السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نحو نموذج عمل أكثر استدامة في قطاع الطاقة

نحو نموذج عمل أكثر استدامة في قطاع الطاقة
18 يناير 2014 22:20
إن تحقيق التوازن بين توفير إمدادات موثوقة وآمنة من الطاقة من جهة، والحفاظ على البيئة والحد من ظاهرة تغير المناخ العالمي من جهة أخرى، يمثل تحدياً عالمياً حقيقياً وإحدى المسؤوليات الاجتماعية للشركات تجاه الأجيال القادمة. وتسعى إمارة أبوظبي من خلال المساهمة في تعزيز التنمية المستدامة في الشرق الأوسط التي تتميز بغناها بموارد النفط والغاز، لإحداث تحول حقيقي في المنطقة واحتلال مكانة رائدة في قطاع الطاقة، مع المساهمة في الوقت نفسه في تعزيز الوعي بمسألة تهم الجميع، ألا وهي الحفاظ على موارد الطاقة التقليدية وتعزيز الاعتماد على الموارد المتجددة والتقنيات النظيفة. وتتسم سياسات الطاقة بدولة الإمارات العربية المتحدة بكونها طموحة وبعيدة النظر، فهي ترسخ المكانة المرموقة التي تتمتع بها الدولة باعتبارها أحد أبرز منتجي النفط والغاز في العالم، فضلاً عن كونها سباقة في مجال الطاقة المتجددة. ومن هذا المنطلق، يمثل حدث عالمي رفيع المستوى مثل «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، معلماً واضحاً في التزام دولة الإمارات بدعم جهود التنمية المستدامة. ونحن في «توتال»، لدينا قناعة راسخة بأهمية الإنتاج المستدام للمواد الهيدروكربونية نظراً لكون النفط والغاز سيبقيان على الأرجح أكبر مصدَرين للطاقة في العالم. ونظراً للخصائص الجوهرية للموارد الهيدروكربونية، ووفرتها، وطول الفترة الزمنية اللازمة لتحقيق تغيير كبير على مستوى مزيج الطاقة، فمن المتوقع أن يستمر الطلب على النفط والغاز لفترة طويلة. وتعد «توتال» شريكاً تاريخياً لإمارة أبوظبي، ومُنتِجاً ملتزماً بمسؤولياته تجاه البيئة، وبالتالي فهي تضع مسألة استدامة الطاقة وتغير المناخ في صلب عملياتها التشغيلية. وقد أصبح تحسين كفاءة الطاقة، وتعزيز استدامة إنتاج الموارد الهيدروكربونية، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة، خاصة الطاقة المتجددة، جزءاً رئيسياً من نموذج أعمال «توتال»، حيث نسعى لتحقيق هذه الأهداف مستعينين بخبراتنا الواسعة في مجال التقنيات المبتكرة والبحث والتطوير المستدام. إننا ملتزمون تماماً بالمساهمة في بناء مستقبل أفضل لدولة الإمارات، وبالتالي عملنا على تنويع حضورنا في مختلف مجالات قطاع الطاقة المحلي. فنحن متخصصون في إنتاج النفط والغاز ونتمتع بحضور قوي في سوق تكرير ومعالجة وتوريد النفط الخام والغاز، فضلاً عن كوننا شريكاً رئيسياً لمشروع غاز «دولفين للطاقة» الذي يهدف إلى توريد الغاز من حقل الشمال في قطر إلى العملاء في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان. وبالنسبة لنا، يشمل مفهوم الاستدامة استخدام الطاقة بطريقة أكثر كفاءة، ما يستلزم منا تحسين كفاءة منشآتنا الصناعية، وتوفير أنواع وقود ومواد تشحيم أو مواد كيميائية أكثر كفاءة لعملائنا، ومساعدتهم على تحقيق الاستفادة القصوى من الطاقة المتاحة. وهكذا، تلتزم «توتال» بتشجيع تطوير حلول تكنولوجية وتسويقية مبتكرة لبناء مجموعة أكثر كفاءة وموثوقية من حلول الطاقة النظيفة التي تتسم بكونها ذات أسعار معقولة، ومجدية من الناحية الاقتصادية، ومستدامة ويمكن نشرها على نطاق واسع. وينطوي مفهوم الاستدامة بالنسبة لنا أيضاً على زيادة معدل استخراج النفط إلى أقصى حد ممكن، حيث نفخر في «توتال» باعتماد تقنيات مبتكرة في تشغيل حقل أبو البخوش. كما تشمل الاستدامة الحد من معدل حرق الغاز المصاحب للنفط إلى أدنى مستوى ممكن وتقليل بصمتنا الكربونية، والحد من معدل استهلاك المياه النظيفة. ونرى أن الاستدامة تعني الوصول إلى مزيج أكثر تنوعاً من موارد الطاقة، وقد تركنا بصمات ملموسة في قطاع الطاقة الشمسية والوقود الحيوي والكيمياء الحيوية. وتعمل «توتال» بشكل دائم على ترسيخ علاقة الشراكة التاريخية التي تربطها مع أبوظبي انطلاقاً من سعيها لدعم جهود الإمارات الرامية لتعزيز التنمية المستدامة وتنويع مزيجها من الطاقة. وإلى جانب مساهمتنا في إنتاج الكهرباء والمياه المحلاة في أبوظبي من خلال محطة «الطويلة أ 1» لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، شاركت «توتال» في تطوير محطة «شمس 1» للطاقة الشمسية المركزة والبالغة استطاعتها 100 ميجاواط، بالتعاون مع «مصدر» وشركة «أبينجوا» الإسبانية، ما يعكس بوضوح سعينا الدؤوب للعب دور فعال في مسيرة تطور قطاع الطاقة المتجددة بدولة الإمارات العربية المتحدة. وتمثل «مدينة مصدر» واحدة من أكثر مشاريع التطوير الحضري طموحاً في العالم، حيث تسعى لأن تكون مركزاً لشركات التقنيات النظيفة. وتعتمد المدينة بالكامل على مصادر الطاقة المتجددة، وتسعى لخفض إنتاج النفايات. وتعد شركتنا الفرعية «صن باور» رائدة عالمياً في مجال تصنيع أنظمة الطاقة الكهروضوئية، وإنتاج خلايا شمسية عالية الكفاءة، فضلاً عن إنشاء والاستثمار في محطات الطاقة الشمسية على مستوى المرافق الخدمية. وكانت «صن باور»، التي تتمتع بحضور فعال في دولة الإمارات العربية المتحدة، قد حصلت على لقب «تقنية الطاقة الشمسية للعام» من قبل «رابطة صناعة الطاقة الشمسية في الإمارات». وعززت «توتال» من جهودها في مجال الطاقة الشمسية وتحسين الوصول إلى الطاقة من خلال مبادرة «أوانجو» التي تنطوي على توفير حلول إضاءة شمسية وحلول مبتكرة وموثوقة لشحن أجهزة الهاتف المتحرك، وتتيح للمجتمعات الفقيرة المحرومة البعيدة عن شبكات الكهرباء الوطنية تلبية بعض احتياجاتها اليومية الأساسية، حيث يمثل الوصول إلى الطاقة تحدياً رئيسياً لما يقارب 1,3 مليار شخص في مختلف أنحاء العالم. ويقع على عاتق منتجي النفط كافة مسؤولية جماعية تتمثل في تمكين ودعم المجتمعات التي تفتقر إلى مصادر الطاقة الموثوقة في المناطق النائية. وإلى جانب مساهمتنا في تنويع مزيج الطاقة بدولة الإمارات، ندرك جيداً أن التعليم ورعاية المواهب المحلية يمثل أولوية رئيسية على مستوى السياسات والإجراءات المتعلقة بالتنمية المستدامة، وبالتالي نحن ندعم تطوير التعليم والتدريب المهني في الدولة بالتعاون مع الجهات المعنية. وينعكس التزامنا هذا في عملنا مع المعهد البترولي في أبوظبي منذ تأسيسه، إلى جانب تأسيس «أكاديمية توتال أبو البخوش ومركز التعليم والتأهيل المهني» التي توفر التدريب للشباب الإماراتيين ليصبحوا فنيين ومشغلين محترفين في الحقول البحرية. وباعتبارنا شريكاً تاريخياً لأبوظبي التي تربطنا بها أيضاً علاقات صداقة قوية، لا تدخر «توتال» جهداً في دعم طموحها وأهدافها المتعلقة بتطوير قطاع الطاقة، من خلال تزويد الخبرات المطلوبة في مجال إنتاج النفط والغاز، والمساهمة في بناء قطاع طاقة متجددة قوي. ونظراً للعلاقة المترابطة بين أنواع الوقود الأحفوري ومصادر الطاقة المتجددة، يجب على كل دولة العمل على تحقيق التوازن الأمثل بينهما، وتعد إمارة أبوظبي نموذجاً يجدر بالعالم أن يحذوه حذوه. كريستوف دو مارجوري رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «توتال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©