السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الأيادي الممدودة» يستعرض مشاركة القوات المسلحة الفاعلة في العمليات الدولية بأفغانستان

«الأيادي الممدودة» يستعرض مشاركة القوات المسلحة الفاعلة في العمليات الدولية بأفغانستان
2 يناير 2012
أصدرت مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة كتابا خاصا بعنوان “ الأيادي الممدودة..مهمة رياح الخير.. قوة الإمارات في أفغانستان “ باللغتين العربية والإنجليزية. ويسلط الكتاب الضوء على مشاركة قواتنا المسلحة الفاعلة في العمليات الدولية في أفغانستان كما يتناول الأبعاد الرئيسة لعمليات حفظ الأمن والاستقرار وضمان إيصال المساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية التي تقوم بها قوة الإمارات في أفغانستان. يقع الكتاب في 224 صفحة، ويحتوي على 188 صورة متنوعة الأحجام التقطت من قبل الفريق الإعلام العسكري في أفغانستان. ويتضمن ستة فصول وهي «المهمة» و«المشاركات الخارجية» و«تقديم المساعدة» و«أفغانستان.. الشعب والأرض» و«حفظ الأمن والاستقرار» وأخيرا «المشاريع الإنسانية والمستقبل» فيما تم إهداء الكتاب إلى كافة قوات السلام حول العالم. وجاء في فصل «المهمة» أن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جاءت مؤكدة ضرورة تحقيق الاستقرار في أفغانستان بعد المعاناة من ويلات الحروب والفوضى لما يزيد على عقدين من الزمان. واشتملت هذه التوجيهات على مبادرات خيرية إماراتية لدعم الشعب الأفغاني تأكيدا لمنهج وثوابت السياسة الخارجية لدولة الإمارات التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي ترتكز على بناء علاقات طيبة مع الدول الشقيقة والصديقة حيث تعد دولة الإمارات من أكبر المساهمين في تقديم المساعدات الإنسانية إلى جمهورية أفغانستان الإسلامية. واستعرض فصل “المشاركات الخارجية“ في كتاب الأيادي الممدودة التاريخ الحافل بالمشاركات الدولية لقواتنا المسلحة منذ عام 1976 في لبنان مرورا بالكويت عام 1990والصومال 1993 وكوكس وكوسوفا 1999 ولبنان مرة أخرى عام 2001 و الكويت في عملية الصمود 2003 وعمليات الإغاثة بعد زلزال باكستان 2005 ثم اليمن عام 2008 وتقديمها المساعدات بعد السيول وفيضانات باكستان 2010 وأخيرا مملكة البحرين والمشاركة في تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1973 بفرض حظر جوي على ليبيا في 2011. وأوضح فصل “حفظ الأمن والاستقرار” من الكتاب الدور الذي يؤديه جنود القوات المسلحة الإماراتية في أفغانستان والظروف التي يواجهونها أثناء أداء واجبهم المتمثلة في تقديم المساعدات الإنسانية وتأمين إيصالها إلى المحتاجين. وفي هذا الصدد يقول القائد السابق لقوة المساعدة الأمنية الدولية “ إيساف” الجنرال ديفيد بترايوس “ نشعر جميعا بالفخر لوجود الجنود الإماراتيين ضمن صفوف قوة المساعدة الدولية إيساف فالجنود الإماراتيون محترفون للغاية ومجهزون بأفضل المعدات ومدربون جيدا كما أنهم يؤدون المهام الصعبة التي تتضمن المشاركة في عمليات بالغة الخطورة“. و” اتسمت الجهود الدبلوماسية مع تواجد القوة الإماراتية في أفغانستان بالكرم الشديد في ما يتعلق بتلبية احتياجات الشعب الأفغاني وتقديم المساعدات لمقاطعات عدة في شتى أنحاء أفغانستان وجهودها الحثيثة في إعادة البنية التحتية المتمثلة في الطرق والمساجد والمدارس والعديد من الأمور التي يحتاجها الشعب الأفغاني .. وقد أثبتت المساهمات التي قدمتها الحكومة الإماراتية لدعم الحملة الشاملة في أفغانستان مدى أهميتها البالغة“. وتناول الكتاب في فصل “تقديم المساعدة “ مهمة توصيل وتوزيع المساعدات والإمدادات ومواد الإغاثة الإنسانية على المحتاجين والتحديات التي تواجهها القوة ومنها العوامل الجغرافية والمناخية مثل الثلوج ووعورة الطرق وصعوبة الوصول إلى المناطق النائية. وفي فصل “ المشاريع الإنسانية والمستقبل “ تم بيان المشاريع المتعددة التي قامت بها القوات المسلحة مثل بناء المساجد والمدارس والمراكز والمعاهد التعليمية والجامعات مثل جامعة الشيخ زايد في ولاية خوست والمرافق الطبية وحفر المئات من آبار المياه الصالحة للشرب وعمليات نزع الألغام وترميم وصيانة وإنشاء العديد من الطرق مثل طريق السلام في مقاطعة هلمند الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا يربط بين مقاطعات قندهار ولاشكرجاه وسنجين وبلغت تكلفته أكثر من 40 مليون دولار. و يحتوى كتاب “ الأيادي الممدودة “ داخل الغلاف على شريط فيديو مدمج يتضمن برنامجا وثائقيا عن قوة الإمارات في أفغانستان باللغتين العربية