الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الآذان الإلكترونية تحاصرنا في كل مكان

الآذان الإلكترونية تحاصرنا في كل مكان
14 يوليو 2018 21:37
إذا ما كان كل جهاز أو أداة نحملها معنا حتى لو كنا وسط الغابات يستطيع أن يستمع إلينا بوساطة ميكروفون متصل بالإنترنت لتنفيذ أوامرنا، فهل هناك أمل أن نستعيد مرة أخرى خصوصيتنا؟ عندما تكون جالساً في غرفة مزودة بجهاز أيفون وأبل وواتش وجهاز ذكي مثل امازون ايكو وجوجل هوم، فإنك محاط بعدد من الميكروفونات لا تتخيل أنها حولك. فجهاز أيفون الأحدث يحتوي على أربعة ميكروفونات، ولدى جهاز امازون ايكو سبعة، في حين أن جهاز ابل وواتش يحتوي على ميكروفون واحد فقط في الوقت الحالي. وإذا أضفنا إلى ذلك أجهزة السماعات اللاسلكية الذكية المثبتة في الجيل المقبل من الأجهزة المنزلية التي تستجيب للأوامر بالصوت مثل أجهزة آبل اير بود التي ستطرح للبيع أو أجهزة تنافس أبل في هذا المضمار مثل بوز وشير إلى جانب أفران الميكروويف والتلفزيونات من سامسونج و إل جي وغيرها، وأي شخص في المنزل أو في مكتب مفتوح لا تفصله الأبواب عن زملائه فإن جميع الأجهزة المحيطة تستمع إلى ما يقوله مثلما عن طريق مئات الميكروفونات المحيطة به. وسيستمع معظمهم إلى الأوامر التي يوجهها إلى البرامج المساعدة التي تتلقى الأوامر وتنفذها بالصوت مثل اليكسا و هاي سيري و اوكي جوجل. وتبين خريطة الطريق للشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا والشركات الناشئة على حد سواء كيف أن الصوت يتحول إلى أول صلة بين المستخدمين وعقل خلية جهاز الذكاء الاصطناعي الذي يتصل بالإنترنت. ويقود هذا التغيير استخدام كميات هائلة من المكونات، التي تم تصميمها في الأصل لصناعة الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة المحمولة، ومما ساعد على انتشار تلك التكنولوجيا هو انخفاض أسعار المكونات الرئيسية لصناعتها مع التطور الملحوظ في الأداء على مدار العقد الماضي. طريقة عملها وتتألف الميكروفونات من غشاء كبير نسبيا تم تحويل اهتزازاته إلى نبضات كهربائية. لكن ابتداءً من الثمانينيات من القرن الماضي، عمل المهندسون على إيجاد طرق لجعل الميكروفونات صغيرة جدًا، لدرجة أن العين تجد صعوبة في أن تلاحظه. برغم أنه لا يزال معظم الميكروفونات تحتوي على جيب من الهواء خلف الغشاء الاهتزازي، ولكن الآن يمكن أن يكون هذا الجيب صغيراً جداً ويتم تضخيم الصوت عن طريق شرائح إلكترونية مرفقة به، وهو ما يتم استخدامه في صناعة الهواتف الذكية والمكبرات الذكية للصوت، وأي أداة أخرى تستمع لصوتك عن طريق هذه الأنواع من الميكروفونات. تمتلك شركة نولز كورب، ومقرها ولاية الينوي في الولايات المتحدة أكثر من 50% من هذا السوق. وقال متحدث باسم الشركة، إن نولز كورب تتعامل مع جميع الشركات الكبرى للأجهزة المحمولة، وشحنت ما قيمته 12 مليار دولار من منتجاتها خلال العقد الماضي. ومن الشركات الكبرى الأخرى التي تورد هذا النوع من الميكروفونات الدقيقة، جورتيك وايه ايه سي تيكنولوجيز واس تي مايكروالكنترونيك. كان أحد التحديات المستمرة في مجال صناعة الميكروفونات، هو