شايفر: «كسر الوسط» طريق كرواتيا للتتويج

دبي (الاتحاد) «لمواجهة المنتخب الفرنسي والتفوق عليه، يجب عليك أولاً كسر تفوقه في الوسط، وهي مهمة صعبة، فشل فيها منتخبان لاتينيان بحجم الأرجنتين وأوروجواي، ومنتخبات أخرى أوروبية في البطولة»، هكذا رأى الألماني وينفريد شايفر، مدرب الأهلي والعين ومنتخب تايلاند الأسبق، أهم نصيحة يجب أن توجه لمدرب كرواتيا، زلاتكو داليتش، مدرب العين الأسبق. وبدا شايفر سعيداً بما وصفه بـانتهاء أسطورة «التيكي تاكا» والمهاجم «الشبح»، تلك الفكرة التي تعود للمدرسة الهولندية، وبلغت ذروتها على يد جوالارديولا، وكانت حاضرة بقوة في كأس العالم في 2010 و2014، ولكنها سقطت في ورسيا 2018، ويقول شايفر: عادت كرة القدم لأصلها، رأينا منتخبات تلعب بجماعية، وتعتمد على مهاجم صريح ورأس حربة صريح، ولاعب في الأطراف، وانطلاقات من العمق، وعادت فلسفة التدريب التكتيكية التي تعتمد الجماعية، وتوظيف المهارة الفردية لخدمة الفريق وللأداء الجماعي، وهو ما نجح أيضاً فيه زالاتكو، الذي استطاع أن يقدم مباريات قوية للغاية، وأن يصل إلى النهائي بجدارة، خاصة بعد العودة في الدقائق الأخيرة، وقلب تأخره بهدف إلى تعادل ثم إلى فوز أمام المنتخب الإنجليزي القوي. وأضاف: غابت الكرة الهولندية عن المونديال، كما غابت طريقة «التيكي تاكا» التي اخترعها كرويف، وهو ما يتأكد بوصول كرواتيا وفرنسا إلى النهائي، وهذا أمر مهم للغاية، بل يعتبر أهم مكاسب المونديال الحالي، لأن كل منتخب في العالم بات يريد أن يلعب بطريقة «التيكي تاكا»، والمهاجم «الشبح» رقم 9 فقط، ليكون الاعتماد كله على تحرك لاعبي الوسط والضغط على دفاعات المنافس، لكن الآن اختلف الأمر، ورأينا الكرات العرضية والرأسيات، ودور المهاجم ورأس الحربة المهاري، والجناح المهاري وصانع اللعب وهكذا. وعن رأيه في «الناري» قال: كرواتيا دولة صغيرة للغاية، وليس لها إنجاز قاري أو عالمي في اللعبة، لكن رغم ذلك كرة القدم هي الرقم 1 هناك، وعندما ترى أن لاعبيهم ينتشرون في أفضل أندية بالعالم في الدوريات الإسبانية والألمانية والإنجليزية والإيطالية، تدرك أنك أمام منتخب ليس بالهين، صحيح أن الفوارق التاريخية والجغرافية كلها تصب في مصلحة فرنسا صاحبة التاريخ والمهارات، وأيضاً كرواتيا تضم منتخباً متكاملاً ولديه لاعبون أصحاب قدرات فردية جبارة مثل راكيتيتش وموديريتش، والسوبر ماريو، والمهاجم ريبيتش، وهذا الرباعي وباقي المواهب الموجودة في التشكيلة، قادرة على تعويض الفوارق التاريخية، ونحن أمام 90 دقيقة فاصلة، وأمام منتخب امتلك الروح القتالية العالية منذ المباراة الأولى وحتى النهاية، وتخطى جميع العقبات وبات مرشحاً بقوة للقب، لذلك أرشحه أيضاً للفوز وتحقيق إنجاز أشبه بالمعجزة الكروية. وأضاف: كرواتيا يذكرنا بمنتخب الدنمارك الذي حقق مفاجأة «اليورو» في أوائل التسعينيات، لذلك أرى أن هذا المنتخب قادر على التتويج باللقب بسبب «روح الفريق»، والجماعية التي يملكها، فضلاً عن المهارة الفردية لمعظم لاعبيه والسرعة في الانطلاقات والارتداد، خاصة مودريتش الذي استطاع أن يجمع خبرات تراكمية هائلة على المستوى الفردي مع الريال، وما يقال عنه يقال أيضاً على باقي التشكيلة مثل ماندزوكيتش، وهذا الثنائي تحديداً قد يكون كلمة السر في تحقيق الإنجاز اليوم.