والإنجليزية. وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أكبر المساهمين في تقديم المساعدات الإنسانية إلى جمهورية أفغانستان الإسلامية، فمنذ سنوات عديدة والقوات المسلحة الإماراتية وهيئة الهلال الأحمر تقدمان إسهاماتهما داخل الأراضي الأفغانية. وتضم قوة المساعدة الأمنية الدولية “إيساف” التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، جنوداً ينتمون إلى 49 دولة مختلفة من بينها خمس دول إسلامية وقامت قوى التحالف الدولي، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر والمنظمات الإنسانية الأخرى، بالمساعدة في إعادة إعمار وتطوير هذه الدولة، فضلاً عن ضمان تأدية الأعمال الأمنية والإنسانية بطريقة منسقة ومتكاملة، ومنذ عام 2003 قامت القوات المسلحة الإماراتية بمهام إنسانية في أفغانستان وهو العام الذي شهد بداية تقديم المساعدات إلى هذه الدولة. وفي كلمته التي ألقاها خلال الدورة الاعتيادية الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2010، سلط سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الضوء على التحديات الكبيرة التي لاتزال تواجهها أفغانستان، والتي تتطلب بذل مجهود مشترك في المجالات كافة، وتتضمن هذه التحديات مجالات الأمن والسلام، وإرساء دعائم التعافي الاقتصادي والتصدي للإرهاب ومواجهة عدم الاستقرار الإقليمي وتحقيق السلام، وأكد سموه على الموقف الإماراتي الثابت من دعم أفغانستان حكومة وشعباً، مشدداً على أهمية تضافر الجهود الدولية لدعم برامج التنمية في أفغانستان. وفي هذا السياق تسهم دولة الإمارات بسخاء في الجهود الدولية الرامية إلى دعم الحكومة الأفغانية في مساعيها الهادفة إلى استعادة الأمن والاستقرار في البلاد، وقد بلغت إسهاماتها المالية في أفغانستان نحو مليار وخمسمائة مليون دولار أميركي منذ مؤتمر طوكيو عام 2009، وفي عام 2010 شاركت دولة الإمارات في أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي عقدت في لشبونة، ومؤتمر التعاون الاقتصادي الإقليمي الرابع من أجل أفغانستان الذي عقد في أسطنبول. وفي مؤتمر المانحين الذي عقد في برلين وأيضاً مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن وإدراكاً منها للصلة الكبيرة بين الاقتصاد والأمن، استضافت دولة الإمارات في شهر أكتوبر 2010 مؤتمراً دولياً في دبي لبحث إمكانية تنفيذ مشاريع التنمية في مجالات التعدين والبنية التحتية والزراعة في أفغانستان. وتقدم مهمة “رياح الخير” دليلاً واضحاً على رغبة دولة الإمارات وحرصها على دعم الشعب الأفغاني في إعادة بناء دولته عن طريق إعادة تشييد البنية التحتية، ومساعدته في التغلب على ظروفه المعيشية الصعبة وتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ولا تزال أفغانستان الدولة التي مزقتها الحروب تعاني من الهجمات التي يشنها مقاتلو حركة طالبان وهي الآن تخوض غمار عملية صعبة، ألا وهي عملية بناء الأمة والتي تخوضها بعزم وتصميم لتطهير البلاد من المقاتلين الأجانب ومهربي وتجار المخدرات. ويبذل الجنود الإماراتيون أقصى جهودهم لتحقيق الاستقرار في أفغانستان ومساعدة الأفغان في جميع المجالات بما في ذلك النواحي العسكرية والتنمية الاقتصادية وذلك في محاولة للمساعدة في النمو الاقتصادي في بلد يعاني من تراث طويل من الحروب الأهلية والعنف وعدم الاستقرار. ومما لاشك فيه أن المشروعات الإنسانية في مجالات الرعاية الصحية والتعليم وتوفير البنية التحتية الأساسية للمجتمعات المحلية لا يمكن أن يحالفها النجاح في بيئة تتسم بعدم الاستقرار وتردي الأوضاع الأمنية، حيث يتعرض السكان لتهديدات مستمرة من المقاتلين المتمردين. وخلال زيارته لدولة الإمارات هذا العام ألقى حامد كرزاي رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية الضوء على الدور بالغ الأهمية الذي تلعبه القوة الإماراتية في أفغانستان في إعادة الإعمار وتقديم المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى مهمتها الأساسية المتمثلة في حفظ الأمن والاستقرار. وعبّر أيضاً عن عميق شكره وامتنانه والشعب الأفغاني لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة “حفظه الله” على المساعدات الإنسانية والمنح التي قدمتها الدولة لإعادة إعمار أفغانستان في مؤتمر باريس، مؤكداً أنها دفعت بالروابط القوية بين البلدين إلى الأمام، وقد أدلى الرئيس الأفغاني بتصريحات قال فيها: “إن تقوية علاقات الصداقة بين أفغانستان ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة هو هدفنا ورغبتنا”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©