الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حقن الدماء وسيلة وحيدة للشفاء من الحروب الأهلية

حقن الدماء وسيلة وحيدة للشفاء من الحروب الأهلية
13 يوليو 2018 23:13
أبوظبي (الاتحاد) اختتمت أمس، فعاليات الندوة العلمية الدولية، التي نظمها «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» تحت عنوان «ثقافة السلم والحاجة إليه»، وذلك في مقر «دار الحديث الحسنية في الرباط»، يومي 12-13 يوليو الجاري، بحضور معالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيس «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، ومعالي الدكتور أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، وسماحة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، والدكتور محمد يسَف أمين عام المجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية، والدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والدكتور آمال جلال رئيس جامعة القرويين، والدكتور أحمد الخمليشي مدير دار الحديث الحسنية. وأكد معالي الشيخ عبدالله بن بيه، أن الدم المراق من جسد الأمة، والحرائق المشتعلة في جنباتها وتهدد بفنائها، هي التي استدعت تضافر الجهود وتجاوز كل الأولويات، من أجل إنقاذ الغريق وإطفاء الحريق، من خلال منتدى تعزيز السلم في أبوظبي. وقال الشيخ ابن بيه: «إن الحروب الأهلية هي نوع من العياء والابتلاء، وإن السلم هو الوسيلة الوحيدة للشفاء. ولكن كيف يمكن إقناع الناس، أو كيف يمكن أن نفسر لهم، أن بعض الأمور من البديهيات، مثل العدالة على أهميتها، إلا أنها ليست مقدمة على السلم؛ لأن العدالة قد تكون موضوع اختلاف، أما حقن الدماء فلا يختلف عليه أحد. ولذلك لا بد من تحقيق السلم أولاً؛ حتى تتحقق العدالة، فالعدالة ينشدها الأحياء وليس الأموات». وقال: «السلم هو مقصد أعلى في مقاصد الشريعة»، مؤكداً أنه في حال تعارض مقصد السلم مع غيره من المقاصد، قُدم مقصد السلم على غيره؛ لأن السلم في حال التزاحم مقدم على غيره؛ تقدم العلة على المعلول، والسبب على المسبب. من جانبه أكد الدكتور محمد مطر الكعبي أمين عام منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، أن مبادئ الدين الحنيف وتعاليمه الرّاقية، تُثبت اهتمام الإسلام بالتعايش بَين البشر، وتبين بجلاء أن هدف الإسلام هو تهذيب النفس البشرية وتنقيتها، وأن الاختلاف بين الناس وتباين أحوالهم وأفكارهم سُنة تاريخية، وحكمة إلهية، غايتها التعارف وتفاعل الثقافات وتبادل الخبرات لصالح الإنسانية جمعاء. وأضاف الدكتور الكعبي أن الاختلاف في عموم الإطلاق له فضيلتان: الأولى أنه يتمتع بشرعية دينية، والثانية أن له مشروعية عقلية وواقعية، لكن هاتين الفضيلتين لا تُطلقان له اليد، لأن أي مشروع اجتماعي يتطلب أن يُبنى على الوفاق العام بين أطراف متعددة، والاختلاف لا يتحقق معناه، ولا تُبلغ مقاصده إلا بتدبير إيجابي حقيقي، به يتحقق السلم في المجتمعات لبناء الحضارات، وازدهار المعمورة، فالحوار وسيلة لمكافحة التطرف، وأداة لدفع الالتباس بين التدين الصحيح والتشدد المزعوم، ومنهج لإحياء الوازع الديني الأخلاقي والوطني. وتابع: «إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة نقوم بتجديد خطابنا بما يُعبر عن كنوز ثوابتنا الشرعية، وقدرتنا على توضيحها للجميع، حيث نعمل على انضباط الشأن الديني لمرجعيّات شرعية وعلمية تُحافظ على ثوابتها، وتعيش واقع عصرها بتركيبته وتغيراته، بما يساعد على التطوير والتحديث الذي يؤدي إلى تماسك المجتمعات الإسلامية وتوحيدها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©