قوانين الفيزياء: فكلما كانت الميكروفونات الأصغر، كلما ازدادت الحاجة إلى وجود تكنولوجيا أحدث، تعمل على التقاط صوت، وكلما زادت الحاجة إلى معالجة هذا الصوت ليصبح واضحاً. الشركات الناشئة مثل فيسبر تيكنولوجيز، ومقرها بوسطن بالولايات المتحدة، والتي تلقت أموالاً من شركات كبرى مثل بايدو وبوز واليكسا ومن أمازون من أجل تطوير تكنولوجيا الميكروفونات، تواجه هذا التحدي بتصاميم أحدث وبأسعار مناسبة، وتعمل الشركة على أن تصنع شرائح رقيقة من السيلكون تكون قادرة على أن تولد تياراً كهربائياً عندما تكون تتعرض لموجات صوتية. وتقول فيسبر إن هذا يمنح الميكروفون إمكانيات فريدة، مثل فهم صوتك حتى خلال الأحوال الجوية السيئة في ظروف عاصفة أو مطيرة. التكلفة التجهيزية ويقول مات كراولي، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبر، إن التكلفة الإجمالية لتجهيز مثل هذه الميكروفونات الصغيرة والإلكترونيات لتفسير الأوامر البسيطة تقترب من 10 دولارات أو أقل. وفي الوقت ذاته ويقول مايك روزا، المحلل ورئيس التسويق في شركة ابلايد ماتيريالز، إن الميكروفونات الفردية تتكلف الآن ما بين 20 سنتاً و 60 سنتاً، وهذا السعر القليل يشجع شركات إنتاج الرقائق الدقيقة على تطوير صناعاتهم بشكل كبير. نحن نتحرك صوب عالم يمكن فيه لكل شيء متصل بمصدر للطاقة سواء بالكهرباء أو بطاريات الاستجابة لأمر صوتي. ويمكن أن تتمتع أجهزة اير بودز التي تعمل أبل على إطلاقها قريباً في الأسواق بالكثير من الإمكانيات التي يزعم فيسبر أن الميكروفونات ومكبرات الصوت التي يقوم بتطويرها ستستفيد بها الأجهزة الإلكترونية الحديثة بشكل أساسي في المستقبل، حيث ستعمل هذه الميكروفونات على إلغاء الضوضاء المحيطة بالشخص الذي يلقي الأمر للجهاز الإلكتروني ليكون الأمر أكثر وضوحاً. يذكر أن عملاق التكنولوجيا أبل استخدمت في الماضي، العديد من الموردين للميكروفونات الخاصة بها. وفي هذه الأثناء، قال المدير التنفيذي لقسم الإلكترونيات الاستهلاكية في سامسونج لصحيفة وول ستريت جورنال أنه بحلول عام 2020 تخطط شركته لتجهيز كل جهاز تبيعه - من أجهزة التلفزيون إلى الثلاجات - بميكروفونات لتلقي أوامر التشغيل عن طريق الصوت. قد يكون من المثير للقلق أن تكون محاطًا بمكيروفونات، خاصة إذا كانت هذه الأجهزة تتصل شبكة الإنترنت حتى يمكنك التحكم فيها من أي مكان في العالم، ولكن المفارقة هي أنه مع تطور التكنولوجيا، فهناك أمل في أن تتمكن الأبحاث الجديدة في التوصل إلى تكنولوجيا تمكن الإنسان من الاتصال بهذه الأجهزة دون التواصل عن طريق شبكة الإنترنت. حتى سلة المهملات تستفيد من تكنولوجيا التحكم الصوتي حيث قامت شركة سيمبل هيومان بتطوير سلة قمامة تستجيب للأوامر الصوتية مثل كلمة «افتح الغطاء» لتلقي بها القمامة ثم تقوم بغلق الغطاء من تلقاء نفسها بعد ذلك بمجرد ابتعاد المستخدم عنها. فهل نحن بالفعل في حاجة لاستخدام الأوامر الصوتية لتشغيل كل شيء حولنا حتى سلة المهملات؟ في حين إنه من السهل أن نسخر من الشخص الذي يمتلك سلة مهملات عالية التقنية تتلقى الأوامر بالصوت، خاصة إذا كان سعرها في الأسواق حوالي 200 دولار، ولكن ما يثير المخاوف بالفعل من هذه التقنيات هو أن تقوم الأجهزة المختلفة خاصة وأنها تتصل بشبكة الإنترنت بتسجيل ما نخبرهم به ويرسلونه إلى الشركات الأم التي قامت بتصنيعها. ويقول جاي كوهين، مدير هندسة الإلكترونيات في شركة سيمبل هيومان، إن سلة المهملات الذكية التي تنتجها الشركة لا يمكنها القيام بذلك. ذلك لأن أحدث الميكروفونات والمعالجات المرتبطة بها تعالج الكلام البشري في الأداة نفسها، دون الاتصال بالإنترنت. في البداية، ستقتصر المعالجة المستقلة في الأدوات على الأوامر البسيطة وكلمات التنبيه المباشرة، مثل إخبار الجهاز بتشغيله أو أخبار الجهاز بضبط وقت محدد سواء للاستيقاظ من النوم أو الذهاب إلى موعد مهم أو حتى ضبط وقت بدء تشغيل والانتهاء من تشغيل الفرن الكهربائي أو الأدوات المنزلية الأخرى، ولكن في المستقبل القريب، ستصبح هذه الأوامر أكثر تعقيداً لتطلب من الأجهزة أموراً أكثر من مجرد التشغيل أو تحديد موعد وقف التشغيل. التبريرات أحد التبريرات لإضافة التحكم الصوتي إلى كل ما نستخدمه هو أنه يمكن في النهاية أن يكون واجهة أسهل وأكثر أناقة من مجموعة الأزرار والقوائم التي نواجهها اليوم. ما عليك سوى التفكير في مدى صعوبة عمل ميكروويف أو فرن أو أي جهاز آخر نستخدمه في الحياة اليومية بضبط أكثر من زر لضبط درجة الحرارة مثلاً أو ضبط التوقيت ثم ضغط زر التشغيل. وتخيّل أنه بدلاً من ذلك أن تقوم فقط بإخبار الجهاز بما تريد فعله. في المستقبل إذا تركنا الأجهزة التي تتحكم بالصوت تسيطر على المشهد بالكامل فإن ذلك سيكون له مضاعفاته الخاصة التي تتمثل أساساً في الاعتماد الكلي على تلك الطريقة دون غيرها فربما يأتي جيل من المشغلين لا يعرف ما ضرورة كل أزرار التشغيل الموجودة في الأجهزة الكهربائية والإلكترونية. كما يمكن لأي شخص يعيش مع عدة مساعدين افتراضيين أن يفقد السيطرة تماماً، حيث إن الأمر الذي تطلقه لاحد الأجهزة تسمعه الأجهزة الذكية الأخرى، فإنه من الصعب التحدث إلى أحدها دون أن يشارك الأجهزة كلها عن غير قصد. وتعترف سمارت هيومان أن سلة المهملات يمكن أن تفتح بشكل عفوي أحيانًا استجابة للضوضاء المحيطة. حتى أمازون ايكو يستيقظ من الثبات ويكون في وضع الاستعداد عندما لا تكون هناك حاجة إليه لمجرد سماع أصوات تشبه الأوامر التي يتلقاها، ويمكن أن يسيء الجهاز الذكي تفسير الأحاديث العائلية ويعتبرها كتوجيه لتنفيذ مهام قد تبدو عشوائية. وإذا استقبلت أحد الأصدقاء أو الأقارب للبقاء معك في المنزل فانك يجب أن تترك لهم تعليمات واضحة للتعامل مع الأجهزة الذكية في المنزل عند ذهابك للعمل أو الخروج لأي سبب، ويجب أن تشمل تلك الملاحظات المراوغات المحتملة من الأجهزة الذكية بسبب التقاطها تعليمات لم تكن موجهة لها، فتخيل أنه في يوم حار تلقى جهاز التدفئة امرأً لم يكن موجهاً له لبدء العمل أو العكس إذا كان الجو بارداً، وتلقى جهاز التبريد بالخطأ امرأً بالتشغيل. قد لا يمر وقت طويل قبل أن تجد نفسك تقول شيئاً مثل «ديفيد، سخن الفرن إلى 350 درجة. أو فرانك، اغسل الصحون». * الكاتب: كريستوفر ميمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©