الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"الأخبار الكاذبة" تواصل حصد مزيد من الضحايا في الهند

"الأخبار الكاذبة" تواصل حصد مزيد من الضحايا في الهند
14 يوليو 2018 19:26
تواصل الأخبار الكاذبة حصد المزيد من الضحايا الأبرياء في الهند جراء انتشار مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. الشابان المثقفان نيلوتبال داس (29 عاما) الموسيقي البارع، وصديقه رجل الأعمال ابيجيت ناث (30 عاما) هما آخر ضحايا الأخبار الكاذبة التي تنتشر بين الناس كالنار في الهشيم بسبب سهولة تداول الشائعات على موقع "فيسبوك" وتطبيق "واتساب". يُظهر تسجيل، التقط بواسطة هاتف محمول، الشابين، وهما من غواهاتي عاصمة ولاية آسام في شمال شرق الهند، مضرجين بالدماء يتوسلان الإبقاء على حياتيهما قبل أن يُقتلا على أيدي حشد غاضب. الشابان ضربا حتى الموت على يد قرويين غاضبين انهالوا عليهما بالعصي والسواطير والحجارة، بعد أن كانا عائدين بعد قضاء يوم في الريف، بالقرب من منطقة شلالات تعد وجهة سياحية. وأدى انتشار إشاعات حول خاطفين على "فيسبوك" و"واتساب" إلى إعدام نحو 20 شخصا خارج القانون في الشهرين الأخيرين في الهند، بحسب حصيلة تقارير نشرتها وسائل الإعلام المحلية. وسارعت السلطات الهندية إلى التصدي لهذه الظاهرة، لكن حملات التوعية والتحذيرات وقطع الإنترنت الهادفة إلى منع انتشار المعلومات المضللة جاءت محدودة النتائج. وحمل مسؤولون تطبيق "واتساب" مسؤولية "الرسائل غير المسؤولة والمتفجرة" التي يتناقلها مستخدموه البالغ عددهم 200 مليون في الهند، أكبر سوق للتطبيق في العالم. ووصف "واتساب" أعمال العنف بأنها "مروعة" ووعد بالتحرك في مواجهتها. ونشر التطبيق إعلانات على صفحة كاملة في الصحف الهندية عرض فيها "إرشادات سهلة" لكشف الحقائق من الإشاعات على منصته. ونشر التطبيق إعلاناته تحت شعار "معا يمكننا التصدي للمعلومات الخاطئة". خلال رحلتهما، لم يكن الشابان على علم بانتشار "أخبار كاذبة" على وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة حول أشخاص يخطفون أطفالا بهدف الاتجار بهم. وفي محافظة كاربي انغلونغ الفقيرة والنائية، أصبح "فيسبوك" و"واتساب" الوسيلة الفضلى لنقل الأخبار، حيث نادرا ما يتم التشكيك في صحة الرسائل المنشورة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. في ذلك اليوم، كان الشابان يجلسان بالقرب من جدول مائي عندما واجههما أحد القرويين ما أدى إلى شجار. وركب الشابان سيارتهما وغادرا على عجل، لكن من تشاجرا معه قام بإبلاغ القرية المجاورة بشأنهما. وقال نائب رئيس مركز الشرطة في كاربي انغلونغ غلشان داولاغوبو "أجرى اتصالا هاتفيا. وقال إن خاطفي أطفال في طريقهما (إلى القرية) ويجب توقيفهما". وحاصر القرويون المحتشدون السيارة على الطريق المؤدي إلى القرية. وشنوا هجوما ضاريا لاقتناعهم بأنهم قبضوا على خاطفي أطفال، ونشروا على الإنترنت تسجيلات فيديو لعملية القتل. وهزت المشاهد الهند بأكملها. وفُتح تحقيق لكشف ما إذا كان الرجل الذي حرض على الهجوم، وهو سائق سيارة أجرة يبلغ 35 عاما، يعتقد أنه قبض على خاطفي أطفال مزعومين أو كانت لديه دوافع أخرى. وتم توقيف نحو 50 شخصا على خلفية الهجوم. وقال مفوض شرطة محافظة كاربي انغلونغ ج. ف. سيفا براساد "لو أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن موجودة، لو كنا في العام 2014 ولم يكن فيسبوك موجودا ولم تكن أسعار الهواتف الذكية رخيصة، لما حدث ذلك". وتابع المفوض "لا أحد يمكنه التحكم في الانتشار الذي يسير تقريبا بسرعة الضوء". وبعد شهر من الحادث، تبدو قرية بنجوري كتشاري مقفرة. لا ترى هناك سوى نساء وأطفال وشيوخ. إذ إن الرجال في السجون أو هاربون. عمليات الاعدام خارج نطاق القانون المبنية على سوء تقدير أو معلومات مغلوطة ليست بجديدة في الهند. إلا أن انتشار الهواتف الذكية ووجود الإنترنت في المناطق النائية والأكثر فقرا فاقم المشكلة. ويستخدم ما يقارب نصف مليار هندي الإنترنت، غالبيتهم بواسطة هواتفهم في السوق الأسرع نموا للهواتف الذكية في 2017. وتصل شبكة الأنترنت إلى نحو 20 بالمئة من المناطق الريفية في الهند إلا أن هذه النسبة إلى ارتفاع. ويشجع تراجع أسعار الهواتف الذكية، بعضها إلى ما دون مئة دولار، بالإضافة إلى اشتراكات شهرية بأسعار متهاودة على الاتصال عبر عالم الإنترنت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©