ممكناً لو أن من عادة عروض الألعاب النارية أن تدوم مدداً أطول سابحة في السماء، ولكن الدقائق الثماني التي قضتها الألعاب النارية فوق سماء الفندق لم تسعفهم لتحقيق ذلك. ودأبت أبوظبي على تدليل جمهورها بعروضها المذهلة عالية التنافسية، يقول أحمد مصطفى من لبنان بعد انتهاء عرض الألعاب النارية “جئت أنا وأفراد أسرتي لنستمتع بالعرض جميل للألعاب النارية”. وتقول كاثرين جيت، وهي أسترالية مقيمة في أبوظبي: “استمتعت باللوحات الرائعة التي رسمتها الألعاب النارية فوق فندق قصر الإمارات”. غير أن ماجد الشامسي، وهو شاب كان يشاهد الألعاب النارية برفقة أصدقائه من الشباب واليافعين، له رأي مختلف، إذ يقول “عرض اليوم جيد وهو مشابه لعرض رأس السنة الماضية. وأنا أرى أنه لا يمكن مقارنة عرض حلول السنة الجديدة التي هي مناسبة عالمية يحتفل بها العالم أجمع، مع عرض مناسبة وطنية يحتفل بها شعب الإمارات ويعتبرها أعز على قلبه من أي مناسبة أخرى. فمن الطبيعي إذن أن تكون عروض الألعاب النارية لليوم الوطني أكثر إذهالاً وإبهاراً وروعة من عروض الألعاب النارية للمناسبات الأخرى”. المرة الأولى من الأشياء التي تكررت كثيراً في ليلة رأس السنة أن الذين تأخروا في الوصول إلى المواقف المحاذية للمقاهي والمطاعم والمسطحات الخضراء على الكورنيش كانوا ينتظرون طويلاً خلف مقود السيارة تربصاً بكل سيارة قد يخرجها صاحبها من الموقف لشغل مكانها. وتبين أنه في أمسيات كهذه، يصبح الموقف عملة نادرة، ويشعر الظافر به بنشوة الزهو وحسن الحظ، فيستقبل العام الجديد بمعنويات مرتفعة أكثر، ويعتبر ذلك فألاً حسناً بأن سنته الجديدة ستكون أسعد من السنة التي انصرمت. أما أولئك الذين طال بهم الانتظار دون أن يجدوا موقفاً، فمنهم من أنزل زوجته وأولاده لأخذ أقرب موقع يتيح رؤية الألعاب النارية، وواصل تربصه، ومنهم من رفع سقف آماله ومنى نفسه بإيجاد موقف فداهمه الزمن ووجد نفسه مضطراً إلى مشاهدة اللوحات البانورامية التي رسمتها الألعاب النارية في سماء أبوظبي من خلف مقود سيارته. ولعل أكثر الناس حظاً في هذا اليوم هم الساكنون في مبانٍ مطلة على الكورنيش أو قريبة من فندق قصر الإمارات، وأيضاً أصحاب الدراجات النارية، فيبدو أن هؤلاء اكتسبوا خبرة وحنكة أكثر في التعامل مع هكذا مناسبات ويعودون دوماً غانمين. وقد كانت نظرات الغبطة، وأحياناً الحسد، ترمق قائدي الدراجات النارية في شوارع الكورنيش، لا لشيء إلا لأن طرقهم كانت سالكة، ولأنهم كانوا يصولون ويجولون بحرية، في حين انحشرت أعداد كثيرة من الناس في مركباتها بسبب الازدحام المروري، أو بسبب عدم إيجاد موقف. وعلى الرغم من ارتياد أعداد كبيرة من الناس للمولات ومراكز التسوق في مساء اليوم الأخير من عام 2012، فإن الفضاءات الخارجية كانت المقصد المفضل لمعظم الناس؛ ولذلك كان أسهل للشخص أن يحصل على حجز في مقهى أو مطعم داخل أي مركز تسوق أو مول، في حين يصعب عليه جداً الحصول على حجز في المقاهي الخارجية المطلة على الكورنيش، ما جعل أسراً عديدة تفترش عشب المسطحات الخضراء وجنبات الكورنيش وحتى رمال الشاطئ. من جهة أخرى، بدأت مرافق المارينا مول الذي يعد أكثر مول يقصده الناس في أبوظبي في ليلة رأس السنة تخلو من الزوار انطلاقاً من الساعة 11:15 ليلاً، وذلك بسبب خروج معظم الناس إلى خارج المول لأخذ أفضل زوايا ومواقع ممكنة استعداداً لمشاهدة عرض الألعاب النارية، والتي بدا أن عدداً كبيراً من الناس لم يكن متأكداً من مكان إطلاقها، هل فوق بحر كورنيش شاطئ أبوظبي، أم فوق فندق قصر الإمارات، أم في سماء كليهما. نفحات باردة مع انتهاء عرض الألعاب النارية بعد نحو ثماني دقائق، بدأت بعض جموع الناس في الانفضاض وقد بدا على بعضهم أنهم أساؤوا التقدير بعد ارتدائهم ملابس خفيفة وغير سميكة تناسب أجواء الخريف أكثر مما تناسب النفحات الباردة التي كانت تلفح الأجسام في هذه الليلة. غير أن الغالبية العظمى من تجمعات الأسر والعائلات و”شلل” الأصدقاء واصلت سهرها وسمرها على كراسي وطاولات قابلة للطي فيما الأبناء يلعبون ويتقافزون ويمرحون، وصغار آخرون نائمون في عرباتهم، أو على سجاجيد وفرش خفيفة. انقضت إذن سنة 2012، وحل مكانها عام 2013، وهيمن على أحاديث الناس في تسامرهم الأول هذا العام أمنيات بأن يكون هذا العام أحسن من سابقه، وأن يتمكنوا من تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه السنة الماضية، وأن يأتي العام المقبل وكل شخص فخور بما وصل إليه وبما قدمه إلى نفسه وأهله ووطنه، وأقل حسرة على الخطط التي لم تسعفه الظروف أو الحظ، وربما الجهد، في تحقيقها